نشأت كبرياء الساعور في مدينة يبرود بريف دمشق، وهي مدينة تشتهر بأن نسبة كبيرة من أبنائها مغتربون، كما تُعرف بجمال طبيعتها واللهجة المحلية الخاصة لسكانها.
درست كبرياء علم الاجتماع في جامعة دمشق في الفترة التي كانت فيها الجامعة منبراً للنقاشات السياسية وللتنوع ما بين التيارات كما تقول، "كان في الجامعة عقول مهمة ومؤثرة، ذلك قبل أن يأتي حزب البعث ويفرض سطوته عليها ويفرغها من محتويات الفكر والبحث العلمي من خلال إقصاء أصحاب الفكر ماعدا قلة قليلة، ورغم كل ذلك، كان ثمة حراك في الجامعة وخاصة نشاط التيارات اليسارية الذي كان يواجه بالعنف من قبل السلطة بحجة الإخوان المسلمين والتصدي للإرهاب في فترة الثمانينيات، الى أن تحولت سوريا كلها كما قال رياض الترك الى مدينة للقبور".
عملت كبرياء بعد التخرج في قسم البحوث والمناهج بوزارة التربية، في الوقت الذي كان فيه غسان الحلبي وزيراً للتربية والذي كان معروفاً بكونه رجل أمن كسائر الوزراء الذين تعينهم المخابرات كما تقول، "كانت الأبحاث تقام ثم تركن في الأدراج أو في مكتبة التوثيق التربوي لطلاب الدراسات العليا دون الاستفادة من التوصيات أو تنفيذ أي شيء يرد فيها، رغم أهمية الأبحاث التي تعتبر أساساً لكل عملية تربوية هدفها توجيه صانعي القرار".
وتتابع القول، "كانت المشكلة تكمن في النظام التعليمي المرتبط بالنظام السياسي الاستبدادي، ما منَحَه نفس الطابع، فالتعيين لم يكن يتم على أساس الكفاءات بل على أساس الانتماء الحزبي، كما أن النظام التعليمي بشكل عام كان قائماً على التلقين، حيث تتلقى منظمة طلائع البعث الطفل منذ دخوله الى المدرسة لتتم برمجته ولتجد الشعب بأكمله يردد نفس العبارات والجمل الإنشائية التي يستخدمها الحزب، في محاولة لإفراغ الفكر وتأسيس الجهل وترسيخ الاستبداد".
بعد انطلاق مسيرة تطوير المناهج لنقل التعليم من التلقين إلى التفكير الناقد و بناء مهارات البحث العلمي والتي تبنّاها الوزير الدكتور علي سعد، قامت وزارة التربية بتأليف مناهج مدرسية جديدة، وشاركت كبرياء في تلك المهمة، ولكن تم تفريغ أغلب المناهج من مضمونها لعدم وجود بيئة عملية صالحة لتطبيقها، والسبب الرئيسي في ذلك هو ضعف الإنفاق على الطلاب.
تقول كبرياء، "افتقرت وزارة التربية للمهارات والأدوات والمعارف، وسيطر الإحباط على المعلمين نتيجة تدني الدخل، ما أدى الى تراجع دور التعليم، كما أدى التمييز في الإنفاق على المدارس الحكومية الى خلق هوّة كبيرة ما بين الريف والمدينة والأحياء الفقيرة والغنية في نفس المحافظة".
ترى الساعور أن النظام التعليمي بدأ بالتدهور التدريجي منذ ثمانينيات القرن الماضي، حينها كانت الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية متاحة للجميع وبالتالي فإمكانية العمل في القطاع الخاص ووظائف الدولة كانت أكبر، بينما في التسعينيات وما بعدها (في فترة عودة الاقتصاد الرأسمالي إلى البلد) لم يعد سوق العمل متاحاً إلا لأبناء الأغنياء ممن استطاع أهاليهم تدريسهم في المدارس الخاصة، ليكتسبوا مهارات إضافية مثل تقنيات الحاسوب واللغات، حتى عاد التعلم والعمل حكراً على أبناء الأغنياء.
اعتمدت كبرياء في أبحاثها على الاستبيانات وبذلك احتكت بأطراف العملية التعليمية كافة من طلاب ومدرسين وأهالي، إلا أن تجربتها الأهم كانت في العمل مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات النسوية التي نشطت بعد عام 2000 نتيجة الضغط من الأمم المتحدة لإشراك المدنيين في وضع خطط التنمية وإصدار التقارير الدورية والمشاريع، فقامت الحكومة بمنح التراخيص لمثل تلك الجمعيات كواجهة وغطاء لها، وأغلب من نشط فيها هم الذين مُنعوا سابقاً من التداول بالشأن العام وكان لديهم أمل بالتغيير.