أحمد دحمان

احد مقابلات حزمة: سِيَر سورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: تركيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

"كانت البلاد تمر بظروف معقدة، شهدت قلة في فرص العمل، وأزمات في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء، إضافة لظاهرة الاعتقالات".

ولد أحمد دحمان عام 1968، لعائلة فقيرة تقطن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة دمشق. توفي والده وهو في الثانية عشرة من عمره، ما اضطره للعمل في سن مبكرة، الى جانب دراسته في مدارس وكالة الأونروا في المخيم.
يقول أحمد إن المخيم كان يشهد نشاطاً سياسيا ًوثقافياً كثيفاً نظراً لوجود قوى ومنظمات فلسطينية عدة داخله. "في ذكرى يوم الأرض، كانت المظاهرات تعم المخيم تنديداً بالاحتلال، كما كان الحراك يشتعل داخل المخيم مع أي حدث يخص الأراضي الفلسطينية أو إحدى الدول العربية".
ويتابع القول، "كان ثمة حضور دائم للنشاط الثقافي من خلال الندوات الثقافية للشعر والأدب والفنون، والتي ترعاها المنظمات الفلسطينية أو المجموعات الشبابية".
ورغم أنه يتميز بخصوصية معينة كمخيم للاجئين الفلسطينيين، فقد كان كأي منطقة سورية، يشهد حملات اعتقال ما بين فترة وأخرى، يقول أحمد، "في ظل وجود النشاط والحراك داخل المخيم، كان هناك وجود لنشاط استخباراتي من قبل أجهزة الأمن السورية".
في فترة الثمانينات كان أحمد في مرحلة الدراسة الثانوية، وكان يشارك مع رفاقه في النشاطات الثقافية وخاصة في مجال الموسيقا التي كانت تستهويه منذ الطفولة. يقول،"بدأتُ بتعلم الموسيقا في سن مبكرة من خلال عزف الإيقاع، ثم العزف على الجيتار والعود والبزق بالتوالي، كان المخيم يضم عدداً من الموسيقيين المميزين، وكنت على تواصل دائم بهم من خلال جلسات موسيقية نقضيها بالعزف والتلحين وتبادل الخبرات، فضلاً عن المشاركة في تدريب أطفال ويافعي المخيم للمشاركة في الحفلات والعروض الفنية".
في عام 1986 انتسب أحمد لكلية الاقتصاد في جامعة دمشق، ولكنه لم ينقطع عن العمل، نظراً للظروف المادية الصعبة لعائلته، يقول، "كنت في الصف الرابع الابتدائي عندما بدأت ببيع بعض الأدوات الكهربائية على بسطة بمنطقة الإطفائية في دمشق، ثم عملت كبائع متجول في سوق الحميدية، ورغم أني كنت أعمل بجد وأنا في عمر الطفولة، فلدي كثير من الذكريات الجميلة مع بقية الأطفال العاملين في المنطقة، أذكر كم لعبنا في ساحة الجامع الأموي وحي العمارة ومنطقة مقبرة باب الصغير، حتى تعلقتُ بدمشق وحاراتها القديمة منذ ذلك الوقت".
بدأ أحمد بالتقصير في دراسته بعد عامه الجامعي الأول، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة لعائلته ولعموم الناس في سوريا أواخر ثمانينات القرن الماضي، يقول، "كانت البلاد تمر بظروف معقدة، شهدت قلة في فرص العمل، وأزمات في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، إضافة لظاهرة الاعتقالات".
تابع أحمد نشاطاته الموسيقية خلال فترة الجامعة، وتعرف على مجموعة أوسع من الموسيقيين والفنانين خارج نطاق المخيم، وحتى إنه قضى فترة من خدمته العسكرية الإلزامية كعازف بزق في نادي الرماية بدمشق، كما درّس في بعض المعاهد الموسيقية الخاصة.
مع بداية انتشار أجهزة الكمبيوتر المنزلية أواسط التسعينات، اهتم أحمد ومجموعة من رفاقه في هذا المجال الجديد، وحاولوا أن يتعلموا بعض البرامج وأنظمة التشغيل وما يتعلق بها، الى أن أتقن أحمد بعض المجالات في الكمبيوتر وبدأ بتدريسها في معاهد خاصة منذ العام 2000، ولكن ذلك لم يكن عمله الأساسي الذي يعتمد عليه في معيشته، بل كان عملاً إضافياً مرافقاً لعدة أعمال ومجالات خاضها في حياته.