تبلغ دلال عدي 23 عاماً من العمر، وهي من حماة، هربت من سوريا براً وبحراً إلى تركيا، ومن ثمّ إلى اليونان وفقدت خلال تلك الرحلة أَثَر امرأتين أخريين كانتا معها في بداية المشوار. في جزيرة رودوس تم الإبقاء عليها في مصنع لتعبئة اللحوم مع العديد من اللاجئين السوريين الآخرين الذين وصلوا على متن قارب، وهو المكان نفسه حيث تطوعت أنجليكا جولاربو كممرضة، وهناك تصادقت دلال معها. ثم أكملت دلال معظم طريقها إلى السويد مشياً على الأقدام خلال بعض أجزاء الرحلة حيث تعذر وجود الحافلة.
ولم تتمكن في البدء من متابعة دورات اللغة لمدة عام بسبب انتظار إقامتها، تطوعت خلال هذا الوقت مع الصليب الأحمر في مخيمات اللاجئين السوريين لتنظيم أنشطة للأطفال. وتقول: "شعرت أنه لا ينبغي أن يساعدنا الاوروبيون فقط، وبأن اللاجئين السوريين يجب عليهم أن يروا لاجئين آخرين يساعدونهم".
أنهت دلال صفوفها في تعلّم اللغة، وهي حالياً تتحدث بشكل جيد وتعيش هذه الأيام في مدينة "إسكيلستونا" التي تقع بالقرب من ستوكهولم، حيث يوجد عدد قليل جداً من السوريين. وهي تعمل حالياً في مقهى وتخطط لبدء دراستها الجامعية. كما تعيش حالياً مع امرأة سويدية ولديها أصدقاء سويديون وسوريون بالاضافة إلى آخرين من جنسيات مختلفة. يعيش والداها في السويد لكن ليس في البلدة التي تقيم فيها حالياً.
تقول دلال إن البيروقراطية في السويد بطيئة وصعب التعامل معها، وأنها أبطأت مسار حياتها خلال السنة الأولى من وصولها. لكن حين وصل أخوها وهو يعاني من مشكلة صحية طارئة، ثمّنت كيف وضعت السلطات السويدية أوراقه الأولية على المسار السريع حتى أصبح بالامكان نقله إلى المستشفى، فانتهى الأمر بحصوله على أوراق الإقامة في غضون شهرين.
تقول إنها تغيرت كثيراً منذ أن عاشت في السويد، فقد تبنت الطرق الجديدة في المعيشة التي باتت تحبها. وأصبحت مستقلة، وتعلّمت أن تفعل كل شيء من أجل ذاتها. تقول: "السويديون يشبهون إلى حد ما منتجات إكيا" فهم قادرون على تجميع أنفسهم بشكل مستقل. هي تحب المساواة بين الجنسين في السويد، الموجودة في تصرفات الناس والممارسات الملموسة، حيث تمارس النساء كما الرجال أي نوع يريدونه من الأعمال. وقد أخبرت والدتها أنها تفكر في "أخذ دروس في إصلاح المنازل للحصول على وسيلة لكسب المال إذا ما احتاجت لذلك" حسب قولها.
شاركت دلال في مسرحية لينا أبيض: "أنا لست مزهرية"، والتي أنتجها منظمة "شرق"، وقد أحبت هذه التجربة الجديدة، خاصة شخصية "إنصاف" الثائرة التي تزوجت من شخص من ديانة أخرى. أقلعت دلال بعد المسرحية عن الذهاب للعمل في المدينة وفضلت التدرّب، وشعرت بالتضامن مع الفرقة. وشجعتها هذه التجربة على خوض تجارب جديدة، حيث بدأت تأخذ دروساً في التمثيل.