تيماء معراوي

احد مقابلات حزمة: المرأة والسّلام,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: تركيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تخبرنا تيماء معرواي، (41 سنة) والتي تعمل مديرة موارد بشرية في منظمة محلي في تركيا، عن رؤيتها للمجتمع السوري قبل الحرب بخصوص التعايش السلمي، قائلة:

كنت لا أشعر أبداً أن هناك أي فرق ضمن البيئة الخاصة بي، أي مجتمعي حيث كنت أسكن في حلب، لم نكن نفكر أن هذا مسيحي أو هذا كردي أو هذا من غير دين، لقد كنا جميعنا أصدقاء في الجامعة، وجيران في الحارة، كان لدي صديقات لا أعرف ما هي انتماءاتهم، لم نكن نسأل بعضنا البعض عن تلك الأشياء. لقد كان بيت جدي يقع في منطقة اسمها العزيزية في حلب، ويُعرف أن أغلب سكان هذا الحي هم من المسيحيين، ومع ذلك لم نكن نسمع أبداً أن هناك مشاكل فيما بينهم، إنهم يعيشون مع بعضهم مسلمين ومسيحيين، وكانوا أصحاباً جداً، كان لديهم جارة تدعى مارجو وكانت تقول دائماً أنها تنتظر رمضان والعيد حتى تأكل الأكلات الطيبة وإنها كانت تشعر بالسرور لهذا أكثر من الإسلام، وكانوا كثيراً يتساعدون مع بعضهم، وكان ذلك منذ خمسين سنة حتى الآن.

وتُعرّف تيماء السلام بالنسبة لها أنه:

يتلخص بالعيش براحة وحرية وطمأنينة ومحبة، وأن يكون هناك مودة بين الشعوب التي تعيش مع بعضها، هو أن نجد مساحة للعقل الإنساني كي يخلق وسائل التفاهم والاقناع تضمن كرامة الآخرين دون وسائل العنف أو الحروب.

أما رؤية تيماء، لبناء السلام لسوريا، تقوم على عدة خطوات أولها "يفترض بنا أن نعالج آثار النزاع الذي حدث والعنف الذي تمت ممارسته على الأشخاص الموجودين في سوريا أو حتى الذين خرجوا من سوريا" وتضيف:

 كما يجب أن نطلق سراح المعتقلين وأن نزيل كل الآثار المرتبطة بالحرب. الخطوة الثانية هي أن نعمل على إعادة بناء العلاقات بين تلك الطوائف وأن نعزز التعايش بين مختلف المجتمعات المحلية إن كانت دينية أو عرقية، وذلك يمكن أن يتم إذا اتبعنا نهجاً قائماً على حل المشكلات وإحلال السلام بينهم وبالتأكيد بهذه الحالة سوف نحتاج قنوات للحوار وأن تكون محلية حتى تكون أداة وصل بين مكونات المجتمع السوري، كي نؤسس هذه الأرضية التي سوف تجمعنا مع بعضنا مرة أخرى وننطلق لها حتى نعيد المجتمع لنقوم بإعادة إعمار بصورة حقيقية وليس فقط إعادة إعمار البنى التحتية.

وترى تيماء أن دور المرأة السورية في المجتمع قبل الحرب كان "مرتبطاً بشكل أو بأخر بالعادات والتقاليد والدين والخلفية العلمية والثقافية حسب البيئة الموجودة فيها المرأة سواء كان ذلك في حلب أو في سوريا بشكل عام" وتوضح:

 لقد درست في الجامعة بحلب، ثم الدراسات العليا في الشام، وكنت معيدة في دير الزور، فكنت مختلطة بالناس وأرى أين تواجد المرأة وتأثيرها، كانت المرأة آخذة دورها في العمل والوظائف، كانت تعمل جنباً إلى جنب مع زوجها، وتذهب إلى العمل، هذه المشاركة كانت مهمة، وكانت تشارك بالكثير من الأعمال المجتمعية، وكانت موجودة في ما يسمى الاتحاد النسائي الذي كان له دور كبير كثيراً في السبعينات وكان له تأثيراً بالفعل وحتى في ما بعد نحن كنا نعمل في الجمعيات الخيرية في مراكز مجتمعية فكان لها دور بارز وحضور حقيقي في بعض المواقع، إلا أن دورها لم يكن بارزاً في مواقع صناعة القرار والمشاركة في بناء السياسات.

وأخيراً، ترى تيماء معراوي أن دور المرأة السورية اليوم قد تغير "لأن الحرب أثارت هزة قوية جداً في البنية الاجتماعية، ومنعطفات هائلة بحياة الأسرة السورية وخاصة المرأة" وتؤكد:

أصبح هناك تغيرات طرأت على دور المرأة لم تكن تصب في مصلحتها إلا أنه أمر واقع نتيجة غياب الرجل في بعض مواقعه الأساسية، نتيجة الاعتقال أو الاستشهاد إضافة إلى الهجرة والنزوح واللجوء، غاب دوره المتعارف عليه كربّ أسرة، فكان على المرأة أن تسد هذا المكان وتحملت عبء الأسرة وأصبحت تعمل في البيت وخارجه، وتقوم بفعل أي شيء حتى تعيل أسرتها. هناك تغيرات إيجابية رأيتها بعد الحرب خلال هذه العشر سنوات، هناك الكثير من السيدات اللواتي توجهن نحو الأفضل، شاركت المرأة في كثير في قضايا مناصرة المرأة، شاركت بالعمل الإغاثي والتطوعي، وحالياً خلال السنوات الأخيرة أصبحنا نراها في المفاوضات ومواقع صناعة القرارات وهذا الشيء كنا نفتقده قبل الحرب.