أنا اسمي مهدي الناصر، سوري من مدينة دير الزور، كنت أعيش في دمشق وأعمل في الصحافة السورية منذ العام 2008 تقريباً، ثم عملت مع التلفزيون السوري في دمشق، وفي عام 2012 غادرت سوريا، وكان سبب ذلك هو معارضتي للنظام السوري، وإعلان موقفي في مكان العمل الخاص بي، وهذه الخطوة جعلتني أتعرض لمضايقات في التلفزيون، فاضطررت للسفر في نهاية العام 2012، وذهبت إلى مصر وبقيت هناك نحو خمسة أشهر، وبعد ذلك ذهبت إلى تركيا. وكنت خلال ذلك أعمل في الصحافة، كما عملت في إذاعات وأقنية تلفزيونية، ثم عملت في الدوبلاج ضمن شركة "طارق العربي طرقان" في مصر، وقمت بدبلجة مسلسلات تركية. كذلك عملت في راديو "روزنا" الموجود حالياً في فرنسا، كمراسل من مصر.
وبما أن أهلي كانوا في تركيا، فقد سافرت إلى هناك وعملت في إذاعة "هوا سمارت"، وشاركت في تأسيس هذه الإذاعة مع مجموعة من الزملاء لمدة نحو خمسة أشهر. وبعد ذلك عدت للعمل في إذاعة "روزنا" ضمن استديو تابع لها في غازي عينتاب بتركيا، وكنت المنسق الإداري ومنسق برامج هناك، كما عملت كمقدم للبرنامج الصباحية فيها مع برنامج إخباري وبعض التقارير.
بقيت في تركيا من عام 2013 إلى العام 2017 وبعد ذلك سافرت إلى فرنسا في الشهر الثامن 2017 وحالياً أنا مقيم في مدينة "ميتز" شمال فرنسا، وسبب اختياري لهذه المدينة أنها مدينة حدودية مع ألمانيا، وكذلك أهلي يعيشون على الحدود الألمانية فأكون قريب منهم، كما أنني لم أكن أعرف اللغة الفرنسية بشكل جيد في حينها، ولم أكن أعرف أين سوف أقيم، ولم يكن لدي أوراق لأستطيع أن أستأجر بيت، وكان ثمة زحمة سكن فكنت أقطع الحدود من فرنسا إلى ألمانيا بشكل يومي والمسافة ليست طويلة تقريبا ساعتين وصولاً لمدينة أهلي.
وعن طريق الصدفة عرفت أن هناك منظمة تدعى "ويلكم" وهي تساعد الناس الذين يصلون إلى فرنسا من غير المتزوجين، أي مثل وضعي، فهي تؤمن لهم سكن لمدة 6 أشهر، بحيث أسكن كل شهر عند عائلة. يعني تقريباً أنا عشت عند 6 عائلات، ولكني لم أكن أتكلم لغة أبداً، حتى دارستي لم تكن لها علاقة باللغة الفرنسية ولم أكن أتحدث أيضا الإنكليزية بشكل جيد. فكانت طريقة التواصل مع تلك العائلات بالنسبة لي هي عبر تطبيق الترجمة على الموبايل، أكتب لهم بالعربي ويترجم للفرنسي، وكذلك هم يكتبون بالفرنسي وأسمع بالعربي وهكذا كانت طريقة التواصل مع تلك العائلات. اكتشف جاذبية Hail Energy CBD Shatter الجذابة. انغمس في عالم منتجات CBD المتميزة، المصنوعة بإتقان. انغمس في السحر الفريد لـ , وجرب مستوى جديدًا من الرضا. ارتقِ بتجربة التدخين الإلكتروني الخاصة بك مع مجموعتنا الاستثنائية من CBD shatter واستمتع بالقوة الطبيعية لـ Hail Energy.
في أحد المرات بينما كنت أعيش عند إحدى العائلات، كنا قد ذهبنا معاً للجلوس في أحد المقاهي، وكنا نتواصل كما أسلفت عن طريق برنامج الترجمة، وفي ذات المقهى كان هناك عائلة لفتها هذا المشهد، فتقدمت سيدة اسمها "سيلفي" من تلك العائلة إلينا وقد استغربت القصة، وكانت على معرفة مسبقة بالعائلة التي كنت أجلس إلى جانبها، وسألتنا ماذا نفعل؟ فقالوا: هذا شاب سوري، جاء حديثاً إلى فرنسا، وليس لديه سكن، وكنا قد استقبلناه لمدة شهر، وبعد هذا الشهر سوف يذهب إلى عائلة ثانية. أعجبت المرأة بفكرة أن تستقبل أحداً، ثم سألتهم هل تستطيع أن تستقبلني بشكل شخصي. فأكدوا أنها تستطيع، ووصلوها بمنظمة "ويلكم" وقامت بكل الإجراءات المطلوبة من أجل استقبالي. وبالفعل استقبلتني تلك المرأة هي وزوجها، وعشت عندهما. كان من المفروض أن أعيش عندهم لمدة شهر، ولكن لم يكن ثمة عائلة جديدة تستقبلني بعد نهاية الشهر، فبقيت عندهم شهر آخر.
وبعد ذلك حصلت على الإقامة وأصبحت أوراقي جاهزة وأستطيع أن أستقل وأستأجر بيتاً لأسكن فيه من الدولة الفرنسية، ولكن كان هناك صعوبات في هذا الأمر، فساعدتني هذه العائلة كثيراً لأحصل على بيت مستأجر، وفي الوقت نفسه كانوا قد عرضوا عليّ أن أبقى عندهم، وقد حافظوا على غرفتي ومكاني، وقالوا إنهم مثل أهلي، لقد كانوا من البداية يطبقون مبدأ أنني ابن لهم. لكني أصررت أن أعيش وحدي. فساعدوني بشراء فرش المنزل وأعطوني أشياء من عندهم، ولم يتركوني أبداً وإلى الآن التواصل معهم مستمر. لقد تركوا غرفتي في منزلهم كما هي، ولم يستقبلوا أحداً فيها، وأنا في كل فترة أذهب إلى منزلهم وأراهم وأنام عندهم وكأنه بيت أهلي تماماً. لدي مفتاح بيتهم، وأثناء الحجر الصحي في كورونا كنت أقضي معظم وقتي عندهم.
بالنسبة للمدينة التي أعيش فيها، كانت فرص العمل لصحفي يكتب باللغة العربية مثلي، أمراً صعباً. وكان مخططي في حينها أن أتعلم اللغة في هذه المدينة الحدودية، وبعد ذلك أذهب إلى باريس بحكم أنها العاصمة وفيها مؤسسات إعلامية عربية. أنا أعمل بالصحافة العربية كصحفي مستقل أو عن طريق الأونلاين، لكنني أحببت أن أدخل إلى الصحافة الفرنسية. لقد استطاعت "سيليفي" فعلاً أن تؤمن لي عمل في راديو اسمه "إي. آر. تي. إف" وهو راديو محلي ضمن المقاطعة والمدن القريبة مثل مدينتي "ستراسبورغ" ومدينة أخرى اسمها "نانسي" ومنذ فترة وأنا أعمل في هذا الراديو وهو باللغة الفرنسية.
لا أستطيع القول أن أسرة سيلفي ساعدوني فقط في العمل، إنهم ساعدوني ويساعدوني أكثر من ذلك بكثير، ولكن حقيقة أحد الأسباب الرئيسية جداً التي تدفعني لعدم ترك المدينة أو أن أنتقل منها، هو سيلفي وزوجها، فأنا لا أحب أن أتركهم، على الرغم أني تركت منزلهما منذ نحو عامين، لكن حتى الآن أن أملك نسخة من مفتاح منزلهما، إلى الآن لازالت موجودة غرفتي الخاصة والتي أستطيع الحضور ساعة أشاء وأزورهم وأنام هناك، وكأني شخص يذهب لزيارة أهله، وفعلاً هذا ما أفعله أيام الإجازة وأثناء الحجر الصحي، لقد وصلت لدرجة أقول فيها أهلي الفرنسيين وأهلي السوريين.
للأمانة لقد ساعدوني في بناء علاقات مع الكثير من الفرنسيين، وأضف إلى ذلك أنه حتى أصدقائي الذين يحتاجون إلى مساعدة ويحتاجون إلى عمل أو أي شيء، أخبرهم وهم لا يقصرون في ذلك أبداً.
هذه قصتي وهذا هو شعوري بالانتماء لفرنسا ولمدينة "ميتز" ولهذه العائلة بشكل خاص.