نشأت فاطمة حسن في ظروف عائلية صعبة عانت خلالها من ظلم إخوتها الشبان وضربهم المتكرر لها، وتزوجت في عمر العشرين من رجل فلسطيني أردني تقدم لها على أنه متزوج وله أولاد ولكنه هجر زوجته وينوي طلاقها، تفاجأت فاطمة عند انتقالها للعيش في بيت زوجها بالأردن بوجود زوجته الأولى في المنزل، وعندما واجهته صارحها بأنه سيبقيها على ذمته واضعاً إياها تحت الأمر الواقع.
عانت فاطمة الأمرّين في حياتها الجديدة بسبب المشاكل الناجمة عن غيرة ضرّتها، إضافة لحماتها التي كانت تتدخل بشؤونها الخاصة وتضربها وتمنعها من زيارة أهلها في سوريا أو حتى الحديث معهم على الهاتف، فضلاً عن تلقي الإهانات لأنها من الطائفة العلوية، وكل ذلك كان يتم في ظل إنعدام شخصية زوجها وكذبه الدائم.
استمرت فاطمة على هذه الحال لعدة سنوات قبل أن يعدها زوجها أخيراً بإرسالها لزيارة أهلها ومن ثم اللحاق بها مع الأولاد في اليوم التالي، لكن ما وصلها منه بعد مضي عدة أيام هو ورقة طلاقها التي حرمت على إثرها من رؤية أولادها الثلاثة.
عاشت فاطمة بعد طلاقها في بيت أهلها بحالة تضييق وذلّ كبيرين بسبب معارضة إخوتها لزواجها منذ البداية لأن زوجها كان مسلماً سنّياً، ولأنها أصبحت امرأة مطلقة، فغدت تحركاتها وتصرفاتها تحت رقابة شديدة، ولم يساعدها إخوتها مادياً فاضطرت للعمل في سبيل تأمين مصروفها ومتطلباتها، وعلى هذا النحو، عملت في ورشات الخياطة والمعامل واضطرت لبيع بعض الذهب الذي كان بحوزتها واستمرت كذلك نحو خمس سنوات، إلى أن قررت الزواج من جديد للهروب من ظروفها الصعبة رغم اعتراض والدتها على أخلاق الزوج الجديد.
تقول فاطمة، "عرضَتَ عليّ زميلتي في ورشة الخياطة أن أتزوج زوجها بسبب مرضها وعدم استطاعتها القيام بواجباتها تجاهه وأطفالها الثلاثة، وبالفعل خطبتني صديقتي من أهلي وهكذا تم الزواج الثاني".
عاشت فاطمة مع زوجها وضرّتها الجديدة في حي القابون بمدينة دمشق، واستمر زواجها لمدة عشر سنوات أنجبت خلالها طفلاً واحداً، كانت تجربة الزواج الثاني أسوأ من الأولى إذ عانت خلالها من سوء أخلاق زوجها وكذبه ومحاولاته تشغيلها في بيوت الدعارة وخيانته لها على مرأى زوجتيه القديمة والجديدة فضلاً عن تعرضها للضرب المبرح والتشويه الجسدي، كما قام زوجها باتهامها بسرقة مبلغ من المال فصدر عليها حكم غيابي بالسجن قضت على إثره نحو ثلاثة أشهر في سجن دوما للنساء، ووصل به الحد أن خدعها مستغلاً أمّيتها فقام بتبصيمها على أوراق لتكتشف بعد خمسة أشهر من تلك الحادثة أنها أوراق طلاقها وتجد نفسها مطرودة من المنزل.
اضطرت فاطمة بعد كل ماجرى لها أن تعمل خادمة في البيوت لتستطيع استئجار منزل تعيش به مع ابنها، ولكن ذلك لم يحميها من طليقها الذي استمر بالتردد عليها منهالاً عليها بالشتم والضرب والاتهامات التي تطعن بشرفها، فضلاً عن أخذ كل ما تجنيه من عملها.
حاولت فاطمة تقديم شكوى ضد زوجها، إلا أن فساد عناصر الشرطة وقبضهم رشاوى منه أدى الى قلب الموازين فنُظّم الضبط عكس الحقيقة وضد مصلحتها.
رفعت فاطمة دعوى في المحكمة بهدف تثبيت طلاقها وتحصيل مهرها غير المدفوع، فحلف زوجها يميناً كاذباً بهدف التهرب من الدفع كما أخذ منها ابنها بالإجبار والترهيب رغم أنه كان في حضانتها قانوناً، وفي كل مرة يهرب الولد من ظلم أبيه وزوجاته، كان زوجها يتوجه إلى أقسام الشرطة متهماً إياها بخطفه.
انقطعت علاقة فاطمة بعائلتها تماماً لمدة ثلاث سنوات بعد طلاقها الثاني، فيما استمرت بالتواصل مع ابنها إلى أن تزوجت للمرة الثالثة قبل حوالي 12 عاماً من رجل تصفه بأنه طيب ويحسن معاملتها. تقول فاطمة، "زوجي الحالي يحسن معاملتي ويقدر أني وحيدة ومظلومة، ورغم أنه تزوج عليّ من امرأة أخرى، فإن لي مكانة خاصة في قلبه".