كان بعمر السابعة عشرة عندما التقى صدفة بشخص يعاني من مرض نفسي منذ سنوات، فقرأ عليه سورة الفاتحة ليتفاجأ بتحسن حالته فوراً، أعاد حسين عبد الرحمن التجربة مع امرأة فاقدة النطق نتيجة تعرضها لصدمة كهربائية وبنفس الطريقة، ليتأكد حينها أن لديه القدرة على المعالجة بالقرآن الكريم.
يقول حسين إنه تعلم أصول المعالجة بالقرآن من جده الذي عمل بنفس المجال لسنوات طويلة في قريته الواقعة بريف حلب، ويضيف الى ذلك الإلهام الرباني وأثر الاختلاء بنفسه وتلاوة القرآن والالتزام بمكارم الأخلاق.
كان لدى حسين معارف في علم الخوارق وهو أحد الكرامات التي منحها الله للشيخ أحمد الرفاعي كما يقول، ويتمثل بالشفاء بضربة السيف أو السكين عند الضرورة مثل حالات اللقوة في الوجه.
يقول حسين، "عالجت الكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان والحروق والأمراض النفسية وحالات الحسد والمس وفك السحر بأنواعه الأسود والأحمر والأزرق، وكان زوّاري من كافة الأديان والمذاهب".
يذكر حسين تعرضه في بعض حالات معالجة المس إلى الضرب من قبل مرضاه، شارحاً أن حالات المس وتلبس الجن تأتي نتيجة بعد الإنسان عن ربه وانقطاعه عن الصلاة والذكر.
يعالج حسين مرضاه بقراءة الآيات القرآنية وبخاصة فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمسح وشرب الماء المقروء عليه والرقية الشرعية، فضلاً عن تناول التمر وبعض الأعشاب.
يقول، "لا يوجد أي شخص قصدني وآمن بالعلاج وسلم أمره لله إلا وشفي على يدي".
واجه حسين الكثير ممن اعترضوا على عمله من باب الخلط بين ما يقوم به وبين السحر والشعوذة كما يقول، وأول هؤلاء هم رجال الأمن والسلطات المختصة، كما اتهمه البعض بالتعامل مع الجن نتيجة معرفته بخصوصيات الناس من خلال فراسته، فيما عارضه آخرون بسبب اكتسابه شعبية واسعة ضمن محيطه وفي المناطق الأخرى، إضافة لمعارضته من قبل بعض رجال الدين.
يقول حسين إنه لم يتلقّى أي مقابل مادي مقابل خدماته عدا بعض الهدايا الرمزية كالسبحة أو المسواك أو العطورات أو بعض الألبسة، في حين أن عمله الأساسي هو رعي الأغنام، ويعتبر نفسه شخصاً بسيطاً وكريماً مع كل ضيوفه ومرضاه.
أكثر المشاكل التي اشتكت منها النساء اللواتي قصدنه هي طريقة معاملة الأزواج لهن وبعض المسائل الجنسية، أو طلب تيسير زواجهن في حال رفض العائلة، كنّ يقصدنه لحل تلك المشاكل واستطاع كما يقول أن يسهّل زواج عدد كبير من النساء، وأن يوّفق بين الأزواج المتخاصمين، حتى أنه كان يساعد بعضهم مادياً وينصحهم دائماً بالتمسك بالعبادات والذكر.
أما الرجال فكان أغلبهم يقصدونه بهدف زيادة الرزق أو جذب النساء إليهم من خلال طلب كتابة حجابات محددة لهذه الأغراض، وكان حسين يرفض العمل بها ناصحاً إياهم العودة إلى الله.
خلال مسيرته في العلاج بالقرآن، تنقل حسين في بلدان عدة مثل الأردن والسعودية والكويت والعراق الذي سجن فيه زمن الرئيس صدام حسين نتيجة ازدياد شعبيته وتخوف الجهات الأمنية العراقية من تشكيله حزباً معارضاً للدولة، فصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عشرين عاماً ولكن أطلق سراحه بعد سنة وثلاثة أشهر بعد صدور عفو عام، ليتم تسليمه الى السلطات السورية التي اعتقلته بدورها وزجت به في فرع فلسطين وفرع دير الزور.
استغل حسين فترات اعتقاله بالتوسع في الدعوة والإرشاد والعمل بالمعالجة بالقرآن وتعرف في سجنه بالعراق على 65 معتقلاً سورياً.
يقول حسين، "بالرغم من معاناتي في السجون السورية، أحب سوريا لأنها بلد الأمان الذي افتقدناه في هذه الأيام".