تخبرنا السيدة سيماڤ حسن (29 عاماً) من سوريا، عن هويتها السورية قائلة:
عندما تأتي سيرة الهوية، أتذكر فوراً "البطاقة الشخصية" التي لا يوجد فيها أي قرار شخصي، اتخذته سيماڤ، مع الوقت حين تدرك أنه ليس لديك أي قرار بصياغة هذه البطاقة الصغيرة، يصبح لديك رد فعل على كثير من الأمور. أنا لست متدينة، فهذه الهوية التي هي البطاقة الشخصية لا تعبّر ولا بأي شكل من الأشكال عن شخصيتي. الهوية مبنية على أساس التوقعات، أعرّف نفسي كـ صبية من مدينة القامشلي، وربما الأفعال أو الحروب التي حصلت مؤخراً جعلتني أفكر أن الجانب القومي هو جزء أساسي من تعريفي لذاتي.
وفيما يخص علاقة الصراع خلال العشر سنوات الماضية وهويتها السورية، تقول السيدة سيماڤ:
العلاقة كان لها تأثير إيجابي وسلبي على هويتي "السورية"، لماذا أقول بين قوسين، لأني أنا سيماڤ الصبية التي نشأت في منطقة كردية واضطرت أن تتعلم العربية في المدرسة، كنت أفكر أن سوريا هي الشام أو هي دمشق التي كنت أراها في المسلسلات. بعد ما بدأت الثورة، تعرفت حديثاً على مجتمع الداخل، مجتمع العاصمة، مجتمع المدينة الصناعية، التي هي حلب، تعرفت على المجتمع السوري بعد الثورة، لأنه أصبح هناك وحدة حال بين هؤلاء الناس، وعندها بدأت أشعر بوجود انتمائي لهذه البقعة الجغرافية التي تسمّى سوريا، وأيضاً للثورة أو الصراع، أثر سلبي كبير، للأسف ظهر في سوريا شيء اسمه "العنصرية". لم أفكر يوماً أن أكون من الشعوب المستضعفة، والتي تفتخر وبقومياتها، بالنهاية القومية ليست خياراً نتخذه شخصياً هو خيار يفرض علينا.
ولو أن نتائج الصراع مختلفة هل سوف يؤثر ذلك على رؤية سيماڤ لهويتها، تقول:
إن الانتماء يبنى على الشيء الذي أقدّمه والشيء الذي آخذه، ولكن، لا أتصور أن أي أحد يبني هويته على أساس النتائج. نحن أولاد تجارب، نعيش تجارباً يومية، تثبت بأنه إما تستطيع أن تنتمي وتعرّف نفسك كشخص منتم لهذا المكان، أو لا تستطيع أن تتقبل هذا الشيء، لا أتصور أي أحد منا سوف يحكم على النتائج، لأن القصة هي في المعايشة اليومية لهذه الظروف التي مضى عليها اليوم عشرة أعوام. إني أتكلم من منطق ربما يكون سلبياً قليلاً، لكني أعتبره دائما منطقاً واقعياً، والواقع أسود، فمن حق الإنسان أن يكون سوداوياً. عشرة سنوات بأسوء الظروف، وكل شخص ابن سوريا يعرف ما هي الظروف التي تحدث، يعلم أن واحدنا يجبر نفسه كي يستمر إلى الغد، يحاول أن يجد قشة كي يتعلق فيها ويقنع نفسه أن "وجودي هنا مفيد وضروري" بالتالي لا، النتائج لن تؤثر! بل التجارب والحياة اليومية هي التي تبني هويتك.
أما بالنسبة لأثر الهجرة على هوية السيدة سيماڤ، فهي تقول:
لا زالت الهجرة تحدث حتى اليوم، الآن أصبح هناك تواصل مع المحيط بشكل شبه يومي، محيطك الذي هو خارج سوريا، هو أكثر من محيطك الذي داخل سوريا، هذه المسألة، تبني لديك قناعة أنه ليس من الضروري أن أنتمي إلى بقعة جغرافية معينة، أستطيع القول أني أنتمي لهذه الأرض كلها. أعتبر نفسي أنتمي لأي بقعة جغرافية بشرط ألا تكون أتعس من سوريا.
وإذا كان هناك طقوس وتقاليد، تعتقد السيدة سيماڤ أنها تشكل جزءاً من هويتها تقول:
عندما كنا صغاراً نحتفل بعيد الفطر وعيد وعيد الأضحى، نحتفل كطقس اجتماعي، نحتفل مع المحيط أيضاً، ويكون العيد فعلاً عيداً بكل معنى الكلمة ولو أننا بالمنطلق الديني لسنا معنيين، بنفس الوقت نحتفل في رأس السنة إحتفالاً كبيراً، نحتفل بعيد النوروز والذي هو عيد قومي كردي، يحتفل به كل 21 آذار، وأيضاً نحتفل بأعياد كردية أخرى.. ويصبح لديك حالة تقاطعية هنا، تحتفل بعيد منسوب للمسلمين وعيد منسوب للمسيحيين وعيد منسوب للكرد، وبهذه الأعياد الثلاثة، أعيش -صدقاً- ذات الفرحة والحماس ونفس الجهوزية لكل عيد منهم.
وأخيراً تصف السيدة سيماڤ هويتها بثلاث كلمات، قائلةً:
أنا كردية من سوريا، منتمية لمدينتي، القامشلي، أنا أراها مساحتي، منفتحة على كل الأديان و أعتبر أني منتمية للإنسان.