هو في طبعاً بحكم وجودنا في المجتمع الليبي هو مجتمع محافظ إجتماعياً ومجتمع متمسّك بعادات وتقاليد البعض منها يعتبر غير منطقي في العصر اللي نحن نعيش فيه لكن أنا شخصياً لم تواجهني مشاكل في التعبير عن هويتي إلا في بعض الأحيان مثلاً اني في آراء معينة أنا عندي وجهات نظر فيها يعني وجهات النظر هذه يمكن لا يتم قبولها إجتماعياً يعني، لأسباب عدة منها أسباب دينية منها أسباب ثقافية,اجتماعية وما إلى ذلك فيمكن الشيء الوحيد هو إنه في بعض المحرمات تعتبر في المجتمع الليبي أنا من وجهة نظري الحقوقية. أنا شخص يدافع عن حقوق الإنسان أياً كان الشخص الذي أمامي مهما كانت انتماءاته مهما كانت توجهاته الفكرية، الدينية, الجنسية يعني أنا لا التفت إلى الجزئية كل همي إنه هو انسان وعنده حقوق متساوية للأخر وبطبيعة الحال نحن كبشر جميعنا مختلفين ممكن الشيء الوحيد الذي يواجهني انه هو مش كل مرة نقدر نعبر عن رأي في مواضيع معينة حتى لما يتم طرحها أمامي في بعض الأحيان أنا مدركة العقليات أو الأشخاص اللي أنا أتحاور معاهم هل هم أشخاص منفتحين يتقبلون الرأي والرأي الأخر أو هل هم أشخاص متزمتين سواء دينياً أو إجتماعياً فبالتالي لن يتقبلوا الرأي الأخر فأنا لا أدخل في جدال عقيم ولا أدخل في مهاترات قد ترقب حتى مرات للسب وما إلى ذلك فهذه جزئية ممكن دائماً التنبه لها لما نعبر عن رأي في مواضيع معينة.
هو الموضوع معقّد، مش في كل الأحيان تستطيعين العمل بشغف وتحديداً عندما تسبن بإحباط إنه لديك قضية حابة انك تطرحيها تحديداً قضية حقوقية معينة وأنت شايفة في ناس تعاني لكن هناك حدود اجتماعية ودينية وأمنية في بعض الأحيان فالموضوع صعب جداً لكن في النهاية الإنسان يتكيف مع الموجود ويحاول قدر الإمكان إنه هو يناقش الفكرة بطريقة بسيطة.عندما يشعر إن الشخص أمامه لن يتقبل الفكرة ما في داعي للنقاش معه أصلاً لو عنده شوية قبول يمكن نبدأ هكذا بشيء بسيط. في النهاية نحاول أن نتكيف وإن لم استطيع فأكيد نبحث عن طرق أخرى في التكيف أو في طرح الفكرة يعني في بعض الأحيان أفشل تماماً في أن أجد طريقة أخرى في طرح الفكرة. الوضع في ليبيا شوي صعب ونحاول بقدر الامكان انو نحنا نطرح كل الأفكار، كل الأراء، إحترام الجميع، إحترام حقوق التعبير، احترام حقوق الإنسان لكن مش في كل الأحيان الواحد بينجح يعني فنحاول التكييف مع الموجود نحاول إن نرفع السقف نوعاً ما.
أعتقد في ليبيا الوضع لا يختلف بشكل كبير عن بقية الدول في المنطقة يعني نحن دول محافظة إجتماعياً جداً في بعض الأحيان حتى لدرجة المغالاة أو لدرجة التخلف. في عدة أسباب بالنسبة للمرأة تحديداً, النظرة الذكورية الموجودة عند الرجل وعند المرأة أيضاً للمرأة اعتقد أنها هي لأن النظرة الذكورية مش موجودة فقط عند الرجل حتى عند المرأة,فأعتقد أنها هي من أحد أهم العوامل في تأخر المرأة. بحكم اننا نعمل على الأبحاث، أنا أريد مشاركة قصة بسيطة تلخص دور المرأة سواء بشكل إيجابي أو سلبي في موضوع السلام. كان في سيدة في جنوب ليبيا، كان في معركة أو في قتل بين قبيلتين يسكنون في نفس المدينة. فوصلت لدرجة إن المدينة نفسها تم تقسيمها إلى شوارع القبيلة هذه لا تمشي في الشارع هذا والعكس فلما قرروا انهم يقوموا بالصلح إجتمع رجال القبيلة من القبيلتين اجتمعوا على أساس يتفقون إنه لن يكون بينهم صلح فأهل القتيل لما دخلوا على أم القتيل على إعتبار أنها هي وليت الدمّ فلازم ياخذوا موافقتها المرأة كانت معترضة تماماً لدرجة أنها قالت لأولادها أنا سوف أزيل الحجاب وناخذ السلاح نطلع نقتل. طبعاً المرأة عندها دور قد يكون إيجابي وقد يكون سلبي طبعاً في الحالة هذه هو سلبي فمنها طلع الإبن والزوج للقبيلة الاخرى وقالوا نحن مش موفقين على الصلح لأن الأم مش موافقة. فهذا يبين لك أن المرأة دورها مهم جداً في السلام لكن نقول إنو النظرة الذكورية الموجودة في المجتمع ما تفسح للمرأة المجال لتأخذ دورها الكامل في عملية السلام في ليبيا أعتقد لو كانت المرأة موجودة بشكل فعال ويتم إشراكها كما يتم إشراك الرجل أعتقد إنو الوضع في ليبيا كان أفضل من موجود عليه الآن.