عمر علي الحسين

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يخبرنا السيد عمر علي الحسين (35 عاماً) والذي يعيش في سوريا، عن هويته قائلاً: 

ولدت من أسرة مسلمة سُنيّة، والبيئة حولنا كذلك. أنا ملتزم شيئاً ما دينياً، وبشكل وسطي. ولكن دائماً العادات والتقاليد تغلب على ذلك، ربما بسبب البيئة والمدينة التي نشأت فيها، فأغلب السكان هناك على هذا النحو. أنا مثل أي إنسان في أي دولة في العالم، أنتمي إلى المكان الذي ولدت فيه بشكل رئيسي، والذي هو هنا مدينة كفرنبل في ريف إدلب. بالنسبة لي منذ العام 2011 اختلف الوضع تماماً عن قبل ذلك، لقد مرت عليّ أشياء غيّرت من هويتي وانتمائي حتى العام 2020. أستطيع القول أن التاريخ يمثلني، تاريخ مدينتي خصوصاً حيث نشأت فيها، تاريخ سوريا بشكل عام، كون سورية معروفة بالتعددية، هويتي مثلاً مقترنة بالتاريخ، وربما لأني مسلم سني، فالهوية الإسلامية قد تغلب في النفس فقط. 

وعن أثر الصراع والثورة على هويته، يقول السيد عمر:
منذ العام 2011 كنت ضد الهجرة، وأنا حالياً مهجّر تهجيراً قصرياً، تهجيراً داخلياً، وعلى سبيل المثال أبعُد عن مدينتي التي هُجرت منها، حوالي 70 كم، تختلف العادات والتقاليد في المنطقة المقيم فيها 100 درجة، لقد تغيرت علينا الكثير من الأشياء وهذا التغير أثر على الهوية، على سبيل المثال بيوت العزاء في كفرنبل، حين يتوفى أحدهم، ويقيمون له عزاءً، كنا نرى كل الناس تذهب إلى العزاء، أمّا في الوقت الحالي، بعد الهجرة، تجدني أسكن في منطقة بعيدة عن بيت أخي 30 كم، وعن بيت ابن عمي 80 كم، وأصبحنا نقضي مثل هكذا واجبات عن بُعد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً نتفاداها سواء كان عزاء أو فرح.

وفيما لو كان وضع الصراع مختلفاً كيف سوف يؤثر على هويته، يقول السيد عمر:
قبل العام 2011 كان لدينا مركز ثقافي في مدينة كفرنبل، وكنا نتابع ندوات ثقافية وأمسيات شعرية، وكانت تلك الأنشطة لكُتّاب معظمهم من مناطقنا، كفرنبل وريفها، ولكن بعد التهجير منذ 2019 إلى اليوم لم أحضر ولا ندوة ثقافية، ولا حتى على الفيسبوك وذلك ترك أثر في هويتي بشكل عام، مثلاً أنا أعتز قبل كل شيء كوني مواطن سوري، ذهبت إلى لبنان من أجل العمل، وحين كانوا يسألوني عن أصلي، كنت أجيب أني فخور كوني سوري، ولكن الآن أنا نادم لعدم الهجرة من سوريا، أصبحت الآن فرصة الهجرة ضعيفة بسبب وضعي المادي، أنا مستعد أن أكون مواطناً في أي دولة تقدم لي نصف حقوقي، مستعد أنا أقدم لها كل طاقاتي. 

وعن أثر الهجرة في الهوية السورية بشكل عام، يقول السيد عمر:
أنا كمهاجر داخلياً، أثرت الهجرة على هويتي، على نحو الفقد، فقدت أصدقاءً، لقد هاجروا ولم يعد بيننا اتصال هاتفي منذ أكثر من 5 سنوات، وذاك الذي قطع الاتصال فقد هويته كسوري، أعتقد، أصبح مواطناً أوروبياً! هناك بعض الأصدقاء يتكلمون عن اهتمام باللغة العربية في بلاد الهجرة، وهؤلاء أتواصل معهم بين حين وآخر، وأخبروني أنهم هناك يهتمون أيضاً بديانتك، ويذكرونك دائماً أنك مواطن سوري، وكأنك منتدب إليهم، ولا يفهمونه أنه أصبح مواطناً ألمانياً أو فرنسياً، بينما أنا أبعد عن  مدينتي 70 كم، نسيت إذا كنت في كفرنبل يوماً ما رغم أنها موجودة في قلبي.

وفيما يخص العادات والتقاليد التي يعتقد السيد عمر أنها تمثل جزءاً من هويته، يقول:
نتيجة الواقع الذي فرض علينا، مثلاً، في الأعياد، في أول يوم عيد وأنا في المهجر، أهنئ أمي وأبي وأخواتي وجميعنا نعيش في بيت واحد، وربما عبر وتساب أرسل إلى قسم من أصدقائي حولي في المنطقة، ولكن ذلك كان مختلفاً في الضيعة قبل النزوح، هناك كنا نحضر للعيد قبل يومين، وأكون مسروراً كأني طفل، الأفراح مثلاً في كفرنبل كطقوس الأعراس، تتضمن احتفالاً مع الصديق سواء كان قريب أو بعيد ليومين، حالياً نرسل النقود فقط بدل الحضور.

وأخيراً، يصف السيد عمر هويته بثلاث كلمات قائلاً:
مسلم سني وسطي، أنتمي تاريخياً لسوريا، منفتح ومتقبل لأي تغير يحدث معي.