فيحاء

احد مقابلات حزمة: التعايش السلمي في المهجر,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: لندن, بريطانيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

فيحاء هي امرأة سورية الأصل، لكنها تعيش في لندن منذ 30 عاماً، حيث تعمل في سفارة الإمارات العربية المتحدة. عملت قبل ذلك في كلّ من السفارة الأمريكية في دمشق وبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة.

وصلت فيحاء إلى المملكة المتحدة من دون أن يكون لديها شبكة أصدقاء، وبعد إنفصالها عن زوجها البريطاني، اضطرت أن تبدأ بخلق دائرة علاقات خاصة بها من نقطة الصفر. تشعر أنه كان من الصعب الاندماج في المجتمع البريطاني في بداية الأمر، وترجّح أن سبب ذلك يعود جزئياً إلى مظهرها وهويتها العربية من جهة، ومن جهة أخرى كانت قد استغرقت وقت طويل كي تتكيف مع آداب السلوك الاجتماعي البريطاني، لذلك كانت تنجذب إلى السلوك العربي مع الآخرين، وخاصة السوريين منهم، في تكوين صداقاتها.

استمتعت فيحاء بالصداقات غير الرسمية والطعام والموسيقى والدفء النموذجي للثقافة العربية في هذه الصداقات، ووجدت الصداقة الحميمة بين النساء جذابة. ولكن خاب أملها عندما شعرت بالصراع المتأصل في طريقة تفاعل هؤلاء النساء بين بعضهم البعض، فقامت بنهاية الأمر بالإبتعاد عنهم من أجل بناء صداقات عالمية ذات تنوع. تقول فيحاء: إن عملها مع البريطانيين "سهّل انغماسها في المجتمع البريطاني"، وأنها تشعر بثقة أكبر على قدرتها في التفاعل معهم اليوم. كما أنها تشعر بوجود تشابه بين البريطانيين والسوريين، فعلى سبيل المثال يتمتع الاثنين "بشخصيات متحفّظة" حسب وصفها. 

وتعتبر فيحاء أن إتقانها اللغة كانت نقطة تحول أساسية في إمكانياتها على إنشاء العلاقات. وأن المساعدة الكافية في تعلم اللغة للوافدين الجدد أمر حيوي يساهم في عملية الإندماج. تشرح أنه بالنسبة لها ينطوي مفهوم الاندماج على فهم "الثقافة... واللغة... وحسّ الفكاهة".

قبل الحرب، كانت فيحاء تزور سوريا مرتين في السنة، وكان ابنها يشعر "بسوريته أكثر من إنكليزيته"، ولكن منذ أن اندلعت الحرب قلّت زياراتها إلى سوريا ولم يعد ابنها على تواصل مع عائلته السورية. في حين تعرّف فيحاء على نفسها بأنها سورية في المقام الأول، يشعر ابنها بأنه إنجليزي أكثر ولكنه فخور بكونه نصف سوري وهو"...بشدة مع ثقافتنا". 

ومع تغير نظرة البريطانيين للسوريين مع تفاقم الحرب السورية، تحرص فيحاء على أن تتكلم عن تاريخ وثقافة وفن سوريا كي يفهم الناس أن هناك لسوريا أكثر من مجرد "حرب ودمار ولجوء"، تشعر بأن العلم وثروات المالية للمهاجرين السوريين في المملكة المتحدة قد أدى إلى خلق "صورة عامة إيجابية نسبيا لهم كمجموعة"

لم تتعرض فيحاء إلى التنمر في المملكة المتحدة على أسس دينية وتقول: "العامة هنا لديهم الوعي الكافي كي يميزوا بين داعش والإسلام". وتقول أنها لم تكن على إطلاع عل الخطاب اليميني المناهض للهجرة في الثمانينيات داخل المملكة المتحدة. وبينما كان هناك قلق متزايد بشأن العراق، لم تعد سوريا في ذلك الوقت دولة معادية ولم يكن هناك اهتمامات بسوريا خارج عن الاهتمامات السياحية البحتة. تشعر بأنه منذ عام 2011 أصبح هناك امتعاض متزايد من الهجرة، وتقول: "لدي بعض المخاوف بشأن ماذا يمكن أن يحدث هنا مع استعلاء العرق الأبيض بالمستقبل".