كارلا عيد

احد مقابلات حزمة: المرأة والسّلام,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تخبرنا كارلا عيد (33 سنة) من سوريا، والتي تعمل حالياً بمجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، عن رؤيتها للمجتمع السوري المتنوع المتعدد فيما يخص موضوع التعايش السلمي قبل الحرب، قائلة:

أستطيع أن أصف المجتمع كأنه فسيفساء، كان مختلفاً بأطيافه وانتماءاته، وكنّا مختلفين، عاداتنا وتقاليدنا قائمة على تنوع كبير من كل المحافظات السورية، كنا نعيش فيما نسميه التآخي مع بعضنا البعض. بالنسبة للتعايش السلمي والظروف أو القصص التي مررنا بها، الآن صرنا نقدر قيمتها، أتذكر هنا تجربة جميلة عندما خرجت لأول مرة في  "مسير الأب فرانس" كانت تجربة غنية عن التعايش السلمي، هو مسير يلتقي فيه كل الناس من شتى الخلفيات الثقافية والدينية، لا يهم ما هو دينك، الأهم أن تأتي لتعيش هذه التجربة التي كانت تجعلنا نعمل معاً أعمالاً مشتركة نكتشف بعضنا ونتقبل بعضنا ضمن أيام المسير. أتذكر وقتها خلال هذا الأسبوع كنا نخيّم في الغابات وفي المزارات، يوماً في ساحات الكنائس، وآخر في الجامع ضمن القرية، وكنا ندور على كل القرى السورية، لم يخطر في بالنا ولا مرة أن نسأل بعضنا ما هي طائفتك، ما هو دينك. لقد كانت رسالة المسير هي نشر التفاهم والتعايش السلمي، و الحوار فيما بيننا نحن من مختلف الأديان ضمن سوريا ومختلف انتماءاتنا، أعتقد أن هذا الشيء هو الذي خلق هذه الذكرى لدي وبقيت في بالي إلى الآن، أحمل هذه الرسالة وأعتقد أن كل سوري شارك في المسير إلى الآن لديه ذات الذكرى.

فيما ترى كارلا أن السلام هو:

حالة نسعى كي نصل لها بعد 11 سنة معاناة من الحرب، وهو ثقافة يجب أن نسعى لتعزيزها ونشرها ضمن أفراد المجتمع السوري بمختلف أطيافه.

وتضيف كارلا حول رؤيتها لبناء السلام لسوريا، قائلة:

نحن حالياً في مرحلة يمكن أن أسميها أننا نضع الأساس، أساس الارتكاز لنستطيع أن نبني سلاماً، لسنا الآن في مرحلة بناء سلام، وأرى أنه إذا أردنا أن نبني بشكل صحيح فإنه يجب أن نبني على أرضية سليمة ترتكز على نشر مفاهيم وتعزيزها، نشر مفاهيم جديدة ضمن المجتمع السوري والتي هي تقبل الآخر، التواصل الفعال، مهارات حل نزاع، وبنظري الأهم هو نشر ثقافة مفهوم اللاعنف ضمن مجتمعاتنا، إنها مهمة أعتبرها فريضة، هي تعطينا القدرة أن نحب، ونتعرف على بعضنا بالطريقة الصحيحة، إنها تعزز أصلاً العيش المشترك، بغض النظر عن انتماء كل شخص نحن نستطيع أن نعيش بطريقة أفضل في ظل وضع يقل فيه العنف، أرى أنه لو أردنا أن نبني سلاماً في سوريا فإنه يجب الانطلاق من كل فرد بذاته، يؤمن أنه قادر أن يكون صانع سلام، حتى نستطيع التغلب على كل التحديات وأن نواصل هذا الشيء.

وعن نظرة كارلا لدور المرأة السورية قبل الحرب، تقول:

أظن أن الدور الاجتماعي كان في تلك المرحلة للمرأة السورية، يختلف باختلاف المحافظات والبيئات السورية، وكان أي دور تقوم فيه يتسم -بوجهة نظري- بالإنتاجية وبالإبداع، كانت لديها محاولات لدخولها مجالات جديدة ضمن المجتمع، قبل الحرب كان هناك رغبة لدخول النساء المجال السياسي، ولكن في نفس الوقت كانت مهمة صعبة لأنه كان لايزال هناك قوانين مجحفة بحقها، كان هناك عادات وتقاليد صارمة ضمن المجتمع السوري.

وأخيراً، تعتبر كارلا عيد أن دور المرأة السورية اليوم يتلخص في "التعافي من موجة الخراب والدمار التي اجتاحت سوريا" وتوضح:

التعافي، حتى تستطيع أن تستعد لتنهض من جديد بالطريقة الصحيحة، لأن المرأة أصلاً كانت من أكبر الخاسرين ضمن الحرب، إضافة إلى مهمتها بتنشئة الجيل وتوعيته أو تربية الأطفال، كان عليها أيضاً الواجب في الانخراط ضمن عملية البناء الواسعة فكريا وثقافياً وسياسياً وتعود لتؤهل ما تستطيع ضمن هذا الإطار، إضافة إلى دورها أن تكون عامل أساسي في عملية إعادة الإعمار ضمن سوريا اجتماعياً واقتصادياً، ولكن في نفس الوقت أرى أنه يجب على المجتمع أن يوفر لها التربة المناسبة حتى تقوم بواجبها في ظل انتشار العنف بمختلف أشكاله.