بدأ فراس يونس نشاطه السياسي في سن مبكرة عندما انخرط عام 1978 في حزب سياسي يساري معارض يسمّى "رابطة العمل الشيوعي في سوريا".
يقول فراس، "كان الحزب يطالب بشكل أساسي بالديمقراطية ورفع الأحكام العرفية وقانون الطوارئ، إضافة الى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين".
لم تستمر تجربته السياسية سوى أشهر قليلة حيث تم اعتقاله صيف عام 1978 خلال عامه الدراسي الأول في كلية الاقتصاد بجامعة حلب. دامت فترة الاعتقال لمدة سنة ونصف يعتبر فراس أنها كانت تجربة غنية استفاد خلالها من القراءة التي كانت مسموحة في السجن وكانت سبباً في تأسيس قاعدة معرفية قوية وكسر الثقافة الأحادية الماركسية التي كانت في الأساس سبباً في دخوله السجن، كما تعرف خلال تلك الفترة على أشخاص من كافة البيئات الاجتماعية والسياسية والوطنية في سوريا.
بعد إطلاق سراحه، شهدت سوريا اضطراباتٍ سياسية وقامت المظاهرات والاعتصامات في جامعة حلب بالتزامن مع دخول الإخوان المسلمين على الخط أوائل الثمانينات، والذين انتهجوا العمل العسكري طريقاً لمناهضة النظام الحاكم.
يقول فراس إنّ رابطة العمل الشيوعي انتهجت في تلك الفترة خطاً ثالثاً يتمثّل في مناهضة النظام الديكتاتوري من جهة ومقاومة اليمينية الدينية والاقتصادية من جهة أخرى، فحازالحزب على استقطابٍ جماهيري لولا حملات القمع التي مارسها النظام ضده.
اعتُقل فراس مرة أخرى أواخر عام 1981، واستمر اعتقاله لمدة 15 سنة، تنقّل خلالها ما بين سجن حلب المركزي وسجن عدرا في ريف دمشق وأخيراً سجن تدمر العسكري.
يقول فراس، "كانت الأشهر العشرة التي قضيتها في سجن تدمر العسكري تعادل كل سنوات الاعتقال في السجون المدنية، بل ربما تفوقها ألماً وعذاباً وانتهاكاً لكل الكرامات".
عايش فراس خلال فترة توقيفه بسجن حلب أحداثاً هامة، منها اعتقال 26 عضواً من حزبه ما بين نساء ورجال، تم فيما بعد إطلاق سراح السيدات في حين بقي الرجال قيد الاعتقال، ولم تقتصر الاعتقالات على أعضاء الحزب، بل طالت كل من شكّت الجهات الأمنية في علاقتهم بفراس وحزبه، ومن بين هؤلاء خليل رشيد وجمال الدين كالو وعمر فوزي بكر الذين لم يكن لهم أية علاقة تنظيمية بالحزب رغم تأييدهم لأفكاره التحررية، ورفضوا التعاون مع الجهات الأمنية ثم ماتوا بسبب الأمراض أو نتيجة لظروف الاعتقال السيئة.
ويذكر فراس أحداث العنف التي جرت في سجن حلب يوم 10/3/1986 نتيجة تمرد معتقلَين اثنين من قادات الإخوان المسلمين الذين سبق لهم أن تعاونوا مع عناصر الأمن ووُعدوا بإطلاق سراحهم قبل يومين من التاريخ المذكور، ونتيجة لتأخر إطلاق سراحهما قام أحدهما بطعن عنصر أمن ثم قاما بالاستيلاء على أسلحة العناصر وهددا جميع الموجودين في السجن من سجّانين ومعتقلين خاصة الشيوعيين منهم. احتمى فراس ورفاقه داخل زنزانتهم لعدة ساعات حتى دخلت فرقة اقتحام بأمر من الرئيس حافظ الأسد، وحولت المتمردين الى أشلاء بفعل إطلاق الرصاص الكثيف.
في يوم 25/12/1991 تم الافراج عن عدد كبير من أعضاء الأحزاب، لكن ذلك لم يشمل فراس بل تم نقله الى سجن صيدنايا لبضعة شهور قبل أن يحوّل عام 1992 الى سجن عدرا الذي يصفه بأنه يُعتبر أفضل حالاً من حيث وجود أَسرّة وأجهزة تلفاز وباحات متعددة وما يزيد عن 15 ألف كتاب في المكتبة، ولكن في الوقت ذاته كان يُمنع إدخال الأقلام أو الكتابة، علماً أن بعض المعتقلين ومنهم فراس كانوا يحصلون على مواد ممنوعة وحتى على صحف حزبية نتيجة فساد السجانين الذين كان بعضهم من المناصرين للأحزاب والمتعاونين مع المعتقلين ومنهم من كان على صلات مباشرة مع قياديين في هذه الأحزاب.
وُجّهت لفراس مجموعة من التهم، منها الانتماء الى مجموعة سريّة ومعادة أهداف الثورة، فتبرع مجموعة من المحامين للدفاع عنه ورفاقه، لكن الأخيرين طالبوهم بالتوقف عن الدفاع عنهم بهدف الدفع بعدم دستورية المحاكمة وعدم استكمال شروطها، وللانتقاص من قيمة المحكمة دستورياً وشرعياً، وعلى هذا النحو، كان فراس يقدم مرافعاته كتابياً ويُسلم نسخاً منها للمحامين بهدف نشرها في المنظمات الدولية والحقوقية.
تم النطق بالحكم بالسجن لمدة 15عاماً، سبق لفراس أن أمضى منها 13 سنة، وكان وصلَ لمسامعه أن الحكم يجب أن يكون إعداماً، ولكن تم التغاضي عنه نظراً لعدم ثبات التهم الموجهة إليه.
أُطلق سراح فراس عام 1996 وتوجه من سجن عدرا في ريف دمشق الى مدينة حلب، يقول في ذلك، "كان الطقس ماطراً حين وصلتُ الى حلب ومشيتُ تحت المطر لأول مرة منذ 15 عاماً، محققاً بذلك حلمي القديم، كان في استقبالي عدد من الأقارب والأصدقاء وبعض أهالي المعتقلين، وأذكر أني لم أستطع النوم لثلاثة أيام متتالية من شدة التحفّز".
بعد خروجه من السجن، كان النظام أجهز على حزبه بالكامل ولم يبق منه سوى بعض الرفاق والرفيقات، منهم من سافر الى أوربا وآخرون بقوا ضمن حالة جمود تنظيمي.
في عام 2003، حدثت محاولات لاستنهاض الحزب تحت نفس اسمه القديم، فأصدر جريدة خاصة به ُسمّيت جريدة "الآن" بعد أن كانت تسمى سابقاً "الراية الحمراء"، نشط فراس مجدداً في الحزب وشارك في كتابة المقالات والافتتاحيات في صحيفته.
شارك الحزب لاحقاً في "إعلان دمشق" عام 2005، كما شارك بأعمال المجلس الوطني عام 2007 والتي كانت تعقد في منزل المعارض رياض سيف، قبل أن يجمد الحزب مشاركته مع المجلس ثم يعلن انسحابه بسبب بعض الانقسامات.
يشير فراس الى التغيّرات التي طرأت على النظام الحاكم في دمشق بعد عام 2000 من حيث تخفيف شدة النبرة والعنف، في وقت اقتصر فيه نشاط حزبه على إصدار الجريدة والعلاقات التنظيمية دون توسع يذكر تجنباً للاعتقال، ولكن تلك الفترة لم تخلو من توجيه مساءلات واستدعاءات متكررة لأعضاء الحزب من قبل الجهات الأمنية التي كانت تطلب منهم التخفيف من حدة الخطاب.