يحيى هاشم

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: هولندا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

السيد يحيى هاشم، ممثل سوري يقيم حالياً في هولندا، يقدم نفسه من خلال هويته فيقول:

أنا شخص مؤمن بالله، ولكني مختلف بطريقة التواصل معه، فالعلاقة مع الخالق أسمى من أن يلقنك إياها انسان، وتكون أفضل عندما تبحث عن أسمى الطرق لتتواصل معه مباشرة، فأنا مع مرور الوقت والسفر والتعرف على ناس وثقافات وديانات مختلفة وصلت لطريقة خاصة لتواصلي مع رب العالمين، أنا أنتمي للدفء ولا أحب البرد، تربينا بسوريا حيث كنا نعيش الفصول الأربعة كاملة، بينما هنا بيئة جديدة فيها الشتاء أطول من الصيف، فكنت أعاني بداية من ذلك ولكن مع الوقت تأقلمت.

أما عن هويته كسوري وما يمثلها فيقول السيد يحيى:

أنا بفترة كنت أحس باللاانتماء ليس لكوني سوري، فأنا أنتمي لحارتي ولأهلي وللأماكن التي عشت فيها، ولكن للبلد! هل البلد احتوتني؟ حتى أحس بالانتماء لها؟ أم أنها لفظتني وطردتني؟ أنا هاجرت من سوريا مجبر وغصباً عني، بلدي طردني لأني سوري، فانتمائي وولائي صارا أخف، لا أستطبع أن أنكر أني سوري أو أنكر أني أحب بلدي سوريا، لكن هل سوريا اليوم هي سوريا الأمس؟ أكيد لا، فسوريا اليوم أنا لا أنتمي لها، ولا أحس بالشوق لها، ولكن سوريا الأمس بالتأكيد هي قطعة من قلبي وروحي.

ثم ينتقل السيد يحيى للحديث عن العلاقة بين الصراع في سوريا وهويته كسوري فيقول:

الحرب دائماً لها آثار سلبية على الشجر وعلى الجماد، فما بالك على الإنسان المكون من مشاعر وأحاسيس؟ تخيل انك عندما تنام تحلم بكوابيس، تخيل انك لا تعرف عن أخيك الذي فقدته من تسع سنوات شيء، تخيل أنك محروم من أهلك، هذه أشياء تخلق لك ضغط عالي المستوى، وتخلق لك مشاعر سلبية. أنا أشعر أن سوريا كبلد ليس لها ذنب، فهي كانت ضحية وأنا ضحية مثلها، وأنا لا أستطيع خلع جلدي، أنا سوري وسأبقى سوري، وما هو مخزّن بخلايا جسمي وذاكرتي من سوريا يقابله ما حصلت عليه من بلد جديد هو هولندا، ومع الوقت يخلق توازن بين يحيى السوري ويحيى الهولندي، وأنا الآن 60% سورياً و40% هولندياً.

ثم يتحدث السيد يحيى عن أثر الهجرة على هويته السورية فيقول:

الهجرة تعني أنك فاقد الهوية، عندما أن تهاجر من بلدك ولا تعرف ان كنت سترجع أم لا، فهذا ضياع بحد ذاته، هذا مسح شخصية ومسح هوية، أنا لفترة فقدت هويتي، ومرت علي لحظات تساءلت فيها: من أنا؟ ولمن أنتمي؟ فواسيت نفسي وقلت: أنا أنتمي للأرض التي هي لجميع البشر، وذلك حتى لا أشعر بأني منبوذ، وأني لا أشبه باقي الناس المستقرين في بلادهم وفرحين بالحماية والأمان التي فقدناهم نحن.

وعن العادات والطقوس والتقاليد التي كان يمارسها وتأثيرها على هويته السورية يقول:

أنا أحب التنوع فالتنوع جزء من شكلي وشخصيتي، في سوريا كنت أصحى على صوت بائع المازوت أو موزع الغاز وهو يدق على الجرة وينادي، ما كنت أتضايق، كنت أحب هذا الطقس الذي كان شيء جميل بوقته، وبنفس الوقت الآن بهولندا عندما أصحى على زقزقة العصافير والهدوء فهذا شيء جميل، بالنسبة لي الحالتين أشياء جميلة، وخاصة أنهما لا يشبهوا بعضهما بل يشبهوا شخصيتي بالتنوع.

عندما هاجرت تركت عادات وتقاليد مختلفة تماماً عن المكان الجديد الذي أنا فيه، وما تمكنت من التأقلم بسرعة، لكن شعرت بمتعة الاكتشاف ومتعة التأقلم لأني أحب التنوع، وجدت صعوبة لكن فيما بعد وجدت التوازن، بحثت عن نقطة التوازن بين المتضادين، فأنا أحب أن أعيش لحظتي وحياتي، ولن أنسى أني سوري ليس لأني أحب ذلك، بل يمكن لأني لا أقدر أن أنسى.

وأخيراً السيد يحيى يصف هويته باختصار قائلاً:

ليس لي لون معين أنا أحب كل الألوان، أنا متنوع جداً متجدد دائماً، أسعى دوماً للتطور والبحث، محب للعطاء محب للخير محب للطبيعة، وأحب الناس كثير لأنهم جزء من الطبيعة، وأبحث دائماً عن الطاقة الإيجابية.