كارولين أيّوب

احد مقابلات حزمة: التعايش السلمي في المهجر,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: مرسيليا, فرنسا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تبلغ الدمشقية كارولين 41 عاماً من العمر، والدتها أرمنية ووالدها من الحواش، وهي قرية تقع شمال غرب حمص، سجنت في سوريا لمدة شهر واحد، ثم اضطرت إلى المغادرة والحصول على حق اللجوء في فرنسا، وباتت تعيش هناك على مدار السنوات السبع الماضية، بعدها فقدت علاقاتها مع العديد من الأصدقاء وحتى أفراد الأسرة الداعمين للنظام السوري.

في عام 2012 ومع وجود ثلاثة سوريين آخرين في المنفى مثلها أنشأت محطة إذاعية تدعى: (Syria Li - سوريا لي). ازداد عدد أفراد الفريق العامل الى 25 شخصاً يعيشون في 13 دولة مختلفة، وتقدم الإذاعة أخباراً بديلة تغطي الوضع في سوريا فضلاً عن برامج ثقافية. لقد واجهوا في الإذاعة صعوبة في الحصول على تمويل كافٍ لإبقاء الموظفين بدوام كامل مدفوع الأجر. وتشعر كارولين بالمرارة لأن عليهم جميعاً العمل في وظائف بديلة لتغطية نفقاتهم. كانت تعمل من 15 إلى 17 ساعة يومياً في البداية لإطلاق راديو "سوريا- لي"، أما الآن فتعمل عددا أقلّ من الساعات، لكنهم جميعاً يكدحون مقابل القليل من المكاسب المالية أو بدونها. كما أنّ كارولين قررت تطوير مشروع خارج إذاعة الراديو لخلق فرصة عمل لنفسها.

 تعلمت كارولين اللغة الفرنسية في المدرسة كما في الجامعة في سوريا  فلم تجد صعوبة في التواصل مع الآخرين منذ أن بدأت العيش هنا، فهي تقضي معظم يومها في العمل في راديو "سوريا- لي" من منزلها وتتحدث العربية مع زملائها في بلدان أخرى. لذلك كان لديها فرصة ضئيلة في تكوين صداقات فرنسية أو الاندماج في المجتمع الفرنسي أو استخدام اللغة الفرنسية باستمرار. 

وتستخدم كارولين اللغة العربية كما الإنجليزية كل يوم من أجل العمل، وتتكلم باللغة الإنجليزية أفضل من الفرنسية، وهي تقول إن الفرنسيين يحكمون على كلامك ويصححون لك الأخطاء لكن العالم الأنغلوفوني أكثر تسامحاً مع الناطقين  بالانكليزية من غير السكان الأصليين.

وتعتبر كارولين أن "منزلي هو ملجئي" وبأنّه "ملجأ عاطفي"، وهي كانت معتادة على البقاء لعدة أسابيع في منزلها وشعرت بأنها لم تكن بحاجة إلى مغادرته على الإطلاق فيما لو كان لديها طعام. رغم ذلك فبعد نقطة معينة شعرت أنها يجب أن تغادر المنزل فدرست للحصول على درجة الماجستير لمدة عام في "إيكس". 

وتشير كارولين إلى أنها وجدت صعوبة كبيرة في الدراسة على الرغم من دراستها الأدب الفرنسي في جامعة دمشق. وقد سئمت من الطلاب الأصغر سناً الذين لديهم أفكاراً خاطئة حول السوريين، والذين يسألون أسئلة بليدة عن أصولها عندما يلاحظون أنّ كلامها فيه لكنة غير فرنسية. لكنها  نجحت في الجامعة في الحصول على صديقة فرنسية مقربة منها تعدها "مثل أختها" بدأت بإعطاء كارولين ما ترفعه من ملاحظات عن المحاضرات. 

شعرت كارولين أنه في دراستها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان كانت هناك فجوة كبيرة بين النظرية والواقع الملموس، ولاحظت كيف أن عدداً كبيراً من الذين يدرسون حقوق الإنسان لا يفعلون ذلك بدافع الإيثار، ولكن لأن الوظائف الدولية في هذا المجال مجزية بشكل كبير. إنها تقارن هذا النوع من المساهمة مع خالتها والآخرين في سوريا الذين أطعموا عشرات اللاجئين بدون ارتباط ودون أي تمويل. ومنذ ذلك الحين قامت كارولين بأخذ دروس في التمارين الرياضية يومياً في صالة ألعاب حيث صادقت بعض الأشخاص الذين تراهم هناك بانتظام.