أنيتا بنزار

الكلمات المفتاحية العمل المدني, الهجرة, قبرص
احد مقابلات حزمة: التعايش السلمي في المهجر,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: قبرص
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

أنيتا هي شابة بيلاروسية الأصل، هاجرت إلى قبرص عندما كان عمرها أربعة سنوات. تعمل في منظمة دولية لكنها تشعر بوجود هرمية كامنة في تسلسل للجنسيات هناك. هي تحمل جواز سفر قبرصي، وعلى هذا النحو، استطاعت التقدم بطلب للحصول على وظيفتها الحالية، لكنها تقول: "إنه قبل أن تتجنّس كانت تواجه صعوبات في تأمين وظيفة في قبرص"، وأوضحت لنا أن قبرص فتحت أبوابها كتدبير مؤقت في التسعينات كي تملأ الشواغر في مجالات عمل كالعمل المنزلي والعمل الذي يعتمد على مجهود جسدي، مما خلق تصوّر حول العمالة الأجنبية لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا، أي أن العمال من المهاجرين يقومون بالوظائف التي لا يرضى بها السكان المحليون. وبالنتيجة لا يختلط المهاجرون بالسكان المحليين في مكان العمل، حسب رأيها.

كما ترى أنيتا تحيزاً متأصلاً تجاه "الغرباء" في قبرص، مشيرة إلى أن البلد يفضل محاذاة اليونان على الشرق الأوسط، وأن القيود المفروضة على الأجانب تمنعهم من مزاولة وظائف عامة مما يؤدي إلى إخفاء وجه التنوع الحقيقي للبلد عن الأنظار.

تقول أنيتا: أن قبرص "متأخرة جداً" مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى من حيث بذل مجهود لتيسير دمج المهاجرين، وخاصة الأطفال منهم، في المجتمع المحلّي. وتلوم الحكومة على تقصيرها من حيث نقص التمويل والتدريب والسلوك المجحف والسلبي تجاه الأجانب. كانت قد توقعت أن يبدي القبارصة اليونانيين تعاطفا تجاه وضع المهاجرين، خاصة بعد تجربتهم الأخيرة في النزوح، لكنها وجدت الصورة العامة على العكس تماماً، فقد وجدت أن هناك امتعاض بتوزيع الدعم المالي.

وترى أنيتا أن الدين يلعب دورا في التفريق بين السكان المحليين واللاجئين، حيث يتواصل القبارصة اليونان والروس بسهولة بسبب "أرثوذكسيتهم"، بينما يعامل المسلمين بالشك لارتباطهم بتركيا، ومع ذلك، تقول أنه يتم استغلال وتهميش الكثير من الروسيين بسبب افتقارهم للمهارات اللغوية فلا يستطيعون الوصول إلى السلطات بأغلب الأحيان.

وبحسب ما تعتقد أنيتا ينظر إلى المهاجرين العازبين من الرجال على أنّهم خطر ويشكلون تهديداً، ويلامون على النسبة الزائدة من الجرائم، وبالأخص المهاجرون القادمون من تركيا. فيما ينظر إلى النساء منهم على أنهم مستضعفات ويسعين إلى الزواج والحصول على جواز سفر قبرصي. بينما ينظر إلى العائلات على أنهم الأقل تهديداً لكنهم الأكثر استنزافا للموارد. تستشهد أنيتا بمثل يقول: "إذا لم تقم بحساب أموالك الخاصة فستحسب أموال شخص آخر."

وتؤكد أنيتا، أن عدد المنظمات غير الحكومية العاملة في قبرص، كان قد ازداد، إذ بذلت هذه المؤسسات جهوداُ لتحسين سلوك السكان المحليين تجاه المهاجرين. ولكنها تقول إنه على الرغم  من هذه الجهود فإن هذه الأهداف ليست في أجندة السياسيين الذين يستخدمون معاداة الهجرة في خطابهم السياسي من أجل تجييش السكان المحليين وكسب أصواتهم.

تنهي أنيتا كلامها بالإشارة إلى أنه لا يجب اعتبار المهاجرين على أنهم كيان منفصل عن المجتمع المحلي كجزء من الانقسامات و التسلسلات الهرمية الموجودة للجنسيات.