جولييت ماكو إبراهيم

احد مقابلات حزمة: التعايش السلمي في المهجر,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: مرسيليا, فرنسا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

جولييت ماكو إبراهيم تبلغ 52 عاماً من العمر، مواطنة فرنسية منذ عدة عقود لكنها سورية الأصل من بلدة الحواش في حمص. ففي سن الحادية والعشرين جاءت لزيارة خآلاتها في فرنسا حيث التقت بزوجها المستقبلي وهو عراقي كلداني. تزوجته ثم أقامت في فرنسا وانتقلوا إلى مرسيليا حيث قامت بتربية أربعة أولاد.

تعلمت جولييت اللغة الفرنسية بصعوبة في البداية لأنها لم تكن تعمل ولم تحصل إلا على ستة أشهر من دورات تعلم اللغة الفرنسية. قامت بتكوين أصدقاء سوريين وعرباً من عائلة زوجها في مرسيليا، وهي صديقة كذلك مع جيرانها الفرنسيين. وبما أنّها لم تنته من دراسة المرحلة المتوسطة فإنّها تقرأ اللغة الفرنسية بصعوبة، وتصف لغتها الفرنسية المنطوقة بأنها "مقبولة" المستوى حيث تقول أنها تعلمت التحدث أثناء العمل فكوّنت صداقات مع زملائها الفرنسيين.

بعد عشر سنوات من وصولها عملت كمقدمة رعاية لكبار السن في منازلهم، وكذلك عملت في حضانة. لاحقاً فتحت مطعمها الخاص وكان فيه حفلات رقص وسهرات موسيقية، لكنها وجدت من الصعب تمويله لإبقائه مفتوحاً. تعمل جولييت الآن طاهية متخصصة في المطبخ السوري واللبناني في مطعمين مختلفين في مرسيليا، دوامها في أحدهما صباحي وفي الثاني مسائي. هي تعمل كل يوم لكنها تغادر يوم الأحد الساعة الثانية بعد الظهر، وتقول إنها تود حقاً أن تقضي أيام الأحد في المنزل مع أطفالها، إلا انها تقول إنها تستمتع بالعمل وتحب الطهي. هي لا تشارك في أي نشاط للمجتمع المدني أو في أية أحداث ثقافية لانّ كل وقتها مكرس للعمل. 

جولييت لا تميز بشكل حاد بين أصدقائها الناطقين بالعربية وهؤلاء الفرنسيين منهم. وفي حين تقول أن جميع أصدقائها هم من السوريين والعرب، تذكر بعد ذلك كيف أنها كانت تلعب الـ "14" وهي لعبة ورق مع مجموعة من الجيران الفرنسيين ثلاث مرات في الأسبوع لعدة سنوات قبل أن تبدأ بالعمل، وبأنها ما زالت صديقة معهم جميعاً. هي مسيحية وتذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد مع الأصدقاء ومع أولادها أحياناً، كما تتبادل الزيارات وتشارك في احتفالات الأعياد مع أصدقائها المسلمين تماماً كما اعتادت القيام به في سوريا، لذلك لم يتغير شيء بهذا الخصوص كما تقول.

تعيش كامل عائلتها في الحواش وقد زارتها مؤخراً، أرادت جوليت شراء مكان للعيش فيه هناك بعد تقاعدها، لكنها وجدت أن ذلك مكلف للغاية. أخبرتنا بأنّ والدها عندما كان لا يزال على قيد الحياة سجل ملكية كل الأرض لشقيقيها فلم يترك للفتيات الأربعة أي شيء: "إنّه ليس القانون! لقد أراد تجنب كل الإجراءات القانونية، وهذا ما فعله!". إنها تشعر بأن هذا خطأ كبير وهي تشعر بالمرارة الى حد ما فيما خصّ هذا الأمر. أحد إخوتها أخبرها أن تبني طابقا لها فوق منزله لكنها تريد مكانها الخاص. شقيقها الأكبر قُتل  في انفجار قنبلة في الحرب، وتوفي والدها بعد ذلك بفترة وجيزة من شدة الحزن. لقد اغرورقت عيناها بالدموع  بينما كانت تفكر كيف أنها تفتقد أسرتها وقريتها.

تعود اليها ذكريات ذهابهم إلى المدرسة، وكيف كانوا يعملون بجد في الحقول لساعات طويلة خلال الصيف منذ سن العاشرة. وهي تعتقد أن العمل في فرنسا، وظيفتين للطبخ سبعة أيام في الأسبوع، هو "لا شيء، هواية، أمر سهل" بالمقارنة بكل ذلك. قالت إنهم كانوا سعداء للغاية في الصيف حيث كانوا يأخذون استراحات لتناول الشاي والوجبات، ويقومون بالرقص والغناء والضحك مع والديها وإخوتها وأبناء عمومتها، واللعب في النهر الذي يحد حقولهم. تقول جولييت إن طفولتها كانت سعيدة، تقول: لقد "اعتدت على الحياة في مرسيليا"، وعلى كون أطفالي هنا، لكنها ترغب في العودة إلى سوريا بعد تقاعدها.