لجين

احد مقابلات حزمة: قصص عن الانتماء,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: لندن, المملكة المتحدة
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

أنا اسمي لجين، عمري 22 سنة، مقيمة حالياً في لندن بريطانيا، جئت من سوريا وتحديداً من دمشق، إن ما دفعني للغربة أو الهجرة هو ظروف الحرب التي حدثت وانعدام الأمان، وهي من أهم الأسباب. وكما أغلب السوريين قررت أن أسافر، وصلت إلى بريطانيا عام 2014، وحالياً أنا أعيش فيها منذ 6 سنوات.

وبالتأكيد شكلت البلد الجديدة صدمة بالنسبة لي، ولم تكن كما كنت أراها في التلفزيون، فقد عشت شيء اسمه "صدمة الثقافة"! لغة جديدة، بلد جديدة، جو جديد، وكانت هذه المرة الأولى التي أكون فيها بمفردي تماماً، مجردة دون أي أهل أو أصدقاء، لقد كانت تجربة مميزة جداً وصعبة بالنسبة لي.

أول سنتين كانتا صعبتان للغاية، لأنني كنت أعتبر نفسي تلك الفتاة القديمة التي كانت تعيش في دمشق وأتصرف وفق ذلك، إلى أن تعرفت على عائلة إنكليزية، أرادوا أن يساعدوني للدخول إلى الجامعة، وأمنوا لي سكناً عندهم، كي أستطيع الاندماج والوقوف على قدماي ثم الدخول إلى الجامعة. عشت عند هذه العائلة ستة أشهر، ساعدوني خلالها في دراستي، كما عززوا لدي الانتماء للبلد الجديد، بتنا نقوم بأشياء كثيرة معاً، تأثرت بهم وأثرتُ بهم. تعرفت معهم على كلمات جديدة في اللغة الإنكليزية لم أكن أعرفها، وأصبحت بالنسبة لي مألوفة، وبتُ أستخدمها. تأثرت بطعامهم، وأحببت نوع الأكل الذي يتناولونه مثل "تشيكت بوتيتو"، وتعرفت على أكلات جديدة مثل "أبل كراميل" وهي أكلة حلوى إنكليزية. لقد أحببت نظام حياتهم، وطريقة فرز الطعام وتنظيمه، وكذلك فرز النفايات بين البلاستك والزجاج وغيرها، وهذه العادة أصبحت أتبعها إلى الآن في حياتي.

أصبحت عملية أكثر في الحياة، بسبب علاقتي مع العائلة، وأصبحت أشعر بالانتماء لهذا البلد أكثر، ورحت اقلدهم إن صح التعبير. حتى بالنسبة للملابس، كنت أرتدي بنطلونات الجينز، ولكن السيدة التي كنت أعيش عندها، دائما ما تلبس الفساتين، وأنا أصبحت كذلك، دائماً أرتدي الفساتين، وصرت أشعر بنفسي أني أقرب للطبيعة أكثر، لا أريد أن أعيش كي أرضي الناس مثل مجتمعاتنا، المهم بالنسبة لي أن أكون أنا مرتاحة. عندما عشت مع هذه العائلة تلك الفترة، قررت أنه يجب أن أعيش هكذا بقية حياتي، لأن هذا هو نظام الحياة. وتعلمت أنه من الجميل أن تربي حيواناً في المنزل ليكون صديق لك. وكان من الجميل جداً أن تستمع وتعمل وتستغل كل عطلة نهاية أسبوع. شعرت أن حياتي ستكون هكذا إذا أردت أن أكمل في هذا البلد.

لقد نشرت قصتي مع هذه السيدة التي عشت عندها في صحيفة "الغارديان"، وكل الناس تحدثت عنها، وكنا قد أصبحنا أنا وهذه السيدة مثل أختان، ولكن كل واحدة من بلد، وكانت تجربة جميلة، وأنا فخورة أني تعرفت عليهم، وهم كذلك تعلموا مني أشياء متعلقة بالطعام، كنت قد طبخت لهم بعض الأكلات السورية التي أحبوها. إن تجربة السكن مع مواطنين إنكليز جعلتني أبحث دائماً عن غرفة في منزل مشترك مع مواطنين، لأنني أشعر فعلاً بأنني جزء من هذا البلد الذي احتك معه.

أصبحت أتابع الأخبار الإنكليزية يومياً، وأصبح ذلك جزء أساسي من حياتي، وبت أحب أن أعيش حياتي، كما علموني إياها، بحرية. وأنه عليّ العيش كل يوم بيومه دون تقيد. كما تعلمت أننا نعيش من أجل بناء مستقبلنا وحياتنا، وليس من أجل الناس. لقد كانت تجربة جميلة بالنسبة لي وساعدتني على الاندماج بهذه البلد.

أنا حالياً أدرس في الجامعة بلندن إعلام وإعلان وعلاقات عامة في السنة الثانية. وأختم حديثي بأن كل شخص يريد أن يكمل حياته في بلد آخر، يجب أن يحاول قدر المستطاع أن يندمج ويعيش كإنسان جديد منذ البداية، وكأنه طفل يتعلم للتو.

وهذه كانت قصتي أنا لجين.