ياسين كركيش

احد مقابلات حزمة: المحرمات والمجتمع,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: Morocco
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

أنا ياسين كركيش من مدينة تطوان شمال المغرب عمري واحد وثلاثين سنة من مواليد الواحد والتسعين، أعمل حالياً في مشروع للتعاون الدولي الإسباني في مدينة تطوان يستهدف شباب ونساء في وضعية إقصاء اجتماعي، تكويني الأكاديمي تخرجت من مسلك علم الاجتماع وعندي إجازة أخرى في الصحافة والإعلام، ناشط مدني في مجموعة من المبادرات الشبابية والمدنية في مدينة تطوان وكذلك خريج برنامج للتبادل الثقافي مع مبادرة الشرق الأوسطية الأمريكية بدعم الخارجية الأمريكية.

في الحقيقة  وقت شعرت فيه انني لا استطيع التعبير عن هويتي هو لا يوجد  موضوع محدّد بحكم أن المجتمع الذي أعيش فيه من الناحية الاجتماعية يقبل الشباب أنهم بحكم أنا  شاب وفي مدينة  إجتماعياً أو ثقافياً هي مختلطة وفيها أطياف أخرى وفيها  أناس من أديان أخرى ومن أجناس أخرى، لم أواجه صعوبة في الحقيقة في أن أعبر عن مجموعة من الهويات التي تشكّل  هويتي إلى أنه ربما هناك جانب من التقاليد ، التقاليد التي تحكم المجتمع المغربي بصفة عامة والمجتمع التطواني بصفة خاصة هي التي كانت تعرقل أحياناً بعد الطموحات وبعد المواقف التي كنا نواجهها ونحن  في سن صغير خاصةً في نهاية التسعينات وفي بداية الألفين بشكل خاص ففي الحقيقة ليست هناك عرقلة أو موقف كان يقف أمام تعبيري عن هويتي، هذا ربما يحصل مع مجموعة من الناس اخرين مثلاً النساء مثلاً الشابات لأنهم نساء مثلاً عموماً  بعد الهويات الاخرى المختلفة لكن إذا تحدثنا عن التقاليد وقلنا انها ربما تدخل في إطار هذه المحرمات فكان الشباب  وأنا كشاب أدخل في هذه الخانة.

هي في الحقيقة التقاليد التي كانت ربما تحدّ هو بحكم السفر مثلاً أو التنقل كان في مشكل، يختلف عن الأن، الأن أصبح السفر والتنقل بين المدن وبين البلدان متاحاً ومؤمن إلى حدٍ ما لكن في السابق كان مثلاً شاب صغير يريد التنقل مثلاً بين مختلف المدن أو بعد المدن إذا صح التعبير أو يخرج خارج البلد يكمل دراستها أو مثلاً للسفر أو للتبادل الثقافي فكان هذا صعب لأن المجتمع لا يقبل, من دوافع الخوف ومن دوافع عدم الأمن ومن دوافع الرواسب الثقافية  التي يحملها المجتمع عن كون السفر لا بد أن يكون بشكل جماعي أو في إطار مؤسساتي أو بشكل من هذه الأشكال أما بشكل فردي أن تسافر إلى ثقافة أخرى، مجتمع أخر فهذا كان شيء غير وارد عند أغلب الأسر, إلاّ بعض الاسر التي لها المستوى الاقتصادي مثلاً أو التعليمي الخاص بها مرتفع جداً أو تعيش في مدن كبرى ومدن قريبة من العاصمة. أما في المجتمعات أو المدن الهامشية أو الأطراف، فهي كانت تعاني من هذه المسألة كذلك الحمولة الثقافية والاجتماعية لدى الأسر ليست لها مثلاً مستوى تعليمي متقدم يعني أمهاتنا واباؤنا لم يحظوا للأسف بتعليم لم يذهبوا إلى المدرسة لم تتاح لهم فرصة التنقل والسفر بمعنى العالم في نظرتهم هم كما يعتقدون, فنحن الأبناء عندما نحاول أن نكسّر الحواجز ونتمرد على التقاليد على اختياراتنا الخاصة كنا نصطدم بهذه الحواجز التي تضعها لك الاسرة أو المجتمع بصفة عامة . هذا في سنّ معين ولكن الحمدلله بعد مدّة من السنوات أصبحت هذه الأمور متجاوزة جداً وأصبحت بفعل الثقافة العالمية أصبح الكلّ متاح وتكسّرت بعد الرواسب الثقافية التي كانت الأسر تحمله.

هذه التقاليد كسّرت بشكل تدريجي لأن مجموعة من الشباب وبينهم حالتي الخاصة حاولنا واستمرّينا في المحاولة، لم نفشل ولم نقبل بمجموعة من التقاليد أو من الأفكار التي نراها عائق وفقط لا مجال للصحة فيها وبالتالي كنا نسعى دائماً إلى نوع من الحرية  إلى نوع من الإثبات الذات وأن نثبت لأسرنا و من يحملون هذه التقاليد إنه نحن في زمن جديد في زمن متغيّر النظم ، السياسات، القوانين، التطور التكنولوجي وبالتالي نحن اصبحنا في زمن لا يمكن أن نعيش بحواجز واطارات تقليدية تحملونها أنتم من السابق. انا شخصياً استمريت في المحاولة ونوعاً ما الاسرة كانت شبه متقبّلة أن أعمل ما أريده في مرحلة معينة خاصة ما بعد الثانوية فاستغليت هذه، وأثبت بفعل مشاركتي وسفرياتي وانفتاحاتي على ثقافة أخرى وأجناس أخرى وناس من أديان أخرى فأثبّت أنه بالفعل يجب أن نقوم بعمل أشياء نحن نؤمن بها وليس المجتمع وليست التقاليد وأنما التقاليد تساعدنا فقط إن كانت صحيحة على الوصول إلى ما نحلم به.

أعتقد نحن في المجتمع المغربي مجتمع مسالم ومنفتح ويتقبل الأخر إلا بعض الاستثناءات وبعض الحالات المعزولة ولكن في الغالب هو منذ بداية التاريخ شعب منفتح على الأخر بكل مكوناته لا مجال للإنغلاق ولا مجال للتقوقع لكن بعض المحرمات الاجتماعية التي ربما في المجتمع الأن تناقش بشكل محتشم وهي لم يناقشها المجتمع إلى الأن هي محرمات مثلاً الجنس مثلاً المثلية في المجتمع المغربي ما زال موضوع بعيد جداً. بفترات المجتمع المغربي لا يتقبل أن يصير هذا الموضوع علنا أو مقنن بالقانون أو ما إلى ذلك وبالتالي هذا ما زال محرم إجتماعي, الفئة موجودة ونراها في الشوارع مثلاً يعني تعيش في المجتمع بأم الواقع لكن من الناحية العلنية، ومن الناحية الرسمية والقانونية ما زال هذا المحرم الإجتماعي, لم يحصل فيه أي حديث أو تقدّم، كذلك موضوع المرأة بصفةٍ عامة أو بعض الأشياء المرتبطة بالمرأة في المغرب هناك تقدّم كبير في مجال المساومات وتكافؤ الفرص ومجموعة من القوانين وحضور المرأة في مجموعة من المناصب ومجموعة من الميادين إلا أن بعض أشكال العنف ضد المرأة خاصةً بين الأزواج مثلاً ما زال من التابوهات التي لم تفكك بعض وهي بحكم الاسر وبحكم أن النساء في الغالب متضررات وبحكم يؤثر هذا على الأطفال وعلى الأجيال فهو   من التابوهات المسكوت عنها في كثير من الحالات ولكنها تؤثرعلى المجتمع بشكل كبير لأن هذا ينعكس على تربية الأجيال وينعكس على تمدرسهم وعلى حقهم في التمدرس، في الشغل، في الحياة، في الترفيه، بالنسبة إلي هدول مجموعة من التابوهات موجودة ولكن هدول بشكل كبير يؤثرون وخاصةً الموضوع الثاني يؤثر بشكل كبير على المجتمع وهذا ينعكس على التنمية في النهاية وينعكس على الازدهار ورفاهية المجتمع.