يخبرنا السيد يوسف عروج من مؤسسة شباب المتوسط للتنمية، عن مشروع وثيقة الأخوة الذي تم بالتعاون مع عدد من المنظمات، ويبدأ بتعريفنا بالمؤسسة فيقول:
مؤسستنا مؤسسة شبابية مصرية، وتشتمل على تعزيز التبادل الثقافي ما بين مصر ودول المتوسط وجواره، من خلال مساعدة الشباب الأقل حصولاً على الفرص، الذين يعيشون في المناطق الريفية والحدودية على التدريب والتنقل والتطوع خارج الحدود. ونحن مؤسسة يقودها شباب وتخدم الشباب وتستهدف الشباب.
ثم ينتقل للتعريف بمشروع حوار حول وثيقة الاخوة الإنسانية، فيقول:
نحن كشباب نرى المشروع كدستور إنساني قادر على تحويل مجتمعاتنا الى مجتمعات سلمية، تقدر أن تعيش رغم اختلافاتها ورغم اختلافات مواطنيها. وكان هدفه العام هو توعية الشباب العربي المقيمين في جمهورية مصر العربية بوثيقة الأخوة الإنسانية وبحث إمكانية مشاركتهم في كيفية تحقيق أهدافها، وأيضاً في ترويجها. وكان هناك عدة من الأهداف الفرعية، منها أن نفتح حواراً مجتمعياً حول هذه الوثيقة، ونرى كيف يرى المجتمع هذه الوثيقة، وكيف يمكن للمؤسسات الشبابية أن تساهم في تحقيق أهداف وبنود هذه الوثيقة، وما الذي يحتاجه المجتمع وتحتاجه المؤسسات؟ من اللجنة العليا للمؤسسة باعتبارها اللجنة الدولية المخولة والمكلفة في تحقيق ومتابعة أهداف هذه الوثيقة، بحيث نستطيع صياغة توصيات ونرفعها إلى اللجنة العليا. هذا كان الهدف العام والأهداف الفرعية.
ويتابع:
تتخلل هذا المشروع عدد كبير جداً من الأنشطة، منها: مسلسل ورش عمل عن مفاهيم مثل: الاخوة الإنسانية، السلم، الأمن، الصراع، النزاع، كنا ندرب فيها ما يقرب من مئة شاب وشابة في مصر. النشاط الثاني كان به زيارات ميدانية، منها سلسلة زيارات لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف للتعرف على دوره في هذا الأمر، ومواجهة ظاهرة الاسلامفوبيا، وكان منها مسابقة عن الوثيقة كانت عبارة عن سلسلة من الأسئلة وكانت لها عدد من الجوائز، حتى نشجع الناس بشكل أو بآخر لتقرأ عن الوثيقة وتعرف عنها أكثر. وكان أيضاً مسابقة لكتابة مقالات لزيادة محتوى الاخوة الإنسانية على الفضاء الالكتروني، الذي دائماً نراه مليء بخطاب الكراهية والتعصب، وممكن حتى بعض ممارسات التنمر وخلافه. وأيضاً كان النشاط الأخير هو سلسلة من جلسات الحوار المجتمعي، تستهدف الكتاب والناشطين وقادة الرأي والإعلاميين والصحفيين وأيضاً الرياضيين، حتى نعرف كيف يرى هؤلاء المؤثرين وثيقة الاخوة الإنسانية.
أما عن التعاون مع شركاء في تنفيذ المشروع فيقول السيد يوسف:
من الأمور التي نفتخر بها هي قدرنا على تنفيذ هذه الشراكات مع جهات كبيرة مثل كايسيد والأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومنظمة السلام أولاً وبعض الشركاء الدوليين، وهذا ينعكس على أحد أهداف التنمية المستدامة والشراكة من أجل الاستدامة وباقي الشراكات. الشيء الثاني معنا نحن كمؤسسات تضم أفراد قادرين على العمل سوية بتناغم باحترام وتوزيع أدوار وفق كل مؤسسة وسياستها الداخلية وغيره. فهذا معناه إذا كنا قادرين على العمل معاً إذن من الطبيعي أن نكون قادرين على العيش معاً، رغم اختلافاتنا رغم تعدديتنا رغم ميولنا رغم اختلاف لون بشرتنا، أو أسمائنا، أو جنسنا، أو عمرنا، أو كل هذه الاختلافات، فالمستوى الأول هو قدرتنا أن نعيش معاً في المستقبل.
والأمر الثاني هو قدرتنا أن نعمل معاً، ولو كنا قادرين على تحقيق المستوى الثاني فمن البديهي والطبيعي أننا قادرين على العيش معاً، أيضاً قدرتنا على العمل في مجال أو في موضوع متعلق بالأخوة الإنسانية متعلق بالسلم متعلق بالسلام المجتمعي، فهذا يعني أن رغبتنا جميعاً رغم كل اختلافاتنا أن هناك شيء يجمعنا، هو أننا نبحث السلام، وهذا يعني أننا متعطشون لنرى مجتمعنا قادر على أن يستوعب جميع الاختلافات، وأننا متفقون بأننا ضد كل من ينادي للتفرقة أو العنصرية أو التنمر أو حتى خطاب الكراهية بكل ما تحتوي الكلمة من معاني. ونحن كمؤسسة شباب المتوسط كان معنا من هو معتنق الديانة المسيحية، المسلمة، كان معنا الجنسين ذكر وأنثى، كان معنا من العاصمة القاهرة ومن محافظات أخرى، يعني نحن بحد ذاتنا كمؤسسة كان لدينا تنوع، والإضافة لتنوعنا كمؤسسات، فنحن مؤسسة شبابية مصرية، كايسيد منظمة دولية تعمل على حوار الأديان، السلام أولاً منظمة أمريكية، الأمم المتحدة هي أكبر منظمة دولية في العالم، فكل هذه الاختلافات والتوجهات والتصنيفات استطعنا أن نجد نقطة مشتركة بين كل هؤلاء الشركاء، وأعتقد بأن الجميع يستطيع أن يشترك معنا في هذه النقطة هو أن نعيش في عالم أفضل، بأن نحقق المساواة أن نعيش في سلام. هذه الأهداف نحن كأجيال شابة، متعطشين ومتلهفين إلى أن نعيش في سلام.
بعد ذلك يتحدث السيد يوسف عن الشركاء ودور كل منهم في تنفيذ المشروع، فيقول:
عندما تقدمنا إلى كايسيد ليصبح شريكاً معنا في هذا المشروع، كان هذا السؤال: ماذا نحتاج نحن كمؤسسة شبابية؟ وماذا يحتاج هذا المشروع لكي ينجح؟ وكانت الإجابة: أن هذا المشروع أولاً يحتاج إلى دعم إعلامي، يحتاج إلى دعم مادي، يحتاج إلى دعم فني، يحتاج إلى محتوى، يحتاج إلى مدربين، يحتاج إلى كل هذه العناصر التي تصل بنا إلى تحقيق أهدافنا المرجوة. فكان اختيار هؤلاء الشركاء بناء على هذه الاحتياجات، فعلى سبيل المثال هيئة الأمم المتحدة من خلال برنامج بناة السلام، ساعدتنا في تقديم المحتوى الذي تم استخدامه في ورش العمل. منظمة السلام أولاً كان لها دور في تقديم دعم مادي صغير لتمويل المبادرات الشبابية، كان للأزهر الشريف دور في تقديم الدعم اللوجستي والدعم القانوني تحت جهة رسمية وطنية في مجتمعنا في مصر.
ويضيف:
وكان دور المنظمة البلطيقية المتوسطية في ترجمة هذا المشروع وفي اعطائه بعداً دولياً، وفي البناء عليه في المستقبل لتنفيذ النسخة الثانية منه على صعيد الشباب الأوروبي. وقد كان دوراً أكبر لأول باب طرقناه هو باب مركز الحوار العالمي في فيينا "كايسيد"، وهو أول جهة آمنت بهذه الفكرة وقررت دعمها من خلال برنامج المنطقة العربية، وهم من ساعدنا فيما بعد بكل المخاطبات والمراسلات التي تمت ليحظى هذا المشروع بدعم من كايسيد، فكان اسم كايسيد وسمعتها وأثرها ساعدنا حتى تقبل كل تلك الجهات العظيمة الشراكة معنا كمؤسسة شبابية قد ينظر لها البعض بأنها حديثة. كانت هذه أدوار بعض الشركاء.
ثم يتحدث السيد يوسف عن الإيجابيات والسلبيات فيما يخص التعاون المتعدد لجهات متنوعة الانتماء، فيقول
بحق لم أشعر أنا أو أي أحد ضمن فريق العمل أنه كان هناك سلبيات، وحتى إن كان يوجد سلبيات فهي شيء لا يذكر بالنسبة للإيجابيات التي هي دائماً تظهر في العمل مع فريق من خلفيات مختلفة بخبرات مختلفة فهذا يثري المشروع ويعطيه قيمة مضافة أو شيئاً جديداً، فكل جهة لديها خبرتها وممارستها الجيدة الفضلى في تنفيذ نفس الشيء الذي تنفذه مؤسسة أخرى، فمنظمة السلام أولاً كانت تشارك معنا نموذجاً عن تحويل الأفكار لمبادرات، فكان أمراً أكثر تطوراً من الذي ننفذه نحن كشباب المتوسط. المحتوى الذي قدمته الأمم المتحدة أحدث ما تم التوصل إليه من دراسات واحصائيات حتى نستطيع أن نقدم محتوى ومعرفة حديثة مواكبة بشكل مرن وسلس للمشاركين.
ويتابع قوله:
نحن كمؤسسة شبابية نعد الشراكات كمصدر دعم وتمويل لنا، ونرتكز على شيئين: الأول، العمل التطوعي والمساهمات التطوعية التي يقدمها المتطوعين، والثاني، هو الشراكات التي نقوم بها لنتمكن من تنفيذ مشروع يمكن أن يكون بدون كلفة أو بتكلفة قليلة، فنحن نسعد بهذه الشراكات وفخورين بها.
ويحدثنا السيد يوسف عن التأثير الفكري الذي تركته تجربة التعاون المتعدد في هذا المشروع عليه شخصياً وعلى المنظمة، فيقول:
هذا المشروع كان تأثيره الشخصي ما لمسته في انطباعات وفي انعكاسات آراء الشباب المشاركين فيه، نظرة عيونهم بالانبهار والفخر في أحد المؤسسات التي زاروها مثل مرصد الأزهر وخلافه، أسئلتهم حول أمور كانت مختلطة لديهم أمور أنهم يشعرون بالشك تجاهها، والاجابات التي تلقوها والتي محت هذا الشك، وصححت مفاهيم وأجابت على تساؤلات كثيرة عندهم، تأثير هذا الأثر في عيون الناس، وعندما أقرأ في غوغل أن هذا المشروع ساعدني في كذا، وأن هذا المشروع فتح لي باب كذا، هذا المشروع ألهمني لكتابة هذا المقال، هذا المشروع ألهمني لأبدأ هذه المبادرة. وفي تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذا يجعلني أشعر بالثقة فيما نفعله، ويجعلني أشعر بالحماس والشغف أن نكمل ما نحن فيه. أما على المؤسسة فكان تأثير إيجابي في بناء قدراتنا، في اكتسابنا خبرة تنظيم أكثر وأكثر والإفادة من هذه التجربة بشكل عام، أيضا استفادت مؤسستنا بأننا استطعنا أن ننجز مشاركات جديدة بسبب هذا المشروع، واستفادت مؤسستنا بأن عدد من الشباب لا يستهان به نعرف بأنشطتنا وبما نقوم به، كانت تجربة إيجابية بكل ما تحتوي الكلمة من معاني.
وأخيراً يتحدث السيد يوسف عن مخرجات المشروع فيقول:
المخرج الأول هو زيادة وعي عدد من الشباب بوثيقة الأخوة الإنسانية، المخرج الثاني استطعنا تطوير عدد من المبادرات المجتمعية عن الاخوة الإنسانية وسيتم تنفيذها في مجتمعات محلية خلال 2021. وخرجنا بمقالات من 7 – 9 يتم تكريمها عن المحتوى الإيجابي عن الاخوة الإنسانية، ونحن الآن نطمح، وسنناقش هذا مع الشركاء، وفي مقدمتهم كايسيد، في كيفية تنفيذ نسخة ثانية من هذا المشروع على نطاق أوسع بأنشطة أكثر، لفئات مستهدفة جديدة ان شاء الله.