لجين السمان

تخبرنا لجين السمان (28 سنة) المقيمة في المملكة المتحدة، والتي تعمل في مجال الإعلام، عن رؤيتها للمجتمع السوري قبل الحرب قائلة: 

قبل الحرب، كنا نرى الكثير من مظاهر التعايش السلمي بين الطوائف، كان لدينا أصدقاء من ديانات مختلفة، مسيحية وإسلام، علويون ودروز..إلخ، كانوا يعيشون ويجتمعون معاً، ولكن بعد الحرب والأزمة أصبح هناك شرخ بالنسبة لهذا الموضوع، وأصبحت الطوائف تتشاجر كثيراً على أبسط التفاصيل وحتى على منحى اجتماعي مثل الأحاديث السياسية. بالنسبة لي كان التعايش السلمي في سوريا، ظاهراً أنه سلمي نوعاً ما، ولكن في الواقع أو في العمق، لم يكن هناك تعايش سلمي، كان هناك الكثير من المعتقلين في السجون بسبب آرائهم السياسية واختلافهم الفكري أو الطائفي، وقبل الحرب كان قد غاب عن نظرنا هذا الشيء، لقد كان تعايشاً مزيفاً!

فيما تعرف لجين السلام حسب اعتقادها على أنه توافق بين ثلاثة عناصر هي: السلطة والشعب والقانون، فإذا كان القانون خاطئاً أو فاسداً، يجب أن يكون هناك سلطة تردعه، وهذه السلطة يجب أن تكون نابعة من إرادة الشعب. 

أمّا رؤية لجين لبناء السلام لسوريا، فهي تظن أنه يجب أن يكون: 

قائماً على إصلاح القوانين الفاسدة، لأن القوانين التي في سوريا حالياً قديمة وهشة، وبحاجة تجديد، وكذلك إصلاح الدستور وهذا ما أعتقد أنه من الأشياء المهمة إذا كنا نريد أن نبني سلاماً، ومعاقبة الفاسدين والمجرمين والتعايش بين الأديان المختلفة والألوان المختلفة، والأعراق المختلفة، وكل ذلك أنا أراه سلاماً. 

كما ترى لجين أن دورة المرأة السورية قبل الحرب، كان دوراً محدوداً، تقول: 

أذكر جيداً كيف كانت تحاول المرأة أن تتقدم، بينما في الحقيقة هي كانت تابعة للسلطة السياسية أو الاجتماعية، كانت تحت حكم اشتراكي، حسب ما تزعم سوريا أنها تحت هكذا حكم، أي كانت تعمل وتكدح إلى جانب الرجل تحت هذه السلطة الاشتراكية وفي ذات الوقت قد تكون ربّة منزل وتابعة لسلطة ذكورية من زوجها أو من أهلها.

وأخيراً، تعتقد لجين السمان أن دور المرأة بعد الحرب يقوم أساساً على التحرر من القيود الذكورية، و القيود السلطوية، وأن تكون في حالة مساواة مع الرجل ومساندة له، كما أنه من المهم للغاية أن تشارك المرأة بالقرارات السياسية، وألا تتهمش، سواء كانت في الداخل أو في الخارج.