تخبرنا السيدة المهندسة ألفة صكوحي المسؤولة عن برنامج الاستثمار البلدي في بلدية مدينة بو سالم التونسية، والتي تعاونت مؤخراً مع جمعية صوت شباب الكريب في منتدى المرأة لثقافة المناصرة، عن المشروع فتقول:
كانت مقاربة جديدة حيث تشارك كل المواطنين في إعداد البرامج الاستثمارية الخاصة بالبلدية، بغض النظر عن التمويلات المخصصة للمشاريع التي هي غير مشروطة بالتمويلات مهما كان مصدرها، إن كانت ذاتية من البلدية أو مساعدات من صندوق القروض أو مساعدات من البنوك العالمية، مهما كانت فنحن نعتمد المقاربة التشاركية في تنفيذ المشاريع البلدية، الشراكة مع الجمعيات أو مع المنظمات هي مهمة لنا، من أجل أن يشعر المواطنون بجميع شرائحهم بالمشاركة في العمل البلدي، والمشاركة في اختيار وتنفيذ المشاريع.
هذه المشاريع، تمس بالدرجة الأولى المواطنين، وإشراكهم في العمل البلدي مهم جداً، وعلى هذا اعتمدنا المقاربة التشاركية مع رجال ونساء وصغار وشيوخ وشباب ومعطلين عن العمل وحاملي الشهادات العليا وأصحاب الاحتياجات الخصوصية. وفي إطار البرنامج هذا قمنا بإحداث شراكة مع جمعية شباب الكريب، التي هي في الحقيقة الشراكة الوحيدة، فهي الجمعية الوحيدة اللي عملنا معها شراكة في إعداد برنامج الاستثمار البلدي. والهدف من الشراكة هذه هو تشجيع المرأة وتشجيع ذوي الاحتياجات الخصوصية على القيام بدورهم في اختيار المشاريع البلدية، وتشجيعهم على المشاركة في العمل البلدي من ناحية المشاريع، وكذلك العمل البيئي وخاصة اختيار المشاريع البيئية التي تمثل بطريقة مباشرة المواطنين، ونقصد بها المشاريع التي تمس المواطن مثل: تعبيد الطرقات، وتصريف مياه الأمطار، وتصريف المياه المستعملة، ومشاريع البنية التحتية بصفة عامة. وكان هدفنا الرئيسي والوحيد من الشراكة هذه هو مزيد من إشعار المواطنين وبعض الفئات الهشة بالمشاركة في إعداد برنامج الاستثمار البلدي.
وتنتقل السيدة ألفة للحديث عن الإيجابيات والسلبيات التي لمستها أثناء تنفيذ المشروع النسوي الذي تم بالتعاون بين بلدية بوسالم وجمعية صوت شباب الكريب، فتقول:
كانت نقاط الضعف والقوة خلال هذه الشراكة لتشريك المرأة أو ذوي الاحتياجات الخصوصية بإعداد برنامج الاستثمار البلدي، حقيقة ليس من السهل أن تُشرك المرأة وذوي الاحتياجات الخصوصية في إعداد برامج، خاصة من ناحية التوعية، باعتبار أن المرأة ليس لديها الوقت الكافي لتشارك في العمل البلدي، بطريقة مباشرة وبطريقة فاعلة، لكن النساء شاركن بقوة في برامجنا، وشاركوا في كثير من الجمعيات التي تعتني بالقاصرين عن الحركة العضوية أو القاصرين ذهنياً، أو عموماً ذوي الاحتياجات الخصوصية، وحضروا اجتماعاتنا وشاركوا معنا في إعداد برنامج الاستثمار وأعطوا رأيهم، وأخذنا نسبة تقريباً 90 % من مقترحات هذه الفئات في برنامج الاستثمار التابع لنا، وإن شاء الله نسعى لتنفيذها خلال سنة 2021.
وعن جلسات التوعية النسوية التي قدمتها جمعية صوت شباب الكريب ضمن منتدى المرأة لثقافة المناصرة، تقول السيدة ألفة:
في الحقيقة قبل ما نبدأ في الجلسات جمعية شباب الكريب قامت بدورة تكوينية لفائدة النساء تصاحبها حملة توعوية لبعض النساء الناشطات في العمل التعاوني وفي العمل الوطني، كما كان عندهم دور كبير لتشجيع المواطنين الذين يحضرون معنا بالاجتماعات التشاركية، يعني تشجيع المرأة وتشجيع ذوي الاحتياجات الخصوصية ممن يشاركوا معنا في الجلسات التشاركية لاختيار المشاريع اللي تهم مدينة بوسالم. وفي الحقيقة جمعية صوت شباب الكريب كان لها دور فعال، ونجحنا بجعل المرأة تكون حاضرة بالاجتماعات التشاركية، وذوي الاحتياجات الخصوصية أيضاً يحضروا معنا في الجلسات التشاركية، وحضورهم كان فعالاً وكانوا فاعلين حقاً، وتوصلنا لنتائج جد طيبة، بحيث نعمل مشروع برنامج استثمار توافق عليه تقريباً كل الشرائح، صغار وكبار وشيوخ ونساء وذوي احتياجات خصوصية، في الآخر اتفقوا الكل على البرنامج الذي اخترناه بطريقة تشاركية وبرضى الشرائح كلها.
ثم تتحدث السيدة ألفة عن مدى التغيير الفكري الذي تركه مشروع التوعية على المستوى الشخصي بالنسبة لها، فتقول:
الحقيقة في أول الجلسات كان اللقاء ليس سهلاً أبداً لوجود الكثير من الفئات، وكل فئة تحب أن يكون الأمر لها، وكل فئة تعتقد أنها تأخذ مشروعاً لها لينفعها هي فقط، ولكن بتعدد الجلسات وتبادل الأفكار وتبادل التجارب وكل فئة تعطي تجربتها وتعطي فكرتها، في الأول فالمرأة تحب المشاريع التي تهمها هي، وذوي الاحتياجات الخصوصية يحبوا مشاريع لهم فحسب، الرجال يحبوا مشاريع تهمهم هم فحسب، وبعد ذلك لما الناس كلها جلست مع بعض، الشرائح كلها جلست على نفس الطاولة، تحاورنا وتناقشنا، أنا شخصياً لاحظت أن وجهات النظر اقتربت كثيراً من بعضها، والأفكار اقتربت كثيراً لبعضها، وبالعكس شاهدنا أفكارا جديدة، أفكارا متنوعة، أنا شخصياً منذ سنوات طويلة وجدت أنه لأول مرة تأتيني أفكار جديدة، كنت قبل هذي الشراكة لا أفهم في مشاكل ذوي الاحتياجات الخصوصية، أو التي تهم المرأة بصفة خاصة، تشكلت عندي نظرة شاملة، لماذا لا نعمل مشاريعاً تهم البلاد كلها، لم لا نعمل مشاريع للمرأة، أو مشاريع لذوي الحاجات الخصوصية، أو مشاريع للشباب، نظرتي كانت محدودة ولكن باختلاف النقاش والتجارب وباختلاف المعلومات صارت عندي فكرة شاملة للاحتياجات كلها، وعن كل شريحة أخذت فكرة شاملة، وبالحق تشجعت الناس وكلها شجعت بعضها، وكل الناس شاركوا مع بعضهم، وكل الناس ما عادوا كل واحد يحب ما ينفعه وحده، ولكن يحبون بصفة جماعية ما ينفع كل الشرائح، وهكذا في الحقيقة أنا سعيدة جداً بأننا خرجنا بمشروع لصالح الناس كلهم، وعملنا برنامج يرضي الناس كلهم، وحتى في الحقيقة ضميري مرتاح والحمد لله الناس كلها في الآخر فرحانة.
وعن انطباعها حول نشاط جمعية صوت شباب الكريب التي قدمت الدعم التوعوي على وجه الخصوص النسوي لمدربيها تقول السيدة ألفة:
في جمعية صوت شباب الكريب لمست الجدية، لمست فيهم الحرص على نجاح المشاريع، كانوا جديين، وكانوا تحت الطلب، وكلما اتصلت بهم فوراً يجاوبوني، وعاونوني وتعاونا مع بعضنا، وفي أكثر الجلسات قمنا بتوزيع استمارة على كل الشرائح، وخرجنا باستبيان ميداني للنساء وذوي الاحتياجات الخصوصية، بتعاوننا خرجنا بالاستبيان هذا حول نوعية المشاريع التي يحبوها بالضبط، وفي الحقيقة أنا لمست فيهم الجدية ولمست فيهم التعاون، وكانوا جديين وتعاونا مع بعض كثيراً لأجل أن ينجح المشروع هذا، وفي الحقيقة هي مقاربة حسب رأيي أنا، هي تجربة جديدة أنا عمري ما تعاملت مع بلدية، عمرنا ما عملنا شراكة مع جمعية، لتشجيع وتوعية الناس بضرورة المشاركة بإعداد واختيار المشاريع، كانت تجربة ناجحة وهم أيضاً كانوا حريصين كي ينجح البرنامج هذا، وحتى بعد وقت من انتهاء علاقة العمل بيننا في الحقيقة بقينا على اتصال، واقترحت عليهم أن يعملوا معنا مشروع آخر في مواضيع أخرى تهم التشجيع والتوعية، بغض النظر عن برنامج الاستثمار فمدينة بوسالم هي مدينة مهددة بالفيضانات باستمرار، كنت أتمنى من جمعية شباب الكريب أن نعمل شراكة بالموضوع هذا لأني في الحقيقة وجدتهم جديين، يحبوا يخدموا ويحبوا يقدموا أقصى ما في وسعهم، المجموعة هذه المجموعة الوطنية الصغيرة في مدينة بوسالم هي واعية بالعمل البلدي ومتطلبات العمل البلدي.