غالباً جداً ما لا استطيع لأن مجتمعنا يحمل الكثير والكثير من التابوهات سواء كانت محرمات مرتبطة بالدين أو فلنقل التديّن أو مرتبطة بالعادات والتقاليد والأعراف عندنا وأغلبها مرتبط بالنساء لذلك أجد نفسي غالباً لا استطيع التعبير عن هويتي الحقيقية أو عن أفكاري الحقيقية أو عن ذاتي غالباً أجدني ارتدي قناعاً من نوع ما ليس لأنني لا أستطيع المواجهة بل فقط لأنني أود أن أعيش في سلام غالباً كنت أخوض صراعات كبيرة صراعات كثيرة صراعات يومية بل في كل ساعة أخوض صراعاً معيناً لكن مع الوقت تعلمت أن، أن اتفاوض إجتماعياً عن طريق التعبير عن أشياء والسكوت عن أشياء معينة أن انتهز الفرصة المناسبة لأعبر عن ذاتي فقط هكذا أما إذا أردت أن أكون نفسي الحقيقية فأجدني أخوض حروباً كثيرة على جبهات كثيرة بل هو وسط المقربين مني.
بدأت بتقليص دائرة معارفي واصدقائي لن أقول أصدقاء في الحقيقة و لكن سأقول معارف تخلصت من الأشخاص السامين في حياتي وحاولت أن ابتعد قليلاً أو أن أضع حدوداً مع الأشخاص الذين لا يتوافقون معي فكرياً هذا أول شيء فعلته لأن من المهم جداً أن يكون الأشخاص المقربين منك، من تشاركينهم أسرارك و أفكارك وتوجهاتك أن يكونوا على الأقل متفاهمين معك بنسبة معينة بعد ذلك اتجهت إلى أسلوب التفاوض أو أجل فلنعتبره تفاوضاً أو توافقاً من نوع ما لم أعد اعبر عن كل ما أفكر فيه كما قلت سابقاً كنت انتهز الفرص أو الأوقات المناسبة في بعد الأحيان كنت أحاول أن اخلط، أخلط ارائي بالدعابة أو النكتة وألاحظ اثرها أو أثره على المتلقي وفي بعض الأحيان كنت أحاول أن أحكي على شكل قصص أو في بعض الأحيان كنت اعبر عن رأيي الصراحة لكني كنت كذلك انتهز الوقت المناسب كذلك والأهم من ما ذكرته سابقاً هو انني تسلّحت بالمعرفة، المعرفة الحقيقية لأنني لا يمكن أن أكون في موقع قوة وأن اعبر عن ارائي و أدافع عنها بقوة بدون معرفة حقيقية، معرفة مثبتة نوعاً ما معرفة لا تشوبها شوائب الاديولوجيات والتفسيرات على الأهواء وطبعاً انتمائي إلى جمعيتي اللتي أعمل فيها منذ ١٣ سنة مكنني من أن أكون في سلام نوعاً ما لأن دائرة الأشخاص أو دائرة المعارف أو دائرة التشابكات و الشبكات التي قد التقيها من خلال الجمعية تكون أغلبها تتبنى نفس أفكاري نوعاً ما طبعاً تتفاوت درجات التبني لكن على الأقل هناك أشخاص يتقبلون الاختلاف ولا يهاجمونك ولا يمارسون عليكي العنف من نوع معين.
بما انني اتحدث عن قضايا النساء فإن أول ما يتبادر إلى ذهني هو المحرمات الاجتماعية المتعلقة بالحريات الفردية للنساء مثل الحق في الإيقاف الإرادي للحمل، مثل خرافة البكارة والعذرية، مثل العلاقات الرضائية للراشدين خارج مؤسسة الزواج كذلك الامهات العازبات وابناؤهم الذين لا حقوق لهن أو لهم كذلك. ولماذا أعتقد ذلك؟ حسناً فلنبدأ بمسألة الإجهاض أو فلنقل الإجهاض السري بما أننا لا حقّ للنساء في الايقاف الارادي للحمل مؤخراً طفت على الواجهة قضية مريم فتاة مراهقة طفلة في النقل طفلة تعرضت للاغتصاب نتج عنه حمل ولكن الطفلة لم تكن تعلم ولم يتخذ أي أحد إجراءات وتدابير في البداية لما حملت لجأت إلى الإجهاض السري. فماذا حصل في رأيكن ورأيكم؟ لقد ماتت شهيدة على طاولة الإجهاض السري. لماذا؟ لأنها لجأت إلى سمسار أو فلنقل مجرم أو فلنقل أي شيء دون أن يكون مقدم خدمات صحية لأن ما حصل هو أنها فقدت حياتها على طاولته. لماذا؟ لأن الإجهاض السري، لأن الإجهاض مجرّم عندنا يعاقب عليه بالسجن كل من ارتكبه أو ساعد من ارتكبه كيف سنبني سلاماً و إزدهاراً في البلد والعديد من النساء تذهب أرواحهن سداً بسبب الإجهاض السري كيف سنبني سلاماً وإزدهاراً واغلبهن يتعرضن للعنف داخل أوكار الإجهاض السري قد يتعرضن إلى إغتصاب ثان داخل أوكار الإجهاض السري كذلك هذه المسألة هي مسألة نوعاً ما طبقياً، طبقية فالاشخاص اللواتي أو النساء ا ميسوري الحال نوعاً ما قد تلجأن إلى السفر للخارج ويمكنهن الاستفادة من الخدمات الطبية المقدمة على، أعلى مستوى يجرين اجهاضهن في ظروف صحية وأمنة وإنسانية ويعدن مثل ما نقول في المغربية يعني شفت ولا قلب يوجع هذه نقطة. بالنسبة لمسألة العلاقات الرضائية أو تجريم العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج فلنفترض اننا أو فلنفترض أنه تمّ إعتقال إمرأة ورجل راشدين في مكان حسناً لن أدخل في تفاصيل هل هي حالة تلبّس أم لا ولكن سأتحدث عن التداعيات فلنفترض أن الرجل متجوز الرجل لا يتابع بتهمة الفساد بل يتابع بتهمة الخيانة الزوجية ومسألة الخيانة الزوجية قد تسقط عنه التهم إذا تنازلت الزوجة وهذا ما يحصل غالباً فيخرج الزوج، أو فيخرج الرجل وكأن شيئاً لم يكن بينما من تكون معه تعتقل وقد يحكم على حياتها بالتلاشي بسبب هذه المشكلة. كذلك مسألة الحجاب ومسألة التديّن مسألة النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، محاكم التفتيش التي توجد في عقولنا كلنا، حيث أن لا سلطة لنا على أجسادنا ولا يمكن أن نتصالح مع أجسادنا وأن نرتدي ما نريده أو ما نحبه أو ما نفضله قد تتعرض حياتنا، أجسادنا، أمننا، سلامنا للخطر بسبب لباس معين وهذا ما حصل كثيراً وما يحصل وما سيحصل فقد تعرضت سابقاً فتاة فقط ما أذكر تعرضت فتاة في يوم رمضان للضرب والشتّم أمام أبيها أمام أعين أبيها لأنها فتاة كانت ترتدي تنورة كذلك هناك حالة كانت عرفت ب"بنات الصاية" أي الفتيات اللواتي كانت ترتدين تنانير كذلك والذي تم مهاجمتهن وضربهن وتسجيل تعرضهن للضرب والعنف بالفيديو وتمّ نشره و هناك من كان يتشفى وهناك من وقف مصفقاً للمعتدين عليهم. كيف سنبني سلاماً وإزدهاراً ونحن نعيش هذه الأمور. حقيقية لا من الناحية الدينية ولا من الناحية الاجتماعية ولا من الناحية الحقوقية لا يجب مصادرة حق أي أحد في الاختيار فبالنسبة للدين يقال" دع الخلق للخالق الخالق هو من يحاسب" من ناحية الحقوق والمرجعيات الكونية تقول إن لكل شخص الحق في الاختيار والحق في ممارسة قناعاته لا أعلم صراحة هل، هل ستتحسن الظروف في ما بعد أم لا ولكننا كلنا أمل خصوصةً لأننا في المغرب لدينا ترسانة قانونية وإطار قانوني للحريات والحقوق والمساواة بين النساء والرجال جيدة لا بأس بها، وهناك قوانين تمّ تنزيلها وهناك بعدها قيد الإجراء لذلك نحن نعوّل على المستقبل نعوّل على نضالنا نحن كنساء ونعوّل على الأمل الذي ينم فينا.