كيندا نداف

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: الدنمارك
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تعرفنا الآنسة كيندا نداف (30 سنة) المقيمة في الدنمارك، عن هويتها السورية وهي تتذكر أن حضورها جاء في ظروف "وطن غريب" وتضيف: 

وطن غريب المعالم، وطن غريب الضغوطات التي تمارس -على الأغلب- لأنثى، فكنت تلك الأنثى المقاومة، الرافضة لأغلب الأشياء التي يمليها عليّ المجتمع، وليس لأني لا أريد أن ألتزم بتلك الأشياء، إنما أريد أن أفهم لم لا يجوز؟ لماذا لا يكون لدي نفس حقوق أخي؟ لماذا لا تمتلكين أنتِ حقوقاً كاملة؟ هكذا كنت أقول. هذه الأفكار بدأت منذ الطفولة، وبدأت القصة بتشكيل كيندا، فأنا تربيت في بيئة تفرض على المرأة صورة نمطية، وذلك الشيء، منذ مرحلة بلوغي، خلق بداخلي روح الرفض، عندما أصبحت كبيرة، كنت أخرج وحدي، وفي المرحلة الثانوية، تقريباً في 17 من عمري، اكتملت الهوية الجنسية وبدأ الصراع، لماذا عليّ فعل ذلك لأني بنت؟ نحن نعاني من كمية احتلالات كشعب سوري منذ زمن بعيد، وهذه الاحتلالات بدورها ألغت لنا الهوية. أعتبر الهوية السورية هي حب وطن، لكن تلك الهوية لم تكن موجودة للأسف!

وعن أثر الصراع بعد عشر سنوات على هويتها، تستذكر الآنسة كيندا أنه حين "بدأت الثورة السورية انتفض قلبها" وكانت تقول لنفسها: أجل، كل ذلك الذي كنت قد رأيته من فساد ورشاوي سوف ينتهي. ثمة أناس مثلك يريدون الحرية والديمقراطية والعدالة، والوطن عندهم غالي، وهذه هي الهوية بالنسبة لي. 

وتؤكد: نحن هكذا كسوريين يجب أن ننتفض على هذا الشيء، لم يعد بالإمكان أن نسكت ونتجاهل ما يحدث، يجب أن نوقف عادات تقبل الفساد التي أورثها الأجداد. فشعرت أن شيئاً كان ينادي لي أنا أيضاً، وشعرت بدفعة قوية لأعيش فترة من الحرية والحلم، ولكن الضربة الكبرى حدثت عندما ركبوا على الثورة. وهنا رجعت كيندا للخوف، وعندما أقول كيندا أقصد هويتي، لقد سميت هويتي هكذا، وهنا عادت كيندا للصدمة والخذلان، لم أعد أعرف كيف يمكنني أن أدافع عن ذاك الحلم الذي عشته لفترة قصيرة ثم تغير كل شيء، جاءت الثورة تم استغلالها من جهات لا نعرفها، جهات غريبة، لقد فجّر الصراع هوية كيندا وصرت مؤمنة أن علي ألا أستغني عن هوية الطفولة، مقاومة وثورجية بوجه العادات والتقاليد.
وفيما لو كان بالامكان تغير نظرة كيندا لهويتها مع تغير نتائج الصراع، فإنها ترى "في الوضع الراهن في سوريا، لا يمكن أن أعيش في هذا البلد، لأني منذ طفولتي وأنا أقاوم، وأبحث عن أحد يحكي ويقف إلى جانبي و يجاريني لإيقاف هذه الانتهاكات التي تحدث لسوريا كبلد، وليس لي شخصيا".

وتضيف: لدي أمل للتغيير لا أعرف لماذا، ولكن لدي أمل! وفي حال أصبح هناك تغيير ديمقراطي وحر يحفظ كرامة أي إنسان سوري، وليس فقط المرأة ولا فقط الأقليات، بل أي إنسان سوري، وبالتالي أنا لا أستطيع العيش بمكان دون ذلك التغيير الحقيقي. أنا أعتبر نفسي ثروة وكذلك أعتبر كل الشباب الموجودين ثروة لكل سوريا،  فقط أعطونا أملاً بالعودة والرجوع.

أمّا عن أثر الهجرة خلال العشر سنوات الماضية، خارج سوريا، تقول الآنسة كيندا:
كان أثراً إيجابياً، لأنني تعلمت الكثير من الأشياء، وطبقتها، مثلاً، يجب أن أكون متقبلة للآخر وأيضاً على الآخر أن يتقبلني، ويتقبل معتقداتي. إن اللاجئين السوريين يعيشون ظلماً في أغلب الأماكن، أنا أدعمهم ولا أبرر لهم، ولكن عندما يكونون في مجتمعات غربية ومجتمعات مختلفة عن سوريا التي كنا مغيبين فيها عن العمل التشاركي ومغيبين عن المجتمع المدني، لا أعتقد أن اللاجئ سوف يندمج ويفرح وسيعيد بناء هوية جديدة بمجتمع جديد دون أن يتأثر بالماضي الخاص به وبسوريا وأحداثها اليومية. 

وإذا كانت الآنسة كيندا تمارس عادات وطقوس معين، تعتقد أنها تشكل جزءاً من هويتها، تقول:
من الجميل التمسك بالطقوس بغض النظر عن دينك، تشعر بلمسة الأب حتى لو لم تكن موجودة عندما تريد أن تورّثها، مثلا هذه عيدية، زينة العيد، شجرة العيد، صحيح أني أشعر بنفسي أني مواطنة دنماركية ولكن بنكهة سورية، بنكهتي، بطعامي، أعد للأصدقاء طعاماً خاصاً من الثقافة السورية، ويفرحني أن يبدوا إعجابهم، أحب أن أظهر هذه الهوية السورية.

وأخيراً تصف الآنسة كيندا نداف، هويتها بثلاث كلمات قائلة:
هوية كيندا، حرية عدالة ومساواة.