بشار عزّام

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يقدم لنا نفسه السيد بشار عزام المقيم بمدينة السويداء السورية من خلال هويته السورية فيقول:

في البداية أنا سوري وهويتي سورية، منذ زمن وأنا أبحث عن هوية جامعة سورية، العوامل الثقافية والتاريخ هو من بنى هذه الهوية، في البداية كنت أشعر كأني فاقد للهوية، مفهوم الهوية هو مفهوم حديث، وإدراك الهوية السورية بدأ منذ فترة قريبة، مثلاً: ماذا يربطني أنا ابن السويداء مع ابن دير الزور تاريخياً؟ لا أشعر بوجود أي روابط أو بوجود هوية واحدة بيننا، مع إني أرتبط مع ابن لبنان أكثر بالهوية والتاريخ، مما يعني أن الهوية مجرد مفهوم. نحن أساساً نواجه مشكلة فنحن ندافع بالهوية عن حدود أصلاً أمليت علينا إملاء، وبالاساس أنا أرى بهويتي عوامل ما كان لي إرادة بنشأتها، وهي التوافق الذي توافق عليه الجدود، هذه الجغرافيا التي توافق عليها الجدود حتى نبني عليها هوية، هل نحن مقتنعين بها؟ أو غير مقتنعين؟ لكن نحن نحتاج لبداية نبني عليها، تدل على أن هذا شعب واحد، لكن نحن أمم متشرذمة ليس بينها روابط تاريخية، ما بينها هو أساس توافقي. هكذا أعرف نفسي كسوري بناء على توافق أجدادي، وبناء على انه بعد هذا التوافق بنيت مكونات للهوية السورية ليس أكثر من ذلك.

وينتقل السيد بشار للحديث عن هويته المتعلقة بسوريا وما تمثله هذه الهوية فيقول:

ما يمثلني كسوري أني مواطن أحب أن يكون لي حلمي ضمن هذا الوطن، لكن مع الأسف نحن دائماً هويتنا مقتبسة، والعلم الذي نتعلمه أجنبي فهويتنا تضيع، فأنا كفنان عندما أرى شيء جميل ضمن هويتي يكون مقتبس وليس من الإرث الذي أنا أعيشه، قد يكون جميل جداً ولكن ليس هنا بل في نيويورك، وهذا ما كنت أبحث عنه لأثبت هويتي الفريدة عن غيري.

ثم يتحدث عن العلاقة بين الصراع وهويته كسوري فيقول:

خلال عشر سنوات من الصراع الهوية السورية بشكل عام تشرذمت، وشعرنا أننا عدنا للزمن الماضي الذي خلقت فيه هويات جديدة، على سبيل المثال: أنا كمواطن سوري، أعيش في السويداء من الطائفة الدرزية، فرض عليّ خلال الصراع أن أبني تحالفات مع مكونات موجودة ضمن مجتمعي لا تربطني بهم أي قواسم مشتركة، لقد خرجت مع المتظاهرين السلميين في بداية 2011 فصرت مطلوباً للفروع الأمنية، ومن أجل أن أذهب لدمشق لأتعلم تم تحالف تكتيكي بيني وبين فصائل طائفية، مثل رجال الكرامة لتأمين الحماية لي، فهذا التحالف غيّر مفهوم الهوية. الوطن هو من يعطيك الأمان، وتعيش فيه بأمان، والذي فيه إحساس جمعي بالوجود، هذا الإحساس الجمعي بالسويداء أخذ ينفصل عن الإحساس الجمعي بسوريا، فأنا عندما أذهب لدمشق أشعر أني انتقلت من وطن إلى وطن آخر حرفياً، وأني أعيش بهوية أخرى، الناس بالداخل السوري يعيشون بخمس أو ست مناطق كل واحدة منفصلة عن الثانية تماماً، مع الأسف هويتي السورية التي كانت قبل 2011 تشوهت وصار ما يهمني هو هوية تضمن لي البقاء وليس هوية تضمن لي الرفاه.

وعن موضوع الهجرة وأثرها على هويته السورية يقول السيد بشار:

لما بدأ الحراك السلمي بسوريا بدأنا معه، وكان لدينا أحلام بوطن جامع، اليوم في 2021 كثير منا يفكر بالهجرة بعد ما ندم على البقاء في الوطن، وأنا ممن بقي فيه، وكان من أثر ذلك أني تعرفت على أشخاص جدد، وحاولت أن انخرط بمجتمع أشعر أني غريب عنه، لأن كل أصدقائي المقربين، وحتى أقاربي بالبلد غادروا، وكمفارقة أخرى تغير المجتمع بالسويداء، فصار فيها كم كبير من الخليط الاجتماعي، يعني كان فيها تقوقع اجتماعي قبل 2011 فكل من في السويداء دروز، لم يكن فيها سوى أقلية مسيحية، اليوم صار فيها تقريباً مائة ألف نازح انخرطوا بالمجتمع، هذا الشيء أشعر السكان أنه ما كان يجب أن ننغلق، والانغلاق الذي كنا نعيشه خطأ، هؤلاء الناس ليسوا سيئين ونحن نعيش معهم وعلاقاتنا قوية معهم.

وختاماً يصف السيد بشار هويته باختصار فيقول:

 أنا فنان سوري من محافظة السويداء حالم بالحرية.