تفريغ المقابلة
عرفينا بإسمك، عمرك، بلد الإقامة، العمل الحالي وتاريخ اليوم.
أنا إسمي رحيل زاغي أنا من إثيوبيا أعيش في لبنان منذ 21 عاماً، أنا عاملة مهاجرة وناشطة، اساعد البنات اللواتي في وضعي آتيات من بلادهن إلى لبنان ويواجهن مشاكل.
هل في السنوات الأخيرة تحديداً في فترة جائحة كوفيد، واجهت انت أو أحداً من مجتمعك حادث صحي؟ وكيف تقيمين الدعم الإجتماعي؟
أنا تجربتي مع الكورونا في لبنان، لقد مررنا بأمور كثيرة أول شيء كنا نعيش مع الكفيل الذي لا يدعنا نخرج خوفاً من أن نصاب بالكورونا هذا أول شيء ، ثاني شيء لا يوجد حماية سابقاً للعاملات المهاجرات لكن بعد فترة بدأت جمعية بتقديم اللقاح مجاناً. لكن هذا اللقاح في أكثر الأحيان يتطلب ورقة ثبوتية، فالكثير من النساء تعذبت لكي تتلقاه لكن في الأخرأصبحوا يعطوا اللقاح من دون أي ورقة ثبوتية. أكثر من 50% من العاملات المهاجرات لا يملكن أوراق ثبوتية ولذلك لم يكن باستطاعتهن أخذ اللقاح. وأيضاً هناك فتيات أصبن بالكورونا ولم نستطيع أن نسأل عنهن أو نقترب منهن فكنا نترك اغراض أمام باب المنزل ونهرب لأن الكفيل لا يسمح لنا الدخول إلى المنزل. إذا علم اننا زرنا أو اقتربنا من أحد مصاب بالكورونا. أنا الكفيل المسؤول عني متقدم في العمر يعني يخاف من كل شيء ولم يسمح لي بالخروج حتى لشراء أغراض المنزل هم كانوا خائفون ونحن أيضاً كنا خائفين .وأيضاً خلال فترة الكورونا في لبنان كان هناك الأزمة الإقتصادية يعني في ما يخص العاملات المهاجرات لم يعد لدينا مجال لنعيش أو نتنفس أو نخرج أو نشتغل أو حتى نأكل. كنا في المنظمة نجمع المساعدات لنؤمن الطعام ونعطي الطعام وإيجار المنزل وتغطية تكاليف الطبابة والأدوية لقد مرت أمور كثيرة علينا ولازلت حتى بعد كورونا حتى اليوم هناك فتيات لم تعد تسطيع تحمل الوضع المعيشي.
هل في السنوات الأخيرة خسرت أو تعرفين أناس من مجتمعك خسروا عملهم؟ وكيف كنت تدعمين نفسك؟
بين كورونا والأزمات أكيد هناك فتيات خسرت وظائفها، وخسرت كل شيء، بما أن التعويض حسب عقد العمل هو بالعملة اللبنانية، لم تعد هذه الفتيات قادرات على دعم أهلهن، المعاش بالكاد يكفي للأكل ودفع إيجار المنزل فقط وبالتالي هناك الكثير من الفتيات اللواتي خرجن من البلد ونقول الحمدلله انهن خرجن ولكن في بلدهن هناك نفس المشاكل الموجودة في لبنان، مثل ما في لبنان يوجد أزمة في إثيوبيا هناك أزمة إقتصادية لكن هناك فتيات اخترن العودة لبلادهن لأن أخر ثلاث سنوات في لبنان كانوا صعبين جداً، هناك بنات مريضات والمستشفيات ترفض أن تدخلك و تعالجك ونحن لا نملك الحماية، يعني العاملات المهاجرات لا يملكن شيئاً في لبنان. أنا صرلي 21 سنة ولا أملك شيئاً وحتى لا نعلم أين نذهب لكي نطالب بحقوقنا ولكي تتمكني من الرجوع إلى بلدك انت بحاجة إلى الدولار ومن أين يمكنك الحصول على الدولار؟
لا يوجد وإذا أردت شراء بطاقة سفر سعرها على الأقل 300 دولار وانت بحاجة إلى وثيقة سفر وأيضاً هناك اجرائات وما إلى ذلك، إذاً حتى الرجوع إلى بلادنا صعب جداً علينا. لكن المنظمات يركضون ويعملون لكي يساعدوا مثل مركز العاملات المهاجرات لقد فتح الباب لنا لكي نعبر عن حزننا ولنحافظ على صحتنا النفسية ولكن لا نستطيع أن نلتقي مع بعضنا لأن التنقلات كتيرغالية يعني إذا أردت الذهاب يجب أن تدفعي 0100,00 ل.ل والعاملة لا تستطيع دفع هذا المبلغ الذي يساوي ساعة عمل، نحن كلنا حزينين جداً وحين نلتقي في بعد الأحيان من خلال ورش عمل حالياً ابتدأنا بالتحسن قليلاً خوصصةً أن المنظمة تعطينا بدل النقل وهذا أهم شيء لأنه نحن بحاجة إلى بدل النقل لكي نلتقي مع بعض ونحاول العمل لكي نجد حلول لكي نعود إلى بلادنا. مع اننا حزينون جداً من أجل لبنان، لقد تدمر، ودمرت حياة الأطفال والناس ولا أحد يملك الإمكانيات لمساعدة الأخر. كلنا خائفين من ما سيحصل في المستقبل وإلى ماذا قد تصل حالة البلد.
هل هناك جانب من هويتك أو حالتك الإجتماعية تمنعك من الحصول على الدعم الإجتماعي؟
أنا أعاني من هذه المشكلة مع العاملات المهاجرات من ناحية التمويل لا نملك تمويل كثير، لكن نخاف من الدولة نخاف أن نعمل عمل خير أو نساعد لأن إذا أصدر قراراً تجاه فرد يساعد في لبنان يدخل إلى السجن، مثلاً ضمن الفريق الخاص بنا مؤسس الفريق دخل إلى السجن من غير ذنب لمدة شهر ليتم ترحيله لاحقاً ، سامي يساعد جميع الناس وخفف من عدد جثث العمال المهاجرين الذي يتوفون من البرد. كان يسلط الضوء على المشاكل في الاعلام ويساعد الجميع ، وكلنا نساعد ونخفف مشاكل الدولة لكن لا نعلم من أصدر التقرير بحقه ، الكفيلة تقول انها لم تعمل التقرير ونملك الرسالة الصوتية منها وهي تقول انها لم تعمل التقرير وذهبنا إلى منزلها وهي تقول انها ليست هي، إذاً من عمل التقرير ليلقى القبض على شخص عنده أوراق صحيحة ويوضع في السجن؟
هذا الشخص أنا وكذا عاملة مهاجرة نعمل لنرجعه إلى منزله ولكن هذا يشكل خطر علينا لكن نحن نريد أن نساعد، وإذا حصدنا القليل من المال سنحاول فتح حضانة للاهتمام بالأطفال ونعلمهم اللغة، لكي تتمكن الام من العمل لتأكل، هذا الأمر لم نتمكن من عمله هنا لأننا خائفون جداً ولقد سفروا سامي منذ أقل من أسبوع. سامي هو عضو فعال في الفريق هو عامل مهاجر قوي ولا يملك حتى معاش من الكفيل المسؤل عنه مع أنه في فترة كورونا كان يساعده في إعطاء الدروس اونلاين للتلاميذ بما أنه استاذ مدرسة فلمدة سنتين كان يسجل له الدروس وهو الذي كان يتقاضى معاش ، وكان يعمل مع مركز العاملات المهاجرات في التجرمة، يتطوع في السفارة الأثيوبية أيضاً يعمل في المجتمع، كان يحصل على تعويض بدل النقل، كان يجمع المال شوي شوي وهكذا كان يدبر نفسه ولا يملك شيئاً وهو وحيد. عند وصوله من إثيوبيا قبضوا عليه في المطار وسجنوه لمدة شهر وخمسة أيام وسفروه من جديد والجميع يطالب بحقه من الحكومة اللبنانية. أنا أسألهم انني لم أعمل أي شيء خاطئ وأمضيت 14 أو 15 سنة وأنا أساوي أوراقي نظامي، والكفيل لم يعد قادر على دفع معاشي، ذهبت لأعمل كمتطوعة فقط لأقبض بدل التنقل نعم طبعاً لأنني مجبورة لأتمكن من الأكل وبما أنه عمل تطوعي فلا يستطيعون أن يعطوني أوراق تثبت انني أعمل معهم وذلك يشكل خطر علي، وأنا خائفة حالياً وتوقفت عن مساعدة الأطفال لقد عملنا مشروع لمدة 3 أشهر، مشروع جيد جداً وتمكنت الأمهات من الذهاب إلى العمل لأنهن قبل ذلك لم يعدن يستطعن دفع الحضانة وكن يغلقن باب المنزل على أطفال ويتركونهم لكي يتمكنن من الذهاب إلى العمل، لذلك قررنا فتح حضانة ونريد أن نوسع نشاطاتنا لكننا نخاف من الدولة لأنها ممكن أن لا تسمح لنا ولا نستطيع عمل أي شيء لا يوجد أحد ليسمعنا في الحكومة اللبنانية. في عالم كتير دارسين وفاهمين لكنهم يتجاهلوننا، لا يهمهم الموضوع ولا يمكنك أن تقولي أنه ليس لك علاقة في النهاية هذا بلدك والأولاد يقعون ضاحية، هناك أولاد بالقرن والواحد والعشرين لا يذهبون إلى المدرسة انظري إلى أين وصلن.
كيف تصفين التضامن الإجتماعي ودور المجتمع المدني في الحماية الإجتماعية؟
الجمعية عندنا في "مساواة" تساعد كثيراً في المساندة القانونية وهذا موضوع يهمنا جداً، لكنه ليس من أهم مشاكلنا. طبعاً انهم يساعدونا كثيراً ومع مركز العاملات المهاجرات تواصلنا جيد جداً ومع حركة مناهضة العنصرية التواصل أيضاً جيد جداً هم يساعدون من قلبهم، غير ذلك لا نرى أمور أخرى تقدم لنا، و مؤسسة عامل تساعد في المساندة القانونية وأيضاً فريق طبي وأيضاً في الدراسة أيضاً ليس هناك عمل يكفي، أنا برأيي هذا لا يكفي نحن نعمل 10٪ ولا نتمكن من الوصول إلى أكثر. أصبح لي 21 سنة وأنا أحارب وطبعاً خففنا موت و خففنا سجن لكن لم نصل إلى التعامل الإنساني، أنا أعتذر لكن بعد كل ما حصل ما بين كورونا وغيره لا زالوا يدورون على أضعف شخص لكي يسجنوه، كيف هذا؟ ولا نحصل حتى على محاكمة أو يكون هناك شخص ليسمعنا ، لا يوجد شيء، ويسكرون علينا أو يرسلوننا إلى بلادنا. يجب على الامن العام أن يسمع الطرفين، طرف العاملة الأجنبية وأن نعلم من عمل التقرير لأنهم لا يخبرونا. لقد وصلنا إلى الأسوأ من سيقول إنه هذا بلد لكي يعيشوا جيداً وندفع نحن الثمن.