تبلغ عفراء 33 عاماً، وهي من مدينة حلب لكنها عاشت فترة في دمشق ثم انتقلت إلى بيروت قبل أن تنتقل إلى ألمانيا عام 2016. لدي عفراء عائلة في مدينة نورنبرغ الألمانية، وهي المدينة التي عاشت فيها عام من الزمن حين وصولها إلى ألمانيا في بادئ الأمر، ثم انتقلت إلى برلين، هناك انتسبت إلى معهد للسينما في العاصمة الألمانية، وتعمل الآن على إخراج فيلم وثائقي يسرد قصص نساء سوريات، عفراء وصديقاتها اللاتي يقمن بزيارة النقاط الحدودية اللاتي عبرن منها عند دخولهم إلى أوروبا، كما يزرن مرة أخرى البلدان التي اجتازوها في رحلتهم حتى وصولهم إلى ألمانيا.
عفراء شغوفة بدراستها، لكنها تجد صعوبة في الاندماج، تتحدّث الألمانية بشكل جيّد، لكن لم يروقها أن تتلقى الدروس الألمانية في الصفوف الرسمية، لذلك فضّلت اكتساب اللغة عن طريق دراسة شيء من اهتماماتها، وهكذا تحسّنت لغتها الألمانية أثناء دراستها للسينما لأن جميع الدورات كانت باللغة الألمانية. كانت دراستها للإنتاج السينمائي تتطلب مهارة في اللغة الإنجليزية أكثر من الألمانية. كما أنها درست الأدب الإنكليزي في جامعة حلب في سوريا، لقد شعرت أن تعلّمها للألمانية أضعف قدرتها في اللغات الثلاث، بمعنى أنها تعاني من انتقادها الدائم لنفسها من أجل التحدّث باللغات الثلاث.
لم ترغب عفراء بأن تعزل نفسها عن السوريين الموجودين في ألمانيا، مع أنها تشعر أيضاً في بعض الأحيان أنها غريبة عنهم، لقد نفضت عن كاهلها حياتهم وأساليبهم البالية في العيش، فقط لتشعر بشيء من الراحة في حياتها الجديدة. وقبل الإجابة عن كل سؤال يتعلّق بالانتماء والاندماج الاجتماعيين كانت تصمت طويلاً، مرتبكة وغالباً ما كانت إجابتها تقتصر على جملة:"لا أعلم".
إنها انسانة لطيفة وودودة، تنحدر من عائلة سياسية، كان والدها شيوعياً في سوريا، كما أنها ملحدة وليس للدين مكان في حياتها، وهي لا تعلم إذا ما كانت ستعود إلى سوريا في المستقبل.