حسان

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: سوريا, طرطوس
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يحدثنا السيد حسان من مدينة طرطوس السورية عن العوامل التي يشعر بأنها تؤثر على هويته السورية فيقول:

العنصر الأساسي الذي يبني هويتي هو التراكم الثقافي، فأنا لا أنظر لنفسي كابن طائفة أو ابن اثنية معينة بل باعتباري ابن ثقافة هي تراكم مجموع العوامل التي يمكن حصرها في نطاق المعرفة، عندما أصنف نفسي فأنا جميع هذا الركام، وأنا جزء منه وأقف فوقه، هذه هي هويتي. 

وعن مرتكزات هويته السورية يقول:

هويتي السورية تقف على مرتكزين: التاريخ والجغرافيا، أنا أنتمي إلى الجغرافيا السورية الطبيعية بكل مخزونها الحضاري، وكذلك التاريخ الذي يرتبط بهذه الأرض والذي هو مستمر ومتجانس رغم الصراعات العميقة الحادة والتشنجات الكبيرة التي يشتمل عليها هذا التاريخ، ولكن أنا أعبر عن نفسي في هذه الجغرافية الطبيعية والمحدودة بين المتوسط والخليج العربي وجبال طوروس وزاغروس والصحراء العربية الكبرى، هذه هي الامتدادات التي أنتمي إليها. 

وانتقل السيد حسان للحديث عن أثر الصراع في سوريا خلال العشر سنوات الماضية على هويته السورية، فيقول:

في بداية الصراع كان لي كسائر السوريين مواقف حادة، ولم تكن الصورة مرتسمة بشكل واضح أمامي، لكن هذا الصراع فتح قنوات للتواصل، بينما هذا الصراع نفسه أغلق قنوات التواصل أمام مجموعة أخرى من السوريين، بحيث انهم تقوقعوا وانعزلوا في نمط معين من التفكير. أنا أحد الأشخاص الذين سخروا هذا الصراع ب ليكشف لهم جوانب لدى السوري الآخر، أنا الآن لا أحمل نظرة سلبية الى أي سوري مهما كانت اتجاهاته، وأعتقد أنه يمكن التواصل مع جميع السوريين مهما كانوا متطرفين في انتماءاتهم واعتقاداتهم، هذا الصراع ببساطة سمح لي أن أكون سوري بالعمق، أن أنتمي لجميع السوريين، وأن أبحث عنهم جميعاً، أنا الآن لدي أصدقاء من كل الأطراف في سوريا، هذه المروحة من العلاقات تثبت أن لدي رؤيا وأن هؤلاء جميعاَ بالنهاية محكومين بجغرافيا ومحكومين بإطار زمني معين، وهم أيضاً محكومون بهذا الزمن وسيتعايشون معاً شاءوا أم أبوا. 

أما عن أثر الهجرة على هويته السورية فيقول السيد حسان:

كان لدي مشروع وهو أن استقر بدمشق، ولكن بسبب تدهور الأمور الحياتية والأمنية عدت إلى طرطوس، بصراحة عدم اكتمال مسألة استقراري في دمشق لم يؤثر على هويتي، فأنا بالأساس رؤيتي لسوريا واضحة منذ ما قبل الأحداث، أنا لا أعتقد أن الهجرة أو مسألة الهجرة أثرت أو قدمت لي إضافة ما.

ويضيف: لم يحتك السوريون مع بعضهم بشكل جيد قبل سنوات الصراع، لم يكن لديهم إعلام ولا مجتمع مدني ولا مؤسسات حكومية فاعلة تستطيع أن توظف طاقاتها من أجل احتكاك السوري بالسوري الآخر، هناك غربة وابتعاد بين الإنسان السوري وبين ما يجري حوله على مستوى التاريخ وعلى مستوى المجتمعات وعلى مستوى الاختلافات المتنوعة، لدينا غربة هائلة بين السوري وبين ما يحيط به.

وعن تأثير الطقوس والتقاليد التي كان يعيشها بحياته اليومية على هويته السورية يقول:

السنوات الأخيرة فتحت لي مجال للتواصل مع كل مكونات الطيف السوري، مما فتح لي أفق واسع للاطلاع على سوريا كما هي قدر الإمكان، وهذا مكنني أن أكون سورياً متنوعاً منتمياً إلى التنوع السوري ومؤمنا به بقوة وبشدة.

ويضيف السيد حسان: عندما يذهب الإنسان باتجاه الابتعاد عن الدين فهو يفقد ارتباطه بالمرجعيات الدينية التي يفترض أن ينتمي إليها، ويفترض أن تساهم في تشكيل هويته، فهذا الأمر من شأنه أن يبعد كثير من السوريين عن انتماءاتهم الضيقة وهو أمر جيد، ويدعهم يبحثون عن هوية أوسع من الهوية التي تكرسها المرجعيات. 

أخيراً يلخص السيد حسان وصف هويته السورية بكلمات فيقول:

 أنا لا أقول عن نفسي انني عربي أو كردي أو أنني مسلم أو غير مسلم أو أنني من مذهب ما ضمن هذا النسيج الإسلامي، بل أنا سوري حتى العظم، وكل ما يتعارض مع ذلك لا أعترف به ولا أنتمي إليه.