آية هاشم اسماعيل

احد مقابلات حزمة: التعاون بين مجتمعات مختلفة في العالم العربي,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: العراق
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تحدثنا الآنسة آية هاشم إسماعيل وهي ناشطة إعلامية من قضاء تلكيف، عن تقييمها لنشاط "ملتقى نساء الأقليات في العراق" من خلال مشاركتها معه بتنفيذ ورشتي عمل دور نساء الأقليات وحقوق المكونات الاثنية، التي تمت في محافظة نينوى عام 2020 خلال جائحة كورونا، قائلة:

أنا من العراق وتحديداً من محافظة نينوى من قضاء تلكيف، ناشطة إعلامية أشتغل بمجال الاعلام وفي مجال المنظمات، خريجة لغات وإعلام. بالنسبة لتقييمي لدور النشاط أو ورشة دور نساء الأقليات في بناء السلام، بصراحة كان لهم دوراً قوياً جداً، وفي مجال عملنا. نحن من منطقة فيها عدد كبير من الأقليات، وبالمناسبة أنا كذلك من الأقليات، من التركمان نحن أيضاً، ولو أن الورشة لم تكن كافية تماماً، لكن تمكنا أن نبرز أنفسنا، وأن نطرح الأنشطة التي استطعنا أن نحققها في المنطقة.

وعن معنى المشاركة في تنفيذ مشاريع تقوم على تعاون ودعم متعدد الانتماءات، تقول الآنسة آية:

تعني لي أنا شخصياً أنها إبراز لدورنا كنساء بهذا المجال، يعني أنها خاصة "بـالقضاء"، وقد أعطتنا مجال لرفع صوتنا، ولنُسمع صوتنا للموجودين، وأنه بالفعل فإن النساء الموجودات في المنطقة، كن قد استطعنا تقديم شيء، حتى لو كان هذا الشيء بسيطاً جداً، لقد تمكنَّ من خلق بصمة "بالقضاء"، كان قسم من النساء بهذه المناطق، لم يسلط الضوء عليهن وعندهن قابلية، عندهن مشاريع وأفكار، لكن لم يكن لدى أحد القابلية أن يمد إليهن يده، لقد أعطيت لهن فرصه بأنهن حضرن هذه الورشة، حيث اجتمعوا مع الكثير من الطوائف والقوميات، كنَّ من منطقة إلى أخرى، ولنقل من منطقة سنية إلى منطقة شيعية، جمعوهن تحت ورشة معينة، جمعوا الإسلام وجمعوا المسيحيين، كل الأديان والطوائف جمعوهم تحت إطار ورشة معينة، وكل واحد طرح الأفكار التي في باله.

لقد طرحت النساء ماذا الذي يفعلونه في منطقتهن، ونحن مثلاً كمحافظة نينوى وقضاء تلكيف ما كنا قد سمعنا إذا كان للنساء دور، ويوجد من "ساده" و"بعشيقا" أيضاً عملوا وقدموا. ومن الموصل ومن "القبة" و"شريخان" أو "بعشيقا" فجمعوهم كلهم تحت هذه الورشة، كل واحدة طرحت ما قدمته بالمنطقة فصار لدينا توسع، وكل واحد منا عرف ما هو انتماء هذه المنطقة، وما هو دور النساء الذي لعبنه في المنطقة، وفي المناطق الأخرى ذات الشيء، ربما التقوا تحت مفهوم واحد: أن ينفذوا ذات النشاط والعمل، أو أنهم أظهروا نفس الأنشطة والأفكار التي في بالهم، أي أن الواحد يتعرّف على الآخر وعلى دوره في المنطقة.

ثم تنتقل الآنسة آية للحديث عن الصعوبات، الإدارية والاجتماعية التي لاحظتها من خلال مشاركتها في مشاريع متعددة الانتماءات، تقول:

أبرز الصعوبات التي واجهتنا كنساء هي الانتقال من منطقة إلى أخرى، حيث كانت بالبداية نوعاً ما توجد صعوبة، بسبب السيطرات قد تعتبر غريباً عند دخولك إلى أي منطقة أخرى، وبالتالي يجب أن تحصل موافقة من الجهات الموجودة، لأنك إذا دخلت كشخص غريب عن المنطقة فسوف تتعرض للمساءلة، يجب أن يكون معك ما يثبت أن لديك مشروع أو نشاط أو ورشة تريد القيام بها.

هذا نوعاً ما قسم مما واجهنا من الصعوبات. بالنسبة لي ربما واحد بالمية واجهت من هذه الصعوبات،

أما بالنسبة للصعوبات الأخرى في البداية كانت انعدام الثقة بين الموجودين، هناك على سبيل المثال عدد من المكونات الذين لديهم نظرة خاطئة عن الآخرين، وذلك ترك نوع من الخوف بسبب ردة الفعل، وكيف سوف يجلس مقابل المكون الآخر؟ هناك فكرة خاطئة واصلة عن الآخر، وذلك سبب نوع من التردد، وبأي موضوع سوف أتكلم؟ كيف سأعرف عن نفسي؛ بحيث أن المقابل الذي أمامي يتقبلني كما أنا؟ أو أن أستطيع تصحيح الفكرة التي كان قد أخذها عني.

وتضيف الآنسة آية: 

إن وجود مثل هكذا أنشطة قد ساهم بإزالة هذا التردد وتلك الفوارق، فهي بالضبط قوة، نحن بشر، وأنا لا أعرف انتماء أو فكر الآخر عني أو عن منطقتي، ومع مثل هكذا ورش حين تقام، سوف تزيل التردد أولاً، وبعد ذلك سوف تزيل الخوف عني، ويصبح من الممكن أن أتحاور مع الآخر، ليكن هو من غير ملّة، من غير طائفة، من غير بلد، بالتحاور بالأسئلة التي أطرحها، ربما لدي فكرة خاطئة عنه أو عن الأنشطة التي يقوم بها، فعندما يشرح لي هو عن نفسه، وعن الطائفة التي آتى منها، عن المذهب الذي يتبعه، أو النشاط أو الهدف الذي في باله، سوف أتقبله، أنا كشخص من منطقة لدي فكرة خاطئة عن المقابل لي، ويأتي شخص يمثل المقابل لي أو الفئة التي هو منها، وإذا استطعت أن أخذ مفهوم واحد بالمية منه صحيح سوف أقدر أن أنشر هذا الصح بمنطقتي. 

في بداية الورشة كان هناك نوع من التردد والخوف، بينما في نهاية الورشة كلها زالت، يعني دعني أقول تسعين بالمئة راحت واختفت، انا قدرت أتقبل الموجودين أو الموجودين يتقبلوني كـ آية أو كطائفة دعني أقول مسلمة أو كطائفة مسيحية أو يزيدية لقد تقبلوني. 

وحول ما تركه مشروع الورشة من أثر فكري عليها شخصياً فتقول:

لقد ترك معلومات عديدة، وأول معلومة كان هناك لم أكن أتخيل أنه في يوم من الأيام قد أجلس و أتحاور معهم، هذه المعلومات التي أخذناها كانت من ضمن أهداف موجودة لنعمل عليها بالمستقبل. 

أما المهارات التي تركتها فدعني أقول: أننا تقبلنا رأي الآخر برحابة صدر، وليس كما قبل، يعني ليس قبل سنة أو سنتين بل ببداية الورشة، في البداية كنا متعصبين قليلاً، كان هناك طائفية أو يوجد بعض الناس المتعصبين لجهتهم، لكن بدأنا نتعلم مهارة كيف نقدر أن نتقبلهم كأشخاص، وكيف نأخذ برأيهم كأشخاص قبل أن يكونوا كطائفة أو مذهب. 

كما طالبنا أن تتكرر هذه الورش، ليس فقط في قضاء تلكيف، بل أن هناك قرى تابعة لقضاء تلكيف، لكن ما سمحت الظروف ربما بسبب كورونا، أو العدد كان محدد. كان لدينا الكثير من النساء أيضاً من الأقليات، من مناطق ما يستطيعوا أن يشاركن في وقتها، لقد طلبت أن تقام هذه الورشة في مناطقنا في قرانا، وطلبت أن تعاد بالمستقبل. 

إن الأثر الذي تركته الورشة هو خلق ثقة لنساء الأقليات الموجودين، أي زرع نوع من أنواع الثقة، وأنه من الممكن لأي امرأة أن تشارك بأي قرية، ولتكن من أي مكان قادمة سواء قرية أو مدينة، ودعنا نقول بالبداية أن أهل القرية مظلومين، هم لديهم فكرة أن ابن المدينة أو عضو المنظمات شيء آخر، ولا يعترفون بالمعلومات التي عند ابن أو بنت قرية، فالورشة زرعت نوع من أنواع الثقة في هؤلاء، بل أنهم من الممكن أن يشاركوا، كما تركت الورشة أثراً عندي كامرأة من الأقليات لأقدم شيء في المستقبل، حتى لو كانت فكرة أطرحها أمام المقابل لي سواء المدرب أو الجهة الداعمة أو جهة رسمية أو منظمات حكومية أو أهلية.

وأخيراً تتحدث الآنسة آية عن التغير بآلية عملها كصحفية بعد حضورها الورشة، تقول:

التغير الذي صار عندي هو امتلاكي لهدف أن أدعو هكذا ورش لمناطقنا القروية أو المناطق التي التابعة لتلكيف أو المحافظة، لقد أصبح عندي هدف ممكن في يوم من الأيام أن أقنع هذه الجهات الموجودة في الورشة أن تأتي وتنفذ الورش بمناطقنا، أو بالقرى الموجودة قربنا، فسابقاً لم يحصل فيها أنشطة مشابهة. 

لقد تمكنت أن أخلق مفهومي حولها، أن أحاول نقلها لهذه المناطق التي قربنا، لم نكن قد سمعنا في المناطق القريبة لتلكيف بوجود دور لنساء الأقليات في بناء السلام، لقد استطعنا أن نشرح لهم ذلك، مع وجود جهة تتبنى العمل وتنفذ الأنشطة والورش. لقد طرحنا مشاكل نساء الأقليات وتم استقبالها وفي المستقبل من الممكن أن نقيم عملاً مشتركاً ونجمهم في هذه المناطق.