أحمد الشيخ

احد مقابلات حزمة: قصص عن الانتماء,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: ألمانيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

أنا اسمي أحمد خضر الشيخ، عمري 41 سنة، فنان سوري مقيم في ألمانيا منذ حوالي ست سنوات. كنت قد درست عدة اختصاصات لها علاقة بالأدب والفنون وهي: الأدب الإنكليزي، والتمثيل، وبعد ذلك حصلت على منحة لدراسة النقد السينمائي المعاصر، واللغة الإنكليزية في جامعة واشنطن.

في سوريا أنجزت بين 2002 و 2013 أكثر من 50 مسلسل من الدراما السورية، وكذلك قدمت برامجاً في التلفزيون التركي العربي لمدة عام ونصف، كما عملت كمنظم مناسبات ومقدم فعاليات أدبية وثقافية وفنية في بيروت لمدة ستة أشهر قبل أن أحصل على تأشيرة السفر إلى ألمانيا، وهناك كنت محظوظاً أن بعلاقتي الجيدة بمحاميّ ومدير أعمالي الذي كان يعيش في أوروبا منذ 50 عاماً تقريباً، إنه من أصول لبنانية ومتقدم بالعمر حتى كأنه كان والدي في تعاملنا معاً، الذي أرسل لي الدعوة وكان كفيلي ومازلنا على تواصل وعلى علاقة طيبة إلى الآن، ومساعدته لي كانت عن طريق علاقته بأحد موكليه، الذي كان مدير أول مدرسة ريف عملت فيها كموجه مسرح تربوي اجتماعي ومدرب تمثيل للناشئة، فقد أمّن لي عقد عمل وإقامة عمل وله الشكر.

كان لابد من وجود أحد ليمهد طريق الوصول الذي لم يكن سهلاً بالنسبة لمهاجر شرعي. فمازال موضوع الحنين إلى دمشق يشغل مخيلتي، أكثر ما يشغلني الحنين إلى بلدة أجدادي سلمية، أو بلدتي التي ولدت فيها طرطوس. وفي الحقيقة كان من أهم دوافعي للسفر هو رغبة قديمة لمواصلة موضوع حوار الحضارات والثقافات في الفن والمسرح وكافة أصناف التربية الجمالية.

كانت أول محطة في الرحلة الألمانية هي مدرسة ريف اسمها "رودولف شتاينر" في غرب ألمانيا قرب مدينة "بادربورن" في ولاية شمال الراين، وهناك عاملت طلابي الألمان، وهم ما بين 13 و15 سنة، كأب، وفعلاً كانوا يقولون لي "بابا أخميد" لأن كلمة أحمد لا تلفظ معهم إلا بصعوبة، وأنا كان يضحكني هذا الاسم "أخميد"، ولكني كنت مسروراً كونه كان يأتي من أفواه أولادي، فعلاً أنا أقول لهم أولادي بكل محبة، ولم أكن أنظر إليهم كونهم طلاب وأنا أستاذ، أحب مبدأ الأبوة في العملية التعليمية، وأن تعطي المحبة لمتلقيك ومريدك وأن تتلقى منه المحبة، هكذا كنت ولا زلت أرى المنظور الحقيقي للعملية التعليمية.

عملت لمدة سنة في مدرسة "رودولف شتاينر" الريفية الخاصة، وهي عبارة عن مجتمع منعزل عن المجتمع الألماني العادي، على قمة جبل، تغطية الموبايل ضعيفة، لديهم التقرب من الطبيعة موضوع مهم جداً، يوجد فيها ورشات حدادة، ونجارة، وأراضي زراعية واسعة، وسوق خاص، ومطبخ خاص أغلب طعامه صحي أو نباتي، وهناك ورشات صناعة جبنة جميلة جداً. كانت هذه التجربة مثل الحلم، حقيقة شعرت أني في فيلم "هاري بوتر" الجزء السوري، لأن أبنائي، أي طلابي، كانوا يلبسون مثل هاري بوتر صدرية من الصوف.

عملنا عروض مهمة جداً لنصوص ألمانية ولتجارب عالمية، عملت معهم بالألمانية "اللصوص" لـفريدريش شيللر، كان العرض مدته 3 ساعات، مع موسيقا وعرض صور وبناء ديكور متحرك، كان عرضاً مهماً.

أقول باختصار، كانت هذه التجربة التي أشعرتني أنه لدي أبناء وعندي عائلة وأهلهم كأنهم أقربائي، فعلاً كانت حلم جميل، بدأ سنة 2014 وإلى الآن بعد ستة سنوات في هذه البلد أشتاق لتلك الأيام، لأنه فعلاً أول مرة في الحياة في كل مجال يبقى لها انطباع وسحر مختلف. بعد ذلك كانت تجربة مدرسة الريف هي فاتحة تعميق تجربتي في حوار الحضارات والثقافات بالفن، وحالياً أنا مستشار عائلي وخبير في مساعدة الشباب الجامعي في مجلس شيوخ برلين.

وباختصار شديد ملخص الرحلة الألمانية هو التطوير والتعلم وإيجاد حيز جديد لمتابعة العمل الفني الذي بدأته في بلدي سوريا، هناك الكثير من المحطات ولكن أحببت أن أجمل بهذا الموجز ملخص التجربة.

أنا أحمد الشيخ فنان سوري في ألمانيا وهذه كانت قصتي.