محمد جيجك

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سويسرا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يحدثنا السيد محمد جيجك، وهو سوري يقيم في سويسرا، عن المؤثرات على هويته السورية فيقول:

بكل بساطة لا أعرف عن ماذا تسألني؟ أقف كثيراً أمام المرآة لكن ولا مرة حدث أن سألت نفسي: ما هي هويتي بالضبط؟ لم أفكر بذلك، لكن أستطيع الآن أن أفكر بهذا الموضوع، أنا ذكر ولدت في سوريا من أبوين كرديين، أما هويتي الثقافية فأنا لا ديني ولا قومي، ولست كائن ساذج منخرط في لعبة الحضور الاجتماعي، ببساطة هذه هويتي.

ويضيف الأستاذ محمد:

أما هويتي السورية فهي مثل هوية أي مواطن سوري، هوية مشوهة مضطربة، لا معالم لها لا عناصر محددة لها كما المجتمع السوري بأكمله، الهوية السورية لا هي إسلامية ولا هي قومية ولا هي اشتراكية ولا هي علمانية، هي مزيج من كل هذه العناصر، تنتج كائن مشوه مثلي. ولدت في بيئة مسلمة لكن أبي كان ملحداً، بدأت أبني نفسي من خلال الجدل والمعطيات المحيطة بي، فأنا بنيت هويتي بنفسي نتيجة لهذا.

ثم ينتقل الأستاذ محمد للحديث عن الصراع في سوريا وأثره على هويته كسوري فيقول:

بالنسبة لهويتي الشخصية لم تتأثر كثيراً بهذا الصراع حيث كان لدي ثوابت أقتنع بها، رغم أني كردي لم أتأثر بالخطاب القومي الكردي، ولا بالخطاب القومي العربي المرفوض سلفاً من قبلي، لكن أنا في الجانب الوطني كنت متحمساً لأكون جزءاً من الثورة السورية، لكن للأسف سرعان ما اكتشفت أن الوطنية غائبة، فأنا كنت أطمح إلى سوريا وطنية تحقق شروط لبناء وتشكل هوية نقية، لكن هذه الشروط لم تكن متوفرة لدى كل المتصارعين داخل سوريا، فسرعان ما تراجعت، لم أتراجع عن الطموح في إسقاط هذا النظام الفاسد الذي ساهم في تجذير هذه الهوية المضطربة المشوهة للمواطن السوري، فحتى الآن أنا من أنصار اسقاط هذا النظام، لكني يائس من وجود البديل الوطني.

ثم يتحدث الأستاذ محمد عن أثر الهجرة على هويته فيقول:

لا بد من التأثير فهناك تباين بين الثقافة الغربية وثقافتنا، أنا شخصياً تفاجأت وحدثت لي صدمة عندما وصلت سويسرا، لما سجلت نفسي في بلدية القرية في أول يوم من وجودي فيها، سألوني: ما هي ديانتك؟ فقلت لهم: أنا لا ديني، قال: لا، أنت إما مسلم أو مسيحي وسنسجل أنك مسلم، ربما يكون هذا تصرف شخصي بسبب وجود نظرة مسبقة حول الشرقي. وبالنتيجة لم تؤثر الهجرة على هويتي فأنا أؤمن بالقيم العليا للإنسان، وهذه القيم لا تعرف المكان ولا الزمان ولا تعرف أي جغرافيا.

 أما عن أثر الطقوس والتقاليد على هويته كسوري فيقول السيد محمد:

المناسبات الدينية لم أكن أحتفل بها مطلقاً، حتى على جنازة أبي لم أصل، وهذه قناعتي الشخصية، أنا شيء لا أؤمن به لا أمارسه، لا أمارس نفاق اجتماعي، أنا لم تؤثر عليّ العلاقات الاجتماعية، فقد كانت علاقاتي ضعيفة جداً ومقتصرة على أصدقائي، والطقوس أنا كنت أتجاوزها كلها وما كانت تعني لي شيء، ما كان يعني لي الكثير هي العلاقة مع صديق أنا متوافق معه مزاجياً ونفسياً، وتوجد لغة تواصل بيننا، لم أتأثر بموضوع العلاقات والتقاليد والاحتفالات، احتفال عيد النيروز مثلاً هو احتفال عام، وفي سويسرا نفس الشي توجد كرنفالات مثل عيد النيروز بالضبط، ولكن لا أشارك بها وإذا شاركت فأكون متفرج، ولا أعتقد بوجود تأثير لهذه الأمور حتى في علاقتي مع أسرتي.

ويضيف الأستاذ محمد عن أثر العادات والتقاليد قائلاً:

كما لا يوجد أي طقس مارسته يذكرني بسوريا، أو أنه مثلاً يشكل امتداد لهويتي السورية أو يعبر عن هويتي السورية، فالنشاطات الاجتماعية التي كنت أمارسها في سوريا لم تتغير في سويسرا ولم تتأثر، ولا يعني هذا أنه كان لدي نمط سوري أو حياة سورية وحافظت عليها في سويسرا، لا فأنا كان لي ترتيب خاص بي وبعائلتي.

وأخبراً يصف الأستاذ محمد هويته باختصار فيقول:

 إذا كانت الهوية هي الماضي فأنا بلا هوية، أنا ابن الحاضر الراهن، هويتي هي ما أفكر به الآن بدون أي أحكام مسبقة.