ولدت خولة دنيا عام 1968 في دمشق ثم انتقلت الى مدينة السقيلبية في محافظة حماة، تقول إنها من المحظوظين الذين عاشوا التنوع في المجتمع السوري، حيث إنها أصلاً من القرى ذات الأغلبية العلوية في منطقة السلمية، ونشأت في حي دمشقي محافظ يدعى نهر عيشة حيث كانت غالبية النساء يغطين وجوههن، ثم في السقيلبية ذات الأغلبية المسيحية، "كنت أرافق أصدقائي المسيحيين الى الكنيسة لحضور القداس في الأعياد، وكنا نستقبل الخوري الذي يطوف على بيوت البلدة في العيد لرش الماء المقدس دون أي تمييز بين سكانها".
كان لخولة أخ معارض للنظام منذ السبعينيات، اضطر لمغاردة البلاد عام 1976، ترك ذلك أثراً على جميع أفراد العائلة، بسبب التضييق وتردد الجهات الأمنية على المنزل باستمرار، ما خلق عندهم ردة فعل وبُغضاً لحزب البعث والسلطة. تقول خولة، "في عام 1987 دخلتُ كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، وبدأتُ بمحاولة معرفة المزيد عن السياسة، كان أول من تعرفتُ عليهم في الجامعة شباب من حزب العمل الشيوعي أو ما كان يسمى وقتها رابطة العمل الشيوعي، مما عزز رفضي لسياسات النظام وقناعتي أنه يجب علينا أن نتخذ موقفاً تجاهه، خصوصاً مع تزايد حملات الاعتقال التي كانت تطال الطلاب سنوياً".
في عام 1990 اعتقلت خولة لمدة 6 أشهر قضتها في الأفرع الأمنية، تقول في ذلك، "ربما كان حظي أوفر بقليل من حظوظ من سبقوني واعتقلوا في السنوات السابقة، حيث كانت القبضة الأمنية في فترة التسعينيات أخف وطأة عما سبق، بما أن الأعداد الكبيرة اعتُقلت خلال حملات سابقة".
خرجت خولة من المعتقل قوية ومؤمنة بأهمية متابعة نشاطها، وتلقت كل الدعم مع أسرتها ووالدها الذي وقف بجانبها في وجه أقاويل الناس والمحيط الاجتماعي ممن اتخذوا موقفاً سلبياً منها كفتاة تعرضت لتجربة الاعتقال، ولكن الوضع العام في البلاد لم يكن يسمح بمتابعة أي نشاط معارض في ظل دخول أغلب النشطاء الى السجون واستتباب حالة القمع والسيطرة على المجتمع.
عاودت خولة دراستها في الجامعة وعملت في دار للنشر حتى عام 1997، في تلك الأثناء تعرفَت على جلال، المعتقل السابق ذو التوجه اليساري، ثم ارتبطت به رغم أنه من طائفة مختلفة عنها، تقول في ذلك، "عندما خرجتُ من المعتقل شعرت بردّة فعل المجتمع السلبية تجاهنا، والذي لم يتقبل نشاطنا ومعارضتنا للنظام، ثم أثار زواجي من خارج الطائفة مشكلة جديدة وربما رفضاً أكبر من قبل المجتمع المحيط، ولكنني كنت وزوجي نفكر خارج الإطار الطائفي الضيق، ونملك روح التحدي، بالنسبة لي لم أواجه مشكلات على المستوى العائلي سواء مع أهلي أو مع أهل جلال، وكانت العلاقة فيما بيننا علاقات مودة واحترام".
وتتابع القول، "كثير من الشباب الناشطين الذين أفرج عنهم، واجهوا عدم تقبل المجتمع لهم، وكانوا يتكتلون فيما بينهم في مجتمع صغير محاولين إيجاد نوع من التفهم والأمان والمواجهة للسلطة من جهة وللمجتمع الرافض لهم من ناحية أخرى، والذي لم يكن يرى أسباباً موضوعية للعمل المعارض ضد النظام، وكان راضياً عن حالة الاستنقاع التي سادت في البلاد".
عملت خولة في مجال الصحافة كمراسلة لجريدة عكاظ السعودية، وكتبت أيضاً في بعض المنصات المعارضة، وخاصة بعد عام 2000 حيث تم الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين وبدأ الحراك السياسي بالعودة تدريجياً في ظل وعود بالتغيير والإصلاح السياسي في البلاد.
كتبت خولة في مواضيع اجتماعية وسياسية وأمور تتعلق بوضع وواقع المرأة السورية، واستمرت على هذا الحال حتى عام 2002 ، حينها سافرت مع زوجها الى السعودية لتحقيق نوع من الاستقرار على المستوى المادي.