أمل نعيم

احد مقابلات حزمة: المرأة والسّلام,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تخبرنا أمل نعيم (35 سنة) من سوريا، والتي تعمل في السويداء كناشطة مدنية ضمن منظمات العمل المدني، عن رؤيتها للمجتمع السوري المتعدد قبل الحرب بخصوص التعايش السلمي، قائلة:

كان المجتمع السوري فعلاً في تعايش سلمي متعدد بالتنوع الثقافي والطائفي والقومي وكان ذاك التعايش مبني على حفظ المقاصد الضرورية الثابتة في كل الأديان والتي هي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، والتعايش السلمي يعني مراعاة هذه المقاصد. لقد كنا نعيش في سوريا، على جسور من التعايش السلمي، ولكن هذه الجسور كانت غير ثابتة، وكنا بانتظار أن ينفجر شيء كما رأينا حين بدأ النزاع في سوريا. عندما كنا طلاباً  في المدارس، أتذكر أني سمعت للمرة الأولى كلمة طائفية، حين جاؤوا وأخذوا صديقتي المسيحية من درس التربية الإسلامية وحرموها أن تكون معي، وكنت متمنية تماماً أن أحضر معها كي أكتشف، لكن هذا الشيء كان ممنوعاً في مدارسنا، الفكرة أننا اكتشفنا أن هناك طوائفاً، ولكن محبتنا للناس ولأصدقائنا، جعلتنا دائماً ننسى موضوع الطوائف.

وترى أمل أن تعريف السلام يتلخص في "الاكتفاء الذاتي لكافة الكائنات الحية" وتؤكد:

أعتقد أنه لو كان لدينا اكتفاء ذاتي، لكان ذلك سوف يلغي النزاع ويعزز السلام، أما السلام بالعموم هو فعلاً أن تكون الحياة دون حروب، من غير صراعات أو سفك دماء أو أي انتهاك لحقوق الإنسان. أرى السلام بالحب، الحب الذي يكون فعلاً في حال كان لدينا اكتفاء ذاتي، وانتصار لمبادئنا وقيمنا التي تربينا عليها واحترام لحقوق الإنسان، ومن المؤكد أنه سوف يعمّ الحب قبل السلام.

أمّا نظرة أمل لبناء السلام لسورية فهي تصفها بأنها "حالمة" وتضيف:

لكننا دائما على أمل أن نصل إلى سوريا التي يعم فيها السلام ويحترم فيها هذا التنوع الثقافي. يجب علينا أن نعالج الأسباب الرئيسية الكامنة وراء كل النزاعات التي ألغت السلام في سوريا، كما أرى أنه من الواجب البحث عن أرضية مشتركة، وأن نعمل على برنامج وسلسلة تدريبات للناس. لنعمل على جيل الشباب، ندعمهم بناءً على جوهر قائم على القرار الأممي 2250 المتعلق بالشباب، والأمن، والسلام، ولنعمل على التوعية بمضمون هذا القرار وتعزيز مشاركة الشباب في البناء المجتمعي وأعتقد أن الشباب هم من يعول عليهم لبناء سوريا القادمة.

وكانت أمل ترى دور المرأة السورية قبل الحرب "خجولاً جداً" وتوضح ذلك بالقول:

ليس لأن المرأة السورية لا تريد أن تقدم نفسها، بل لأن ظروف الحياة والظروف الاجتماعية التي فرضت على المرأة كانت قد جعلت دورها خجولاً جداً، وفي مجتمعاتنا السورية كانت المرأة دائماً مسؤولة عن المطبخ وتربية الأولاد... إلخ، وكان الرجل دائماً الساعي لجلب المال، وكانت المرأة إذا تريد أن تقدم نفسها بعمل ما، دائماً ما يسعون أن تكون ممرضة حتى في النهاية تخدم أسرتها، أو مُدرّسة، أي دور تحكمه تماماً الأعراف الاجتماعية التي تربينا فيها وتعززه القوانين والأنظمة من خلال الدستور. كونها تذهب وتعود مع أولادها إلى البيت لم تستطع المرأة السورية إثبات نفسها قبل النزاع.

أما اليوم فترى أمل نعيم أن النزاع في سوريا كان "فرصة ذهبية للمرأة" وتشير:

كان دور المرأة في المجتمع السوري، محجماً جداً، ولكن بعد فقدان معيلها، وكثيرات هن النساء اللواتي وجهنا ذلك، فقدت معيلها أو فقدت بيتها أو فقدت أولادها، وأنا إحداهن. بدأنا نعمل وانطلقنا بعد العام 2011 عندما وجدت المرأة نفسها في مجتمع دون معيل اضطرت لأن تثبت نفسها، لذلك بتنا نرى المرأة في غمار النزاع، تنازع و تناهض كل عنف تم ممارستها عليها في السنوات السابقة، لذلك صرنا نلاحظ وجود المرأة في الكثير من الأماكن، لقد تعلمت واشتغلت أكثر، وأصبحت المرأة السورية في ظل النزاع في سوريا هي المنقذة لأسرتها، هي الناشطة المدنية التي تنقل الرسائل وتمكن المجتمع من حولها، صرنا نراها المعلمة، ليس فقط لأولادها إنما أصبحت تتوجه وتؤثر بالمجتمع المحيط بها. النساء السوريات استطعن أن يتحدين المستحيل في سبيل الحفاظ على أسرهن أولاً، وعلى كرامتها ثانياً، وعلى وطنها ثالثاً.