قضى باسل السروجي أعوامه السبعة الأولى ما بين دمشق والجزائر والسعودية، بسبب ظروف عمل أبيه الذي كان معلماً للغة العربية.
عادت العائلة الى دمشق عام 1970 بسبب دراسة البنات، حيث لم يكن ثمة مدارس إناث للمرحلة الإعدادية في منطقة حائل، وبعد ثمان سنوات، سافرت الأسرة مرة أخرى الى مدينة الخرج في السعودية.
يذكر باسل أن جميع طرق منطقة حائل كانت ترابية وكان الأهالي يستخدمون سيارات الدفع الرباعي في التنقل. "كان المجتمع السعودي مجتمعاً منغلقاً يغلب عليه الطابع البدوي، ورغم ذلك تعرفنا واختلطنا بمجتمعات جديدة بالنسبة لنا من خلال دائرة المعارف والأصدقاء المحيطة بأبي الذي كان ناشطاً في مجال الأدب والشعر والتدريب المسرحي، كانوا سعوديين وفلسطينيين ولبنانيين ومصريين وغيرهم، وكانت تجربة الاحتكاك والانفتاح على مجتمعات جديدة تجربة غنية ومفيدة لنا".
درس باسل الزراعة في جامعة الملك سعود بمدينة الرياض، كان يقيم في السكن الجامعي، ويعطي دروساً خاصة في مادة اللغة الانجليزية، ويحاول الانخراط في الأنشطة الجامعية كالمسرح والرياضة، الى جانب شغفه الأساسي وهو المجال الموسيقي وخصوصاً الموسيقى الغربية مثل الروك والميتال والبلوز. يقول في ذلك، "شكلت الموسيقى بالنسبة لي نافذة على العالم الخارجي، كنت أستمع الى الأغاني الألمانية والفرنسية وغيرها، ولكني أفضل أغاني الروك والميتال لمواضيعها المتنوعة والصادقة، مثل الحديث عن سراييفو أو الاعتذار عن إلقاء القنبلة النووية على اليابان وما الى ذلك، كنت أشتري أشرطة الكاسيت وأترجم الأغاني الى العربية، أتابع وأقرأ وأدوّن ملاحظاتي حول تطور الموسيقا الكلاسيكية لأنماط مختلفة".
يرى باسل أن الاطلاع على ثقافات وفنون العالم تعلم الإنسان أن يكون حضارياً وأكثر إنسانية، وتحرّضه أن يعمل شيئاً يترك من خلاله بصمته في الحياة، لكنه لم يكن يجد من يشاركه شغفه بالموسيقى الغربية في السعودية بسبب طبيعة مجتمعها المحافظ، وكان يقضي جل وقته يستمع الى الأغاني، حتى إنه كان في أيام العطل يمضي 8 ساعات في عالمه الخاص مع الفرق الموسيقية الغربية.
كان باسل يتعرض لبعض الانتقادات من رفاقه أو بعض الشيوخ في السعودية، بسبب ميوله الى النمط الغربي وأغانيه والتي يرى بأن مواضيعها كانت أكثر أهمية واتساقاً بقضايا الإنسان من الأغاني العربية التي تركز في أكثرها على مواضيع الحب والاشتياق وما الى ذلك، كان يحاول أن يشرح لمنتقديه أن الأغاني والأنماط الموسيقية الأجنبية لا يمكن وضعها جميعها في سلة واحدة فهي متنوعة وغنية.
في عام 1989 عاد باسل الى دمشق، وبقي نحو سنتين دون عمل، ثم عمل في محل لبيع الاسطوانات الموسيقية في منطقة أبو رمانة، يقول، "أقمتُ في مخيم اليرموك وتزوجت وعملت في مجالات عدة، كنت أشعر بحرية أكبر في سوريا وخاصة بعد استقلالي عن العائلة، فعلى سبيل المثال، كان شعري طويلاً وكنت أستمع الى الموسيقا الغربية التي أحب دون ضغوط مجتمعية كبيرة، رغم وجودها وخاصة في مخيم اليرموك الذي كان مجتمعه محدوداً وينتقد من يخالفه، وبكل الأحوال، في سوريا يوجد مجتمع من الشباب يشبهني ويمكنني أن ألجأ إليه لنتبادل أفكارنا ونظرتنا المختلفة لبعض المفاهيم".
بعد أن رزق بطفله الثاني، قرر باسل أن يحلق شعره الطويل ليتماشى أكثر مع كونه رب أسرة أمام المجتمع وأوساط العمل. يقول، "ربما أنا مختلف قليلاً عمن حولي بأشياء وتفاصيل معينة، كالحس العالي بالمسؤولية تجاه أي شي سواء عام أو خاص، والابتعاد عن المشاكل والعنف في التعاطي مع الآخرين، ولكني لست ضد العادات والتقاليد، فهي تحتوي على ما هو جيد ويمكن تطبيقه والحفاظ عليه، كما تحتوي على أشياء يجب إعادة النظر بها".