كارول زخور

احد مقابلات حزمة: المرأة والسّلام,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تعتبر كارول زخور (29 سنة) والتي تعيش في سوريا، وتعمل كمترجمة لبرامج تلفزيونية، أن التعايش السلمي في المجتمع السوري المتنوّع قبل الحرب، كان تعايشاً واضحاً، حيث تقول: 

كنا نتعامل مع بعضنا البعض على أساس أننا سوريين، سوف أتحدث عن منطقتي، هنا في صافيتا، طيلة عمرنا، سواء كنا في مكان العمل أو كطلاب في المدارس والجامعات، لم نكن ننظر في المحافظة التي نعيش فيها، إلى تنوعنا أو التعدد كأنه شيء سلبي، بل على العكس كان شيئاً يغنينا كأشخاص. وبما أننا شعب متنوع ومتعدد بالأفكار والآراء والمعتقدات والأديان، كنا نتقبل دائما هذا الشيء ونعيش مع بعضنا البعض بسلام وعندما تأتي أيام الأعياد، سواء عيد الميلاد أو عيد الفصح أو عيد الفطر، كنا نحتفل معاً فيها كشعب واحد، وكان أصدقائي الذين هم من غير دين، يرافقوني إلى الكنيسة، وإذا كان أحدهم يسألني عن موضوع الدين، فمن باب الفضول والمعرفة وأن يتثقف أكثر، كنا دائماً نتشارك الطقوس معاً. 

وعن تعريف السلام، حسب ما تراه كارول، تقول: 

السلام برأيي هو أن نعيش كأشخاص، كبشر، مع بعضنا البعض، بتفاهم وتآخي وهذا الشيء يتحقق عندما نتقبّل اختلاف الآخر، وألا نشعر بالاستفزاز حين نرى شخصاً مختلفاً عنا، سواء كان هذا الاختلاف بالأراء والمعتقدات والأفكار، وألا نشعر بالانزعاج و أن لا نبدي أي ردة فعل مثل إبداء رأي أو تصرف، يؤثر على حرية هذا الشخص بالتفكير أو التعبير عن نفسه بالطريقة التي تجعله مرتاحاً، ويجب أن ندرك أن هذا الاختلاف يجعلنا مميزي كأناس وأن نتجانس رغم اختلافنا، حينها نستطيع أن نحقق السلام وهذا بنظري هو السلام الحقيقي. 

وتشير كارول عن رؤيتها في بناء السلام لسوريا، قائلة: 

نحن كشعب عاش حرباً لمدة 11 سنة، وكل فرد سوري منا، كوّن وجهة نظر مختلفة حسب ما عايش من ظروف هذه الحرب، ومن أجل أن نبني سلاماً حقيقياً في سوريا، يجب علينا أن ننظر إلى أطياف الشعب المختلفة جميعاً، وأن نأخذ وجهات نظرهم بعين الاعتبار، والحلول التي يجدونها مناسبة بناء على الأشياء التي عاشوها، لا أن نأخذ الحلول من جانب واحد، يجب علينا أن نستمع لبعضنا البعض كأفراد وعلينا إدراك أننا أثناء إعطاء هذه الآراء، لدينا منطق وغاية واحدة هي أن نعيش بسلام بين بعضنا البعض، وحين نتفق على تلك الغاية ونتحاور معاً رغم اختلافنا ونستطيع أن نجد النقاط المختلفة التي يمكن أن تجمعنا كلنا كسوريين غايتهم السلام، حينها فقط نستطيع تحقيق السلام في سوريا. 

وفيما يخص دور المرأة السورية قبل الحرب، تقول كارول: 

عام 2011 كان بداية دخول التكنولوجيا بشكل كبير إلى سوريا، وكان القسم الأكبر من النساء في ذلك الوقت، يقمن بدور الرعاية الأسرية والاهتمام بالأطفال، أي كان دور المرأة عندنا دوراً تقليدياً، خاصة في ما قبل، أثناء تلك الفترة، وعندما تسأل أحد الأصدقاء ماذا تعمل والدتك، فدائماً تسمع الجواب الأكثر وروداً وهو يقول لك: ربّة منزل! وكنا مثلاً نسمع أيضاً أن والدة أحدهم تعمل معلمة أو عاملة..إلخ، ولكن عندما نسمع عن مشاركة المرأة سواء كانت بالحياة الاجتماعية والجمعيات والمنظمات نجد أن مشاركتها كانت قليلة جداً، مشاركة شكلية. 

واليوم ترى كارول أن دور المرأة السورية في الوقت الراهن راح يتسع أكثر بسبب التسارع في المعرفة والتكنولوجيا: 

بدأنا نعرف عن العالم أكثر، بالاضافة إلى وجود الحرب وبهذه الفترة نقص عدد الرجال، سواء بسبب الموت والهجرة والنزوح كما أصبح لدى الكثير ممن هم في الداخل حالات إعاقة، وهذه الأشياء جعلت دور المرأة خلال سنين الحرب، إضافة إلى قيامها بأدوار الرعاية المنزلية، دوراً كبيراً، أصبحت أيضاً معيلة وكذلك ازدادت نسبتها في القوة العاملة، وحتى أن هناك إحصائية تقول أن نسبة دور المرأة العاملة في سوريا ازداد بأربع أضعاف الرجال في القوى العاملة، وهذا الشيء ساهم بتغيير دور المرأة اليوم عن دورها قبل عشرة سنوات، لقد تحولت من امرأة تقليدية تهتم بأسرتها إلى امرأة دخلت سوق العمل بشكل أكبر وأصبح لها دورها ورأيها وتشارك بعدد كبير من المنظمات والجمعيات وبالتالي يمكننا القول أن المرأة رغم ظروف الحرب وما تعانيه، استطاعت أن تثبت نفسها وبغياب دور الرجل أثبت أنها تستطيع أن تتولى مهمات كان الرجال يقومون بها وتثبت نفسها ومع ذلك تهتم بأسرتها ولا تقصر اتجاههم.