حازم يونس

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: السويد
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يقدم لنا السيد حازم يونس، وهو فلسطيني سوري مقيم حالياً في السويد، نفسه من خلال هويته فيقول:

لو كان هذا السؤال موجه لي قبل عشرين سنة كنت أقول: أنا حازم الفلسطيني من حيفا، مولود بمخيم اليرموك، أما اليوم فأقول: حازم أبوه فلسطيني وأمه سورية وهو مواطن في السويد، أما الدين فهو شيء خاص بيني وبين ربي ولا أعتبره جزء من هويتي.

ويضيف السيد حازم يونس:

عندما أذكر سوريا يخطر ببالي فرع مخابرات فلسطين، والدي كان في منظمة التحرير واضطر أن يهرب من سوريا إلى اليمن، بعد عشر سنوات رجعنا إلى سوريا، وكان دائماً الأمن حاضر. بعد ذلك أحببت صبية أصلها فلسطيني لكن حياتها كانت شامية، فكنت أرى الشام من خلالها، وأحسست أكثر بكذبة الحدود والهوية، ولم تكن قصة فلسطيني وسوري كهوية موجودة، ولكن موضوع المخيم كان يؤثر على هويتي الفلسطينية، فكنت دائماً أحاول أن أبرز أني فلسطيني. أنا اليوم في السويد أشعر بنفسي مواطن عندي حقوق أكثر من التي كانت متوفرة لنا بسوريا، عندما تكون سوري يصعب أن تسافر، فكيف إذا كنت لاجئ بسوريا؟ فلديك مشكلة مع الأمن دائماً، فهذا كان يؤثر بموضوع الهوية، لكن بعد ما تغيرت هويتي، دخلت بلاد كانت ترفض دخولي، فهنا هي العلاقة بين اللاملموس والملموس بالهوية، نفس الشخص نفس الإنسان نفس الاسم ولكن بتغيير الهوية تغيرت النظرة،  والآن بهذه الهوية الجديدة أنا لا أقدر أن أقول إني مئة بالمئة من البلد الذي ولدت وتربيت فيه.

وعن أثر الصراع على هويته كسوري يقول السيد حازم:

ما حدث بسوريا من عشر سنوات أشعرني بالفخر وجعلني أكثر تمسكاً بهويتي الفلسطينية، وخاصة لما بدأت الانتفاضة الفلسطينية، ولما قامت ثورات الربيع العربي صرت أكثر ثقة وفخراً بانتمائي للهوية العربية، وصرت أكثر تمسكاً بنصفي السوري، وكنت كأني أنتظر هذه اللحظة، لأنه كانت رنة جرس بيتنا تعني بالنسبة لي أن المخابرات جاءت تسأل عن أحدنا. هويتي تعززت بالبعد السوري وبحثت عما يدعمها، هذا كان خياري ودفعت ثمنه، وأنا متمسك به، لأنه هو الهوية السورية التي هي جزء من تشكيلي.

وعن أثر الهجرة على هويته السورية الفلسطينية يقول السيد حازم:

طبعاً أثرت الهجرة كثيراً، فقد طرحت أسئلة جديدة وجعلتنا نفكر بأشياء ما كنا نفكر فيها قبلاً، التي كانت وكأنها مسلمات حتى العقل ما كان يدركها. لما وصلت إلى السويد وكانت ملامحي عربية وكان من الواضح أني غريب، هذا ترك أثر سلبي على النظرة لي. انا الآن عندي ثلاث أطفال واحد منهم قال لي منذ مدة: أنا أفكر بوضع حلق، وأنا أتفهم لماذا قال ذلك، منها لأنه يلعب كرة ومشاهير اللاعبين يضعون الحلق، كما أن معلمه بالصف يضع حلق، فقلت له: الشباب عندنا لا يلبسون الحلق، وهذه ليست ثقافتنا، فرد عليّ ابني: لكن أنا ثقافتي سويدية، قلت له: أنت مزدوج الثقافة. هذا الموضوع أثر عليّ بصراحة، وصرت أكثر تقبلاً لأفكار جديدة، فأنا لا أريد لابني أن يعاني من أي نقص، أيضاً في العشر سنين الأخيرة كان لدينا يمين متشدد متطرف بأوروبا، وهم يهاجمون الغرباء على الهوية، بغض النظر فقد تكون انت غير ديني، لكن أنت من سوريا يعني أنت داعش.

وينتقل السيد حازم ليتحدث عن أثر التقاليد والعادات على هويته السورية الفلسطينية فيقول:

نحن هنا نمارس أغلب الطقوس اللي كنا نمارسها ببلادنا، ولكن قبل حضور أهلي كنت أفتقد طقوس رمضان، طقوس العيد، طقوس فطور الجمعة، رغم بساطتها افتقدتها، حتى اللباس التقليدي الفلسطيني، وهذا ما جعلني أقترب من الناس الذين يشبهونني، وأكون متفاعل مع الجالية العربية السورية الفلسطينية، وأحاول أن أكون قريب من الثقافة التي تشبهني.

وفي الختام يصف السيد حازم يونس هويته باختصار فيقول:

 حازم هو انسان يحب المساواة والعدل، والهوية التي تحدد الجنسية أنا ضدها.