مادلين اوكيان

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تحدثنا السيدة مادلين اوكيان (28 عاماً) وهي من سوريا، عن أبرز معالم هويتها السورية، قائلة: 

أنا من حلب، أنتمي إلى عائلة أرمنية. هناك مجموعة من المشاعر المختلطة التي أحملها عندما أفكر بهويتي السورية، وعندما أفكر بالهوية بشكل عام لا أستطيع أن أخرج الخوف منها، أشعر أن هذا الشيء جزء أساسي من هويتنا، أشعر في سوريا أن الخوف يجمعنا! وبنفس الوقت لدي ذلك الشعور بالضياع، لأنه لا يوجد هناك هوية واضحة لما يعني سوري؟ لم أجرب أن أخرج من مجموعة الناس الذي أعرفهم، فذلك الشيء يجعلك مع الوقت تشعر كما لو أنك قصرت نوعاً ما في هذه المعرفة! هناك أيضاً تقصير من مجتمعك، من محيطك، من الدولة، من الطوائف الموجودة، بالمحصلة، الجميع يستفيد من هذه الحالة، فعندما تخرج من هذه المرحلة، بألا تلوم نفسك، وتعلم من سوف تلوم، نوعاً ما أصبح مرتاحة مع الهوية التي أحاول أن اكتشفها الآن. 

أمّا بخصوص أثر الصراع على هويتها السورية، تقول السيدة مادلين: 

تركت السنوات العشر الأخيرة، أثراً كبيراً في نظرتي لهويتي، تغيرت أنا على المستوى الشخصي، لأني بين كل فترة وأخرى، أقيّم الموضوع، وتتغير الهوية. في الفترة الأولى ربما لأني كنت قد خرجت حديثاً من المدرسة بعمر 19 عاماً، كنت فعلياً قد خرجت من قوقعة، ومع أول سنتين، لم أهتم، وكنت أشعر أني غريبة عن الموضوع، ريثما بدأت هويتي السورية تتغير، وأنا شعر نوعاً ما بالانتماء، وأفهم أن هويتي الشخصي وكياني، كله تشكل في هذا المكان، وبالتالي لا أستطيع أن أبعد عقلي عن الموضوع، وشيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالرغبة والسؤال: هل أنا أريد الخروج من هنا أمّا لا؟ 

وبعد العام 2011، تشعر أنك أنت الشخص الذي لم يفعل شيئاً، وأنت كنت الشخص المتفرج على أحد ما يقتل، كان يعيش قرب بيتك في حي مجاور. وهكذا تتزعزع لديك الكثير من المفاهيم، وتسأل عن القضية التي كنت مؤمن بها، هل حقاً كنت مؤمنة بها أم كنت أردد فقط؟ لا أريد الوقوع في مطب التنميط. 

ولو كانت نتائج الصراع مختلف فيما بعد، هل سوف يؤثر ذلك على هويتها؟ تجيب السيدة مادلين: 

بالمحصلة لو لم يكن موجود ذاك التعلق في هويتنا السورية في آخر عشرة سنوات، لن تكن موجودة تلك الهوية  بهذه الطريقة، ومؤخراً من الممكن أن تظهر لك هويتك الأرمنية عندما يحدث شيء في أرمينية، أي تغير يحدث سواء كان سياسياً أو اجتماعياً  في العشر سنوات الأخيرة وبسبب وجودها وارتباطنا بهويتنا السورية، أصبحت أولوية، وبتنا نفكر في كيفية اعترافنا بهذه الهوية وما هو شكل اعترافنا بها. مبدئياً إذا حدث أي تغير من الممكن أن يؤثر هذا التغير على أفكاري، وعلى أسئلة التي سوف أطرحها على نفسي وبناء على ذلك أعود لأشكل هويتي. بالنسبة لي هويتي، نوعاً ما، هي موضوع مفتوح للنقاش.

بينما تعتبر السيدة مادلين أن الهجرة جعلتها تشعر بسوريتها أكثر، وتصف ذلك قائلة: 

أن تحس بغيرك وتقول أنا جزء من هذا النسيج، وإذا كنت سوف أنتمي إلى هذا المكان، سوف أكون منتمية لهؤلاء الناس. الهجرة بشكل عام جعلتنا نشعر بهذا الذنب وأيضا جعلتني أشعر بالامتيازات التي لدي، عندما كنت أقول أنه لدي ذلك الشعور كضيفة، فكانت واضحة للغاية أن المناطق ذات الأغلبية الأرمنية لم تعاني من شيء، فأنا لدي هذه الامتيازات لمجرد أنه لا يتم التعامل معي كمواطنة كما غيري، ولكن مجتمعك الذي من حولك، طالما هم مستفيدون، فهم لن يتكلموا، وهنا تعود الهوية إلى الانقسام عندك.

وإذا كان هناك طقوس وعادات وتقاليد تشعر السيدة مادلين أنها تمثل جزءاً من هويتها، تجيب:

لا أشعر بوجود الطقوس، من مبدأ ربما لأنها لا تعنيني، دعني أقول الطقوس الدينية بشكل عام، وللأسف فإن أغلبية الاحتفالات والتي لنا الحرية في ممارستها، هي متعلقة بالطقوس الدينية بشكل خاص، فعندما تكون شخص لا ديني تشعر أنه غير معترف بك أو ليس لديك وجود، ومن المؤكد أن هناك طقوس تمارسها بحكم أنك جزء من العائلة وجزء من المجتمع.

وأخيراً تصف السيدة مادلين اوكيان، هويتها بثلاث كلمات، إذ تقول:

إنسانة لا دينية، وهويتي غير مكتملة.