بدأ اهتمام عبد القادر عبد الحي برياضة كرة القدم منذ الطفولة، حيث لفتت موهبته المتفوقه على زملائه نظر معلم التربية الرياضية في المدرسة والذي كان يعمل في نادي الاتحاد الحلبي، فنصحه بالتسجيل في النادي لتنمية موهبته الرياضية.
التحق عبد القادر بنادي الاتحاد عام 1975، وتدرّج في المستويات حتى بات يلعب ضمن تشكيلة فريق الرجال عام 1980.
اعتمدَ نادي الاتحاد بشكل أساسي على الوارد المادي للمباريات نظراً لضخامة جمهوره في مدينة حلب، يضاف الى ذلك بعض الدعم الوارد من قبل تجار ورجال الأعمال الحلبيين.
يقول عبد القادر، "في فترة الثمانينيات كان الاهتمام والدعم المادي لرياضة كرة القدم ضئيلاً، ومع ذلك كان الوضع مقبولاً الى حد ما، حيث كنا نأخذ بعض التعويضات والمكافئات المالية البسيطة من النادي ولكن دون وجود عقود احتراف بمبالغ ضخمة مثل هذه الأيام، ولذلك لم يكن بمقدور اللاعبين أن يتفرغوا تماماً للمجال الرياضي، بل كانوا يأتون الى التمرين بعد الانتهاء من أعمالهم الخاصة".
تنقّل عبد القادر بين عدة أعمال ومهن حتى استطاع أن يؤسس ورشة خاصة، حينها تفرّغ للرياضة بشكل أكبر.
حقق عبد القادر خلال مسيرته في نادي الاتحاد إنجازات رياضية هامة، كالفوز بكأس الجمهورية لعامي 1982 و 1985، كما تم اختياره عام 1986 للانضمام الى صفوف المنتخب السوري لكرة القدم ليشارك في تصفيات كأس العالم في المكسيك.
يقول في ذلك، "تم تشكيل لجنة مؤلفة من خمسة مدربين من مختلف النوادي السورية لانتقاء لاعبي المنتخب، ورغم أن اختيار أعضاء المنتخب أو حتى لاعبي الأندية الأساسيين يدخل في إطار المحسوبيات والواسطة والتي لا يخفى على أحد وجودها في الأندية السورية، كانت تلك السنة استثناء تم فيها الاختيار ضمن معايير سليمة، وما يثبت ذلك هو النتائج التي حققها المنتخب على الأرض، حيث كاد الفريق أن يشارك في كأس العالم لو أنه فاز في مباراة التصفية قبل النهائية على منتخب العراق".
يتحدث عبد القادر عن بعض المفارقات المؤلمة التي مر بها خلال تصفيات كأس العالم 1986، يقول، "كانت مباراتنا الأولى ضد منتخب الكويت، التقينا قبل المباراة التي جرت في دمشق بأحد المسؤولين الذي وعدنا بصرف مكافئات مالية تبلغ 3000 ليرة سورية لكل لاعب في حال حققنا الفوز، وفعلاً انتهت المباراة بنتيجة واحد-صفر لصالحنا وعمت الاحتفالات جميع أرجاء دمشق، يومها جاء أخي من حلب ومعه حافلة تقل المشجعين لحضور المباراة، وعند ذهابي الى الكراج المجاور للملعب بعد انتهاء المباراة، رأيتُ زميلي اللاعب مروان مداراتي يبحث عن وسيلة نقل تقله الى حلب في ظل الازدحام الخانق، فطلبتُ منه أن يرافقنا الى الحافلة التي أمّنها أخي، حينها استغرب كل من كانوا معنا كيف يُترك اللاعب صاحب هدف الفوز في المباراة دون تأمين مجرد وسيلة نقل الى مدينته".
ويتابع القول، "وحتى المكافأة المالية التي وُعدنا بها لم تصرف كاملة، حيث استلمنا بعد عدة أيام مغلّفات في كل منها مبلغ 1500 ليرة فقط، أي نصف قيمة المكافأة المتفق عليها".
حصل عبد القادر عام 1991 على عرض للعب مع نادي الصفا اللبناني، وعانى كثيراً حتى أخذ تنازلاً عن كشفه الرياضي لصالح الاتحاد الرياضي اللبناني بعد وساطات وجهود كثيرة، يقول في ذلك، "لعبتُ لمدة عامين مع فريقَي الصفا والراسينغ في لبنان، كانت تلك الفترة الوحيدة التي استفدتُ منها مادياً خلال مسيرتي الرياضية، حيث كنتُ أتقاضى مبلغ 500 دولار شهرياً مع تأمين السكن والمصروف الشخصي، وعلى هذا النحو، ادّخرتُ خلال عامين مبلغاً من المال لشراء بيت".
اعتزلَ عبد القادر اللعب بعد أن أنهى عامه الثاني في لبنان، وبعد نحو ثلاث سنوات، عاد الى المجال الرياضي ولكن بصفة مدرب، حيث عمل في المدارس الكروية الصيفية لنادي الاتحاد، وتابع مع بعض فرق فئات الصغار والأشبال والناشئين، كما شارك بدورات تخص تأهيل المدربين ومنها دورة التدريب الآسوية فئة "C".
يقول عبد القادر، "استطاع فريق الأشبال الذي كنت أدربه أن يحقق نتائج طيبة في الدوري على مدى سنوات عدة، والبعض منهم يلعبون حالياً في صفوف فريق الرجال في نادي الاتحاد ووصلوا الى مراحل ممتازة مع الفريق".
ويتابع القول، "استلمتُ أيضاً تدريب فريق الناشئين لمدة عام واحد بالتعاون مع المدرب أنس صابوني، وحقق الفريق الفوز في بطولة ناشئي سوريا في موسم 2008، 2009".