نشأ ابراهيم عز في حي دمشقي محافظ، ثم انتقل الى حي مساكن برزة، وهو حي حديث نسبياً يسكنه خليط من مناطق سورية عدة، حيث درس المرحلة الثانوية، ثم اعتقل وهو بعمر التاسعة عشرة بتهم تتعلق بالنشاط السياسي المعارض لنظام الحكم. بدأ ابراهيم أولى سنواته في سجن تدمر عام 1984، يقول في ذلك: "كان أغلب السجناء من لون واحد، مسلمون سنة من جماعة الإخوان المسلمين، مع وجود قلة من العلويين والدروز والمسيحيين وبعض الأكراد، يمكن القول إن سجن تدمر كان يحمل صبغة طائفية، وكان أغلب سجانيه من الطائفة العلوية".
ويتابع القول: "يمرّ المعتقل في سجن تدمر بمراحل عدة، منها عصيبة يواجه خلالها التجويع أو نقص الدواء أو التعذيب وما إلى ذلك، وأخرى تمر أيامها بهدوء ورتابة، ومن السنوات التي لا تنسى، سنة 1987 حين كانت البلاد تمر بأزمة اقتصادية، وتم الضغط علينا في الطعام، كانوا يقدمون لنا نصف رغيف خبز في اليوم الواحد، وبقينا على هذا النحو حوالي ثلاثة أشهر عانينا خلالها من برد الشتاء القارص، فانتشرت حالات مرض السل بأعداد كبيرة بين السجناء". في أواخر عام 1987، تم نقل أصحاب الأحكام الخفيفة ومن كانوا على وشك إنهاء مدة توقيفهم الى سجن صيدنايا في ريف دمشق، وبعد فترة تقدم بعض سجناء صيدنايا بشكوى كيدية ضد مساجين تدمر بحجة أنهم ما زالو على أفكارهم الدينية المتشددة، ونتيجة لذلك، شن النظام حملة تعذيب شديدة ضدهم.
خاض ابراهيم خلال 20 عاماً في سجنه كثيراً من النقاشات، وقرأ كثيرًا من الكتب التي تتناول مسألة الدين والفقه الاسلامي، ورأى كثيرًا من التناقض بين ما أُخذ عن السنة وما أنزل في القرآن الكريم، فخلص إلى نتيجة بأن كتب التراث الإسلامي والفقه تحتاج التنقيح وإعادة التقديم بطرق تناسب العصر، حتى وصل أخيراً الى تصنيف نفسه كقرآني، أي أنه يأخذ الأحكام والتشريعات وكل ما يخص الدين من القرآن الكريم فقط وليس من القرآن والسنة النبوية.
يقول: "لدينا شيء يسمى الإسلام الوسطي المعتدل، وهو النموذج الذي كنا نعيشه في سوريا قبل عام 2011، ولكن حقيقته أنك لا تستطيع النقاش أو انتقاد أي شيء، وأنك تحاسب على أي خطاب ذي صيغة طائفية، إنه في الحقيقة يجب أن يسمى إسلام تحت التهديد والقمع، ومتى زال هذا القمع عنه عاد الى حقيقته ومفاهيمهم الأولى من التشدد والحض على الجهاد في سبيل إنشاء الدولة الإسلامية وما الى ذلك، وينطبق هذا الأمر على كتب الفقه الشيعي والسني، حيث المبادىء واحدة، مع اختلافات تخص تقديس علي وآل البيت عند أصحاب المذهب الشيعي". ويرى إبراهيم أن هناك حدثين هامين ساهما بصعود التيارات الدينية في المنطقة وهما، سقوط التيار اليساري والذي كان يقدم بديلاً فكرياً عن الاستبداد، وانتصار ثورة الخميني في إيران، والذي لعب دوراً محفزاً لكل التيارات السنية حول إمكانية إنشاء دولة إسلامية سنية. يقول: "شهدت سوريا صراعات بين السلطة والتيارات الدينية في منتصف السبعينيات، ولكن الأمر الهام الذي ساهم في تصعيد المواجهات أواخر السبعينيات هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران".
تغيرت نظرة ابراهيم لمفهوم الدين خلال فترة سجنه الطويلة، وبات يرى أن الفقه الاسلامي كان يصلح تنفيذه في ظل الدولة الإسلامية القوية والتي فرضت تنفيذه رغم أنه خاطىء أيضاً، لكنه غير قابل للتطبيق في الوقت الحاضر أبداً، يضاف الى ذلك إيمانه القوي بأن فكرة الجهاد واسترداد الدولة الاسلامية بالقوة هي فكرة غير واقعية، ولذلك يجب على المسلم أن يعيش حالياً دون تدخل في الآخرين وطريقة حياتهم أياً كان نظام الحكم المتّبع.