ميريانا الجوابرة

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: ألمانيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تخبرنا الآنسة ميريانا الجوابرة (32 سنة) من ماربورغ في ألمانيا، عن تعريف هويتها السورية قائلة:

أنا سورية أو جئت من بلد اسمها سوريا، لغتي هي العربية، وهذه أشياء قد أضيفت لي في الهوية، وقد شكلت جزءاً من هويتي وأثرت على هويتي، ولكن لو أردت الحديث عن نفسي، أنا من؟ لما كنتُ اخترت ذلك! أنا مسيحية، أرثوذوكس. ولدت وتربيت في العاصمة دمشق، أصولي ليست من دمشق، نحن أصولنا حوارنة، وهنا أقصد أصول أهلي، ورغم أنها كذلك، فأنا لا أعرف تلك المناطق، إنما تربيّت في العاصمة دمشق وكبرت فيها.

وتؤكد ميريانا أن أثر الصراع في سوريا على هويتها، ليس شيئاً تتذكره، إنما "يعيش فينا" بحسب قولها، وتضيف:

قبل البدايات، قبل أن تبدأ الثورة ثم تُقلب حرباً. أنا من الأشخاص الذين يحلقون بعيداً في الحياة، واكتشفت أن دمشق حيث كنت أعيش، لم تستوعبني! مجتمعي لم يستوعبني، العالم من حولي لم يستوعبوني، وكنت دائماً أرى اختلافات البشر أنماطاً متكررة كثيراً، وتصل إلى درجة الملل من الجلوس مع الناس، وتشعر بالملل لأنه لم يتغير شيء، هؤلاء هم أنفسهم كما هم، وعلى سبيل المثال لا يمكن أن تجد أحداً يستطيع تقبّل اختلافك، حتى اختلافك بالرأي. كان لدي الكثير من الاختلاف بالآراء، والناس تنظر إليّ وتنصدم! ذلك ما دفعني لأجد مجموعة من الأشخاص هم قرّاء سوريين، قبل أن تبدأ الثورة، أصبحنا نقرأ معاً كتباً كانت ممنوعة من دخول سوريا، نطالعها معاً، وحين بدأت الثورة، تشتت الناس ولم أعد أجتمع مع أحد منهم، لم نعد نجلس معاً للقراءة ونجتمع، وبالتالي أصبح كل واحد منا في طريق وأصبحت الوحدة أكبر في الحرب، وأنت كشخص لم تكن قد وجدت أناساً يفهمونك قبل الحرب، فما بالك بعد الحرب!

أمّا عن أثر الهجرة على هوية ميريانا، تتذكر قائلة:

عندما وصلت إلى ألمانيا، كان أول موقف تعرضت له حين أعطوني ورقة وكان يجب علي أن أكتب فيها بياناتي، وبدأت أقرأ: الاسم، الجنسية، وعندما وصلت لسؤال القومية، كتبتُ: عربيّة، ثم حدثت مشكلة تدخل فيها الجيش الألماني وهي نتيجة أني كتبت عربية! وهذا لا يجوز، رغم أني كشخص ناطقة باللغة العربية ولدت في منطقة تنطق باللغة العربية، ولكن أنا لست عربية، أنا كشخص أرثوذوكس، إذاً لو سقطت الجمهورية وسقطت العربية، ما الذي يبقى، سورية؟ وهنا أنظر ماذا بقي من هويتي؟ عندما أريد أن أعرف عن نفسي، بماذا يا ترى أعرّف عنّي، بإسمي؟ لو أردت أن أقول للألماني أنا خانتي كذا، فما هي الخانة؟ ماذا يعني رقم الهوية؟ كيف سيكون على المجتمع الألماني أن يتقبلني ويتقبل تفكيري وأنا نفسي لست متقبلة لذاتي؟ فقررت أنه يجب أن أعمل على نفسي أكثر، وأن تكون هذه هي المرآة التي أقف قبالتها، الصراع، الهجرة تلك كانت المرآة التي جعلتنا كسوريين نقف قبالة حقيقتنا، وأن نعرف بعضنا البعض أكثر، وقبل كل شيء أن نعرف أنفسنا لنستطيع تقبل أنفسنا وتقبل الآخر.

وعن الطقوس والعادات التي تعتقد ميريانا أنها تؤثر على هويتها، تقول:

أعتقد أن الطقوس أشياء نقوم بها بحكم العادة من أجل الشعور بالحنين أكثر لما كنا نعيشه من قبل، بالنسبة لي هي حنين للشخصية التي كانت تعيش فينا من قبل، في سوريا قبل الحرب وقبل الثورة وقبل كل ما حدث. من الطقوس التي أعيشها في ألمانيا هي كأسة المتّة التي أعتبرها طقساً شخصياً في الصباح، فقط! وهذه العادة كانت شيئاً مستغرباً جداً بالنسبة للألمان، ولم يعرفوا كيف يشربون هذا المشروب. أما بالنسبة للعادات والتقاليد، فنحن كمجتمع مسيحي صغير قليلاً ويعيش في هذه المدينة، حاولنا القيام بما يشبه الجمعية لنساعد الناس ونساعد أنفسنا ونحاول أن نلتقي أكثر، في البداية كنت متحمسة للفكرة، ولكن لاحقاً صرت أرفضها أكثر، لأن الأمر يتعلق بأن هؤلاء هم نفسهم الأشخاص الذين كنت أعيش معهم وكانوا موجودين في سوريا وجعلوني أشعر بهذا الاختلاف.

وأخيراً، تصف ميريانا هويتها بثلاث كلمات قائلة:

هويتي هي أخلاقي، لغتي، اختلافي.