غسان حلاق

احد مقابلات حزمة: سِيَر سورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: تركيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

"كان المتعهد يرتّب الأمور مع البلدية حتى يتم بناء المحضر السكني المخالف، في ظل الفساد الإداري المنتشر في البلد".

ترك غسان حلاق المدرسة وهو في المرحلة الإعدادية عام 1968، ليعمل وإخوته في مجال التجارة مع أبوهم الذي قرر أن يُشغّلهم بعد فسخ شراكته مع أخيه.
بعد نحو عام واحد من العمل، استلم غسان مسؤولية محل يقع في شارع الأمين بمدينة دمشق، وصار مركزاً معتمداً لبيع مواد البناء في منطقة الشاغور من قبل وزارة التموين والتجارة.
عمل غسان مع أبيه وإخوته الخمسة لسنوات طويلة في مجالات عدة كتجارة الحبوب والمواد الغذائية وتجارة ونقل مواد البناء وأعمال الحفر والترحيل وغيرها، وما زالت محلاتهم موجودة في دمشق يديرها جيل أولادهم حتى اليوم.
كان تجار الحبوب لا يتعاملون بالسندات أو العقود الورقية، بل كانت الثقة هي الأساس في تسيير العمل بينهم، يقول غسان، "في أحد المرات زارنا تاجر حلبي في مطحنة الحبوب في منطقة الدخانية، وحين عرّف عن نفسه علمنا أنه التاجر الذي نتعامل معه بملايين الليرات منذ أربع سنوات عن طريق الهاتف ودون معرفة شخصية مسبقة".
في العام 1975 عمل غسان لبضع سنوات مرافقاً ومشرفاً على قافلة شاحنات العائلة التي كانت تنقل البضائع الى العراق ودول الخليج، يقول في ذلك، "كنا نحمل كل شيء الى دول الخليج وتعود شاحناتنا من هناك خالية الوفاض، حتى إننا كنا ننقل مستوعبات بلاستيكية فارغة من بيروت لاستخدامها في معمل اللبن في الرياض، أما اليوم، صارت دول الخليج تصدر كل شيء للمنطقة".
في أوائل الثمانينات، بدأ غسان العمل في مجال البناء المخالف الزراعي، في عدة مناطق تابعة لريف دمشق مثل الدويلعة والغسانية والنشابية وعين ترما وعقربا وغيرها، وهو البناء على أراض زراعية دون وجود ترخيص من الدولة، والسبب في تلك الظاهرة هو النمو السكاني وعدم النمو الإداري المرافق له كما يقول، "البناء المخالف مناسب لمحدودي الدخل الذين لا يستطيعون شراء منزل نظامي، فقد كانت قيمة المتر المربع للبيت المخالف والجاهز للسكن نحو ألف ليرة سورية، بينما كان ثمن المتر المربع لمنزل نظامي ما بين 10 و 15 ألف ليرة".
ويتابع القول، "كان المتعهد يقوم يترتيب الأمور مع البلدية حتى يتم بناء المحضر السكني المخالف، في ظل الفساد الإداري المنتشر في البلد، في تلك الفترة ومن خلال العمل بالمشاريع السكنية والبناء، شعرتُ أني حققت شيئاً من حلمي القديم بأن أكون مهندساً، حتى من دون شهادة في الهندسة".
في العام 1993 اجتمع غسان وإخوته مع أبوهم لترتيب أمور تجارتهم فيما بينهم، فتم جرد جميع ممتلكات العائلة وقُسمت العقارات والأملاك والتخصصات فيما بينهم، يقول في ذلك، "صار لدى كل منا حصة واضحة في حياة أبي، درءاً للمشاكل أو الحساسيات بين الإخوة فيما بعد، كان أبي بمثابة صديق لنا وترك لنا حرية إدارة أعمالنا بعد أن تعلمنا أصول العمل وتخصص كل منا في مجاله منذ أوائل السبعينات".
في منتصف التسعينات، أسس غسان معملاً للجوارب ضم نحو 40 عاملاً فضلاً عن التعامل مع 10 ورشات خياطة خارجية، صار المعمل يصدر البضاعة الى ألمانيا، ذلك أن البضائع السورية كانت معفاة من الضريبة في ألمانيا، وبعد نحو عام ونصف توقف المشروع بسبب سوء سلوك شريكه كما يقول.
في العام 2006 ساهم غسان بإعادة إطلاق الجامعة السورية الدولية للعلوم والتكنولوجيا، وذلك من خلال بناء مقر جديد للجامعة واستصدار ترخيص جديد للعمل، يقول غسان، "امتلكتُ بموجب الصفقة أربعة في المئة من قيمة الجامعة، نجح المشروع وسارت الأمور على ما يرام، لكن رئيس الجامعة كان طماعاً وديكاتورياً، تمرد على شركائه بعد النجاح، وعلى هذا النحو، انسحبتُ من الشراكة وأنشأت مجمعاً سكنياً سياحياً في منطقة رنكوس من عائدات حصتي في الجامعة".
اعتبر غسان أن المجمع السياحي مشروع حياته الأهم، حيث توقف عن العمل في مجال البناء المخالف بعد صدور مرسوم رئاسي يقضي بحبس صاحب البناء المخالف من سنة وحتى عشر سنوات.
يقول غسان، "حينها صار أولادي شباباً واستلموا إدارة بعض أعمالي، وتفرغتُ لمشروع المجمع السياحي الذي امتد على مساحة 55 دونم، ضم المشروع 35 فيلا و 500 شقة سكنية، اخترتُ فيلا بموقع متميز جداً وبمساحة 400 متر لتكون منزل التقاعد بالنسبة لي، جهزتُ البيت بشكل ممتاز بإطلالته الجميلة مع المسبح والمكتب المستقل والحديقة الخلفية وما الى ذلك".
ويتابع القول، "تم بناء ستة أبنية كاملة تحتوي على 54 شقة سكنية، وتم بناء وتجهيز أساسات ستة أبنية أخرى، لكن ذلك الحلم لم يكتمل بسبب أحداث الأزمة السورية، فذهب تعب 50 عاماً سدى".