عبد السلام حمدان

احد مقابلات حزمة: سِيَر سورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: لبنان
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

"تعدد الزوجات في مجتمعنا أمر طبيعي، وثمة طبقة من الميسورين وأصحاب الأراضي يتزوجون عادة بأربع نساء".

تزوج عبد السلام حمدان في سن الثامنة عشرة من فتاة تصغره بنحو أربع سنوات. تم ذلك بحكم العادات التي تحضّ على الزواج المبكر وفي ظل ضعف انتشار التعليم في منطقته كما يقول.

كان عبد السلام حينها يعتمد تماماً على عائلته من الناحية المادية، واستمرت حياته الزوجية لنحو ثلاث سنوات لم تخلو من المشاكل والنزاعات التي يعزوها لقلة الوعي الكافي وعدم وجود الحب قبل الزواج.

يقول عبد السلام، "بحسب عاداتنا في ريف دير الزور لا نلجأ عند نشوب الخلافات الزوجية إلى المحاكم الرسمية بل يُقام مجلس يضم أفراداً من عائلتي الزوجين للوصول إلى حل للخلاف الحاصل أو الاتفاق على الطلاق، فإن طلبت الزوجة الطلاق تُعيد كل المهر، أما لو كان الزوج هو المتمسك بالطلاق فتحتفظ الزوجة بكامل مهرها. بالنسبة لي قرر المجلس إعادة قسم من المهر المدفوع وهو مبلغ نقدي وبعض الذهب والملابس، وهكذا انتهت علاقتنا وتم الطلاق".

ويتابع القول، "في مجتمعنا يسعى الرجل للزواج المبكّر بهدف إنجاب الأولاد بسن صغير ليستطيع الاستراحة والاعتماد عليهم بعد عمر الأربعين، يضاف الى ذلك التفاخر بكثرة عدد أبناء العشيرة الواحدة وتخويف أعدائها من التعدي عليها".

في عمر العشرين وبعد انتهائه من خدمته العسكرية الإلزامية، تزوج عبد السلام من إحدى قريباته وعاش معها أكثر من ثلاثة عشر عاماً لم تخلو أيضاً من المشاكل والخلافات التي قرر على إثرها أن يتزوج مرة أخرى، إلا أن الأمور انقلبت لغير صالحه.

يقول، "يُعتبر تعدد الزوجات أمراً طبيعياً في مجتمعنا، وثمة طبقة من الميسورين وأصحاب الأراضي يتزوجون غالباً بأربع نساء".

عاش عبد السلام مع زوجتيه في منزل واحد في جو لا يخلو من الشجار وغيرة الزوجتين من بعضهما البعض، حاول التوفيق بينهما لكن دون جدوى. ونتجَ عن تعدد زوجاته زيادة في عدد الأولاد الذين بلغوا ثمانية من زوجته الأولى وثلاثة من زوجته الثانية وبالتالي زيادة مستمرة في المصروف والنفقات.

يقول عبد السلام، "للأسف كل زيجاتي كانت تقليدية دون سابق حب، الزواج الناجح يجب أن يكون مبنياً على الحب والمودة أولا".

ويتابع القول، "لن أسمح لأولادي بالزواج إلا بعد أن يؤمّنوا أنفسهم مادياً ويكونوا بعمر يؤهلهم للتمييز بين الخطأ والصواب، فقد عشتُ التجربة وندمت عليها كثيرا".

سعى كثير من شباب المنطقة مؤخراً بعد انتشار الوعي في المجتمع الى الابتعاد عن زواج الأقارب الذي كان متبعاً في السابق، خوفاً من التشوهات أو الأمراض التي قد تصيب الأولاد، وفي المقابل ما زال الشاب يتّبع نصيحة أهله بالزواج من فتاة معينة ذات نسب معروف والابتعاد عن بنات العائلات الغريبة عن المنطقة.

يقول عبد السلام إن الطريقة التقليدية للزواج في عشيرته تتم بموجب عقد زواجٍ عرفي بحضور الشهود. يمكن تثبيت الزواج في المحكمة لاحقاً ويمكن عدم تثبيته. البعض يعقدون القران في المحكمة مباشرة، غير أن الطريقة التقليدية الأولى هي الأكثر انتشاراً.

تتنوع مهور الزواج بين المال والذهب والملابس، يطلب الأب لابنته مهراً محدداً ومتعارفاً عليه بين أغلب سكان المنطقة، في حين قد يعفى العريس في بعض الأحيان من دفع المهر أو يُطلب منه الاتفاق على قيمته بالتشارك مع العروس أو يُشرط عليه شراء "جهاز" أي بعض الأمتعة والثياب للعروس بالقيمة المطلوبة.

أما الأعراس فكانت تقام قديماً بكامل مراسمها من حيث تحضيرات الحفل وكَتب الكتاب وتقديم الغداء والذبائح للمدعوين وإطلاق النار وحلقات الدبكة، إلا أن هذه الطقوس اختُصرت كثيراً خوفاً من المشاكل التي قد يثيرها الشبان وبسبب تغيّر ظروف الحياة وأفكار الناس الدينية التي صارت تُحرّم بعض المراسم، فضلاً عن محاولة الاقتصاد في التكاليف.