محمد خضر

احد مقابلات حزمة: التعايش السلمي في المهجر,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: برلين, ألمانيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يبلغ محمد خضر 32 عاماً من العمر وهو أب لثلاثة أطفال، ولد طفله الأول البالغ من العمر خمسة سنوات في سوريا حيث عاش أبوه حتى العام 2014، وعندما شعر محمد أن حياته باتت في خطر بسبب نشاطه وعمله كمدير لمنظمة غير حكومية، هي "صوت وصورة" التي تبلّغ عن الفظائع التي تحدث في سوريا، وبشكل أكثر تحديداً تلك التي تحدث في مسقط رأسه دير الزور، انتقلت عائلته بأسرها إلى تركيا حيث مكثوا هناك حتى العام 2016. 

تقرّر إرساله وزوجته وأطفالهم الثلاثة إلى مقاطعة بافاريا الألمانية الجنوبية، وهي موطن عدد كبير من  المهاجرين الأتراك. يقول محمد: "لقد كانوا هنا لعقود من الزمن، لكنني أردت أن أتعلم اللغة الألمانية وأن اندمج في المجتمع الألماني لذا لم أتواصل معهم كثيرًا كما فعلت مع الألمان". مع ذلك لا يشعر محمد أنه اندمج اجتماعياً ذاكراً أسباب رئيسية في ذلك، مثل: صعوبة اللغة الألمانية، كذلك الصعوبة الناتجة عن عدم القدرة على العثور على عمل . ويضيف: "ربما كان من الأسهل لو أنه تمّ وضعنا في برلين، حيث يوجد عدد أكبر من العرب، وحيث قد تساعدني لغتي الإنكليزية في العثور على عمل". 

يقول محمد أنّ الألمان يفضلون العزلة وبأنهم لا يرحبون بالآخر كما يحدث في المجتمعات العربية. ويشرح قائلاً أنه "خلال العيد توجّهت إلى جيراني في الشارع - المنازل والشركات- وأهديتهم الحلوى في محاولة للانخراط بهم، لكن لم أحصل على أيّة ردود فعل إيجابية من قبل الألمان أو الروس أو المجريين، لكن الأفارقة كانوا يرحبون بي وباتوا يبتسمون الآن لي ولأطفالي عندما يمرون بنا"، ويضيف محمد قائلاً: أنه لا يستطيع أن يكمل وحده في محاولة التواصل مع الآخرين، فذلك يجب أن يكون جهدا من الجانبين. يضيف إبن دير الزور: إن العديد من ملّاكي المنازل في بافاريا يرفضون أن يقوم لاجئون باستئجار شققهم. هذا يعني أن أولئك الذين ينتهي بهم الأمر بأن يكونوا مستأجرين يفعلون ذلك حصرياً عند مالكين من غير الألمان، مما يجعل من الصعب على المهاجرين الالتقاء والتفاعل مع السكان المحليين. 

يعيش إخوة محمد العازبون في نفس المبنى الذي يعيش فيه، وهم أيضاً يشعرون بالعزلة والوحدة. "لقد وجدنا جميعاً تعلم اللغة الألمانية صعباً، تجاوزت المستوى الثاني ولكن لم أستطع الإكمال أكثر من ذلك. إنهم يعلموننا لغة الكتب بينما اللغة التي نحتاجها حقًا هي لغة التخاطب".

يودّ محمد أن يعمل كصحفي  كما فعل خلال السنوات الأولى للثورة في سوريا وأثناء وجوده في تركيا، ويوضّح قائلاً: "كان هناك الكثير من الصحفيين الأجانب في حاجة إلى مسهّلين وكتاب سوريين، وبما أنني أتحدث الإنجليزية  فقد تمكنت من التواصل والعمل معهم، لكنني لم أجد هنا أية فرص على الرغم من أنني عرضت أن أعمل من دون أجر". 

لقد قلّصت بيروقراطية الحكومة من معنويات محمد، فقد كان ينتظر تجديد إقامته  منذ أشهر، لكن من دون وجود أوراق إقامة كاملة فهو لا يستطيع العمل أو السفر في جميع أنحاء ألمانيا أو في الخارج. رغم ذلك فهو يشعر بالأمان في ألمانيا، يقول أنّه "بغض النظر عن المناخ السياسي هناك سيادة للقانون هنا وحقوقي لا يمكن أن تنتزع مني".

ومع تحسن الوضع الأمني في تركيا فإنه يفكر في إعادة العائلة إلى هناك نظراً للصعوبة التي يواجهها في تعلم اللغة الألمانية والبحث عن عمل. لهذا السبب لم يسجّل ابنته الكبرى في المدرسة، ويوضح: "من الأفضل لها أن تحافظ على لغتها العربية أكثر من جعلها تتعلم الألمانية".