علاء يعقوب

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: السويد
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يعرفنا السيد علاء يعقوب وهو فلسطيني سوري مقيم حالياً في السويد عن نفسه من خلال الهوية فيقول:

موضوع الهوية بالنسبة لي كفلسطيني سوري هو أزمة أساساً، ودائما كنت أقول: أني فلسطيني سوري، لكن أجد اشارة الاستفهام عند الناس: كيف فلسطيني سوري؟ أنا فلسطيني، أهلي من فلسطين، أيضاً أنا سوري، ولدت بسوريا عشت بسوريا، والدي ولد بسوريا، كلنا نعيش بسوريا، بالنسبة لنا سوريا تعني انتمائنا. بعد الهجرة صرت اختصر الموضوع وأقول: أنا من مخيم اليرموك. في السويد يعترض بعضهم على فكرة فلسطيني سوري: انت فلسطيني والآن صرت بالسويد.

ثم يتحدث السيد علاء عن ما يمثل هويته الفلسطينية السورية فيقول:

حول فلسطينيتي السورية دائماً يأخذني خيالي لمخيم اليرموك، فمع أني كنت لا أعيش في المخيم طول عمري لكن درست بالمخيم في مدارس الأونروا، في المخيم كنت أرى السوري والفلسطيني يعيشان مع بعضهم، في كثير من الأحيان تجد السوري لهجته فلسطينية، بنفس الوقت كنت أسمع أبي يحكي بلهجة شامية، وهكذا دائماً كانت فلسطينيتي السورية بالنسبة لي واحد.

وعن العلاقة بين الصراع والحرب في العشر سنوات الماضية وهويته كفلسطيني وأثر الصراع بها يقول السيد علاء:

 كفلسطيني سوري وفي العشر سنوات السابقة قضيت منهم أول فترة بسوريا، وهي أجمل فترة في الثورة، بعدها ذهبت للإمارات وفيها تنوع كبير، وهناك الناس بعيدة عن ما يحدث بسوريا، كنا نشاهد أحداث سوريا في التلفاز، وبنفس الوقت نحن بمكان جديد نتعرض للضغط، فأكيد الأحداث التي كانت بالبلد أثرت فينا ولو نحن بعيدين. كان اهتمامنا بالبلد شديداً فنحن لنا بكل زاوية ذكرى فيها، خسرنا هذا الشي، وهو ما جعلنا نخسر انتمائنا للمكان، وصار انتمائنا للأفراد أو لما يخصنا داخل سوريا أكثر من انتمائنا للوطن وللدولة.

أما عن تأثير الهجرة على هويته السورية فيقول السيد علاء:

الهجرة أثرت على هويتي بشكل إيجابي وبشكل سلبي، بشكل إيجابي لأني اليوم انسان حر وكرامتي محفوظة وصوتي مسموع، أستطيع التأثير بالمجتمع وأن أطور نفسي. أما بشكل سلبي فأن مضى 23 سنة من عمري وكل انتمائي لسوريا، كل ما أعمله أنا أعمله لها، أدرس حتى اشتغل بهذه البلد، وسأعمل بهذه البلد، وفجأة خسرت كل ذلك، لكن بنفس الوقت ربحت شيء ثاني، إنما الأكيد أن الخسارة كبيرة والربح كبير.

 ينتقل علاء للحديث عن هموم الهجرة من حيث العلاقات والعادات القديمة والمكتسبة فيقول:

في البداية ما كان لي علاقات، فاضطررت أن أبني صداقات وأتعرف على أفراد العائلة، وهي أكثر فكرة منعتني من العلاقات الاجتماعية. بفترة الإمارات أنا كنت أفكر أني لا أريد أن أكون هنا، أريد أن أعود، أريد أن أرى الناس، لا أريد أن أتعلق بهذا المكان، فيما بعد صرت مجبراً لأكون أقرب إلى العلاقات الاجتماعية عموماً، وأعود بعد ذلك لأبعد. في السويد وأنا بآخر الأرض كانت سوريا بعيدة كثيراً، وفلسطين بعيدة كثيراً، وحتى الإمارات بعيدة كثيراً، فهل أنا نفسي تهون علي أن أفعل هذا وأظل بعيد عن كل شي حتى لا أخسر انتمائي؟ لا، أعطيت نفسي فرصة وبدأت أدخل المجتمع أكثر، حتى وصلت للدخول بعلاقات اجتماعية، عرفت الناس وعرفت المجتمع، فانفتحت على المجتمع، لكني خسرت ما كنت خائف منه بالإمارات، وهو فكرة الانتماء الكبير لسوريا، فأنا صرت أشعر بانتماء للسويد لأنه تحقق لي الأمر الذي أنا أحتاجه بأن يكون عندي هوية.

وبكلمات قليلة يعرف علاء هويته فيقول:

أكثر ما أثر على تكوين شخصية علاء هو أن علاء هويته ضاعت من كثرة الترحال، أنا من كثرة الانتقال من مكان لمكان لم أبن هوية صلبة، لم أبن علاقات اجتماعية صلبة، لم أبن عائلة صلبة، لم أبن مراهقة صحيحة، لم أبن طفولة صحيحة، لم أبن انتماء صحيح لأرض ما.