وُلد المهندس ورجل الأعمال أحمد عامر شبارق في مدينة حلب، ودخل عالم التجارة والأعمال عام 1990 عندما افتتح مصنعاً للتطريز وصناعة الألبسة في منطقة الليرمون التي تعتبر إحدى أهم المناطق الصناعية في المدينة.
ورِث أحمد حبّ مزاولة التجارة من والده الذي كان يمتلك مصنعاً كبيراً لصناعة الألبسة الجاهزة، وعلى الرغم من ذلك، اعتمد أحمد على نفسه وأسس معمله بمجهوده الخاص، حيث بدأ العمل بواسطة آلة تطريز واحدة كان يعمل عليها هو وإخوته بمساعدة عامل واحد، ثم تطور العمل وازداد الإنتاج حتى وصل عدد الآلات الى 12 آلة، وعدد العمال الى 25 شاباً و 15 فتاة.
يقول أحمد، "كنا نقوم بعملية التطريز لأهم شركات الألبسة في سوريا، والتطريز هو عملية النقش البارز على الألبسة بواسطة أجهزة الكترونية، وتُرسم تلك النقوش غالباً على ألبسة الأطفال".
يذكر أحمد أن نسبة اليد العاملة النسائية كانت حوالي ثلاثين في المئة في مصانع الألبسة، أما في باقي الصناعات الثقيلة فكان معظم العمال من الذكور. ويصف علاقته بالعمال بأنها كانت علاقة قوية وذات طابع إنساني. يقول، "في أحد الأيام نشب حريق في المعمل، وعند وصولي الى المكان رأيت البنات يبكين متأثرات بما حصل. بذلَ العمال وقتها كل الجهد بمساعدة رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق".
كانت العلاقات بين تجار حلب طيبة وتتسم بالمنافسة الشريفة، يقول أحمد، "وقع أحد التجار المعروفين في حلب في أزمة مالية حادة وصلت حد الإفلاس، فقمتُ مع بعض التجار بجمع مبلغ كبير من المال وقدمناه له حتى يقف على قدميه مجدداً ويستمر في تجارته".
كانت منتجات المصنع ذات جودة عالية، وكان يتم تصريفها الى سوق الحميدية الشهير في مدينة دمشق، إضافة الى محلات معروفة تنتشر في مدنٍ سوريّة عدة، لكن الاعتماد الأكبر كان على التصدير الى الخارج لدول مثل ليبيا والعراق والجزائر.
يقول أحمد، "كنت أسافر مع أحد إخوتي الى دول أجنبية متقدمة مثل اليابان أو ألمانيا لحضور المعارض الصناعية والالتقاء بالخبراء الأجانب. كنا نواكب كل ما هو جديد في صناعة التطريز ونطبّق الأفكار الجديدة في سوريا في نفس الوقت الذي تقوم به الشركات العالمية الشهيرة بطرح تلك الأفكار في السوق".
يتحدث أحمد عن الأثر القوي لمعرض "موتيكس" في تصريف منتجات الألبسة في حلب، وذلك من خلال عرض البضائع وعقد الصفقات مع التجار الذين كانوا يزورون المعرض. موتيكس هو معرض سوري متخصص في عالم الأزياء والأقمشة ومستلزمات الانتاج، يقصده تجار وشركات محلية، فضلاً عن شركات مستوردة للألبسة السورية من دول عربية وأجنبية، بدأت أول دورة للمعرض في مدينة حلب ثم انتقل الى دمشق.
يقول أحمد، "كنا نحظى بدعم الدول الأوربية لتصدير البضاعة السورية، فعلى سبيل المثال، كان يتم إعفاء بضاعتنا من الرسوم الجمركية عند التصدير الى أوروبا، في حين كانت الرسوم تُفرض على البضاعة القادمة من الصين".
كانت مدينة حلب قبل الأزمة السورية عام 2011 العاصمة الاقتصادية لسوريا، وكانت تُعتبر مدينة صناعية كبرى في المنطقة العربية، إذ تميزت بصناعاتها العريقة والمعروفة مثل صناعة النسيج التي تمتد إلى العصور الغابرة وصناعة صابون الغار والصناعات التراثية، فضلاً عن العديد من الصناعات المتطورة والحديثة مثل صناعة الأجهزة الكهربائية والمعدات والآلات الصناعية وصناعة الحديد والصلب وغيرها الكثير.
يصف أحمد تاريخ مدينة حلب والسمعة الطيبة لتجارها بالقول، "حلب مدينة تجارية وصناعية عريقة منذ القدم، ولطالما عُرف التاجر الحلبي بأنه مصدر ثقة في التعامل".