نيفين برنبو

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: هولندا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تعرفنا السيدة نيفين برنبو (36 سنة) المقيمة في هولندا، عن هويتها السورية وهي تقول أنه حين تأتي سيرة الهوية:

أتذكر بطاقة الهوية والتي هي شيء عمومي جداً وليس هوية شخصية، وأتذكر أنه كان قد كتب عليها، الاسم، العمر، الجنس، مكان وتاريخ الولادة، والخانة، من أين أنحدر تماماً، هذا لم أكن أفهمه كثيراً! ولم أكن أعرف ما تعني "الخانة" وكبرت -صراحة - وأنا أسأل نفسي وأسأل أهلي، ماذا تعني تلك "الخانة"؟ فكان مفهوم الهوية نوعاً مبهماً بالنسبة لي، لا يعني لي بشكل شخصي وإنما يعني لكل من حولي أكثر مني، هذه التفاصيل المدرجة في هويتي الشخصية هي للجموع من حولي وليست لي! وهذا الشيء أعطوني إياه وتشربته بلا وعي، ودون أن يكون لي القرار بقبوله أو رفضه. فمثلاً كان يجب عليّ أن أشعر -نوعاً ما- بالفخر والتميز بأنني من هذا المكان… وخانتي هذه الخانة، وأنتمني لهذه المجموعة من الأشخاص الذين هم من نفس خانتي، ولكن بالنسبة لي شخصياً لم تكن تعني لي أي شيء، لم تضف لي في حياتي.

وعن أثر الصراع خلال العشر سنوات الماضية على هويتها السورية، تقول نيفين: 

هناك شيئين متناقضين تماما، أشعر بهما، أولهما هو الفخر والاعتزاز أني سورية، وبأني انتفضت من الركود والجمود والقهر، من أجل أن أظهر وأقول ما أريد من مطالبي، كإنسان بالدرجة الأولى. أمّا الشيء الثاني المناقض هو أنني اضطررت لترك المكان الذي أنتمي له وهاجرت إلى مكان آخر بسبب الثورة وما حدث بعدها، وبالتالي فإن ما أصابني في الشيء الثاني هو وجوب بذل المزيد من الجهود الكبيرة حتى أستطيع أن أوصل مفهوم: من أنا؟ إني فخورة بكوني سورية ومتعبة من ذلك بآن واحد.

وترى نيفين أن نتائج الصراع فيما لو كانت متغيرة عن الوضع الراهن، فهي لن تغير كثيراً في نظرتها إلى هويتها السورية؟

برأيي  ومن خلال الأشياء التي أراها حالياً، لن يكون أي حل مرضٍ بالنسبة لي شخصياً، لأن أي حل من تلك الحلول لم يحدث في سوريا، هو أنصاف حلول، وما كنت أسعى له في هذه الثورة لم أصل له، والآن أرى أننا لن نستطيع أن نصل إلى حل نريده جميعاً كسوريين، فأتخيل أن ذلك يؤثر عليّ شخصياً سلباً وليس إيجاباً.

وفيما تركته الهجرة خلال العشر سنوات على هويتها السورية، تؤكد نيفين أنها "ممتنة لكل التجارب التي خضتها بسبب هذه الهجرة" وتضيف:

 أنا في هولندا منذ 5 سنوات ولكني خلال هذه السنوات، كبرت 50 سنة! أنا شخص متفائل وأريد أن أخذ التأثيرات الإيجابية عليّ فقط. نيفين اختلفت تماماً، وأصبحت شخصاً آخراً، بين ما كانت في ذاك المكان إلى ما أصبحت عليه في هذا المكان. ودائماً ما أواجه تساؤلاً مثل: من أين أنت؟ أجيب: أنا من سوريا. فأرى لديهم ما يشبه إشارات الاستفهام وهم يعيدون إجابتي: أنت من سوريا؟! أي أنت كامرأة، هكذا شكلك هناك، مثلاً أنا لا أرتدي الزي الإسلامي، لا أضع حجاباً، فهم لديهم صورة نمطية أن المرأة يجب أن تكون محجبة. هي تلك التفاصيل الصغيرة، التي يتوقفون عندها، تحديداً عند ما يسألوني كيف لدينا مثل تلك الأشياء في سوريا، وهذا فعلاً يترك غصة في قلبي. 

وإذا ما كان هناك عادات وتقاليد وطقوس، تعتبرها نيفين جزءاً من هويتها تقول: 

العادات والتقاليد هي شيء أحبه وأكرهه في آن واحد، وأخذت قراراً أني أريد الاحتفاظ بالأشياء التي أحبها من هذه العادات والتي تعني لي شخصياً، وأترك الأشياء المكتسبة دون وعي. مثلاً عادات الطعام، وهنا أستطيع القول بكل فخر أننا أناس بسيطين وكريمين وكما يقال بابنا مفتوح لأي أحد يطلبنا، هذا الشيء أريد الاحتفاظ به، لا أريد أن أقول للضيف المقبل إلي حين يصل في موعد الطعام أني أعتذر منه بسبب موعد الطعام، ودائماً أحاول أن أري لابني وبالأخص للمحيط من حولي، من أصدقائنا المقربين، عاداتنا الحلوة، عادات الأعياد، مثل عيد الأم. أما العادات التي لم أجد لها أي أهمية صراحة تركتها خلف ظهري، مثلا عادات يمكن أن تقلل من شأن المرأة، حتى لو كان ذلك من باب الدعابة والمزاح. 

وأخيراً تصف نيفين برنبو، هويتها باختصار قائلة: 

امرأة، أمّ، صحفية، وممثلة حديثاً، دمشقية ولي الفخر، وإنما عربية بنكهة أوربية.