بتول أبوعلي

احد مقابلات حزمة: المرأة والسّلام,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تعرفنا بتول أبوعلي (27 سنة) من سوريا، والتي تدرس في ماجستير علوم ويب، وتنشط في العمل المدني، عن نفسها قائلة: 

أعمل في هذه الفترة مع عدة منظمات من خلال مواضيع متعلقة بالوساطة، بناء السلام، العنف القائم على النوع الاجتماعي ومن أهم الأشياء التي تعرفني هي مبادرة "ضوء" لدعم المكفوفين وضعيفي البصر في سوريا والتي قمنا بتاسيسها منذ حوالي ثلاثة سنوات، أنا مناصرة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات، كما أنني واحدة منهم. 

وعن نظرتها للمجتمع السوري المتعدد فيما يخص التعايش السلمي، تقول بتول: 

أرى أني محظوظة على المستوى الشخصي بهذا الجانب، لأني عندما كنت بعمر 15 إلى 18 سنة ضمن الفترة بين 2009 و 2012، درست في مدرسة داخلية، وكان فيها طلاب من كل محافظات سوريا، بكل الانتماءات الدينية والثقافية، وكان ذلك أمراً جميلاً أننا عشنا معاً في حمص آنذاك. وحتى اليوم أغلب أصدقائي هم من بيئات مختلفة عن بيئتي، وإن بعضهم من الممكن أن يكون نقيضاً تماماً لي بالظاهر، إلا أنهم فعلياً أكثر الأشخاص الذين أعتمد عليهم، ولكن يبقى السؤال هل أستطيع أن أعمم هذه التجربة على المجتمع؟ أتوقع الإجابة: لا! عندما أنظر إلى حياتي حالياً، أميز فيها شعور الانفصال، بمعنى أني موجودة في وسط أو محيط، لا أشبهه كثيراً، أرى أن المجتمع السوري بمختلف طوائفه، هو مجتمع طيّب، ولكني أرى أيضاً أن الجهل قد طغى عليه، والجهل هنا رفض الاختلاف، لم يحتك السوريين مع بعضهم بشكل جيد قبل سنوات الحرب، وهذا مرده بشكل أساسي إلى عدم وجود إعلام حقيقي وعدم وجود مؤسسات.

أمّا بخصوص أفكارها حول تعريف السلام وبناء السلام لسوريا، تشرح بتول وجهة نظرها من ناحية قراءة أسباب النزاعات والحروب، حيث تعتقد:

أن النزاعات تحدث لأن الناس يشعرون أنهم مقصيين، سواء في أمور متعلقة بالاقتصاد أو بتوزيع الثروات، أو صراع طبقات، سواء بالأمور المتعلقة بالسلطة، بالاضطهاد أو أمور متعلقة بالثقافة، بالدين..إلخ، فهذا الإقصاء يدفع الناس نحو النزاع، وهذا النزاع من الممكن أن يصبح عنيفاً، وغالباً النزاع أو الحروب الأهلية تحديداً هي خليط من كل تلك الأشياء، وهنا عندما نريد أن نتحدث عن السلام، يجب أن نكون متيقظين إلى أننا لسنا أمام مشكلة واحدة، إنما نحن أمام عدة مشكلات، السلام الحقيقي هو أن يتوقف الذين يشعرون بالإقصاء عن شعورهم بذلك، ولذى لن يتحقق السلام من خلال اتفاقية معينة، فالأسباب التي تبدأ من ورائها هذه الحروب، هي أسباب مختلفة عن الأسباب التي تدفع الناس لأن يقتلوا بعضهم البعض على الأرض، إن غياب العنف لوحده لا يعني سلام.

وترى بتول أن للمرأة السورية دوراً تاريخياً في المجتمع السوري قبل الحرب، لكنه بقي مستقراً إلى حد ما، ومما تقوله هنا: 

كان للمرأة دور منذ بدأت الحركة النسوية العالمية، لكنهن بقين على النسوية العالمية، في سوريا لم نبتعد عن المسار، كأنه كان هناك زمن نهضة أو حركة تحررية، ثم بعد ذلك، توقفت! تم إيقاف التطور الطبيعي للحركة النسوية، لم نعد نرى حركات أو جمعيات نسائية مستقلة في سوريا منذ أكثر من نصف قرن، كما أنني أرى أن النساء السوريات علقن في دائرة من العنف بمختلف أنواعه.

وأخيراً، تعتبر بتول أبوعلي أن دور المرأة السورية اليوم يتلخص بأهمية انعكاس دورهن على مراكز صنع القرار العليا، وهنا توضح: 

هل تنتقل النساء من القاعدة إلى الأعلى؟ أعتقد أنه على المستوى المحلي فإن النساء مبادرات وموجودات ومؤسسات، لكن هل يوجد تمثيل ومشاركة عادلة بمختلف المستويات؟ والجواب أعتقد: لا! ومن المؤكد أن السبب ليس عدم رغبتهن أو أنهن لسن مستحقات، وأعتقد أن ذلك يعود لعدة عوامل أهمها أننا في ثقافتنا نحب أن نضع المرأة بهذا القالب الرومنسي، ربما، كأن يكون مكانها هو العائلة وأن يكون دورها الأساسي هو الزواج والإنجاب والتربية فقط، ومن الممكن أن تعمل وتساهم ضمن المجتمع ولكن إلى هنا فقط، يجب أن تقفي! هذا هو مطرحك في هذا المستوى. لكن الحرب في سوريا كسرت هذه الرؤيا اليوم، والأهم أن الأمر لم يعد مقتصراً على التربية والتعليم والثقافة المحلية، اليوم ثمة مصدر معلومات وفرص مفتوحة أمام الجميع، هناك قدوات نتعلم منها.