نعيمة الغربي

الكلمات المفتاحية التعاون, تونس, شؤون المرأة
احد مقابلات حزمة: التعاون بين مجتمعات مختلفة في العالم العربي,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: تونس
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

تعرفنا السيدة نعيمة الغربي المدير التنفيذي لجمعية صوت شباب الكريب في تونس بمشروع منتدى المرأة لثقافة المناصرة الذي نفذته الجمعية، فتقول:

كان تنفيذ مشروع منتدى المرأة لثقافة المناصرة، ضمن إطار ما جاء في دستور 2014 الباب السابع الذي نص على الحكم المحلي، أي أن يكون للبلديات في تونس دور كبير وفاعل جداً، بحيث تصبح البلدية تدير مواردها بصفة حرة أكثر، ولن تكون مرتبطة بالمركز في قراراتها، لذلك تم انتخاب المجلس البلدي، وفي المجالس البلدية هناك على الأقل من ثمان لعشر نساء، أي ما يقرب 40% من أعضاء المجلس من النساء. ومن 2018 نحن كجمعية صوت شباب الكريب، لاحظنا أن دور النساء غير فاعل في قرار المجلس البلدي وفي تسيير البلدية، لذا جاءت فكرة مشروع منتدى المرأة لثقافة المناصرة، لأجل تفعيل أو تحسين دور المرأة في البلديات، حتى تكون المرأة شريك فاعل في أخذ القرار، ليس فقط وجود صوري بل تكون لها كلمتها يكون لها قرارها تكون عنصراً مديراً للمجتمع، هذا هو الهدف من هذا المشروع. أيضاً ليس نساء البلدية فقط بل توجهنا إلى النساء الفاعلات في المجتمع المدني، فمشروع منتدى المرأة لثقافة المناصرة يتجه للنساء المنتخبات في السلطة المحلية وإلى المجتمع المدني في بلدة بوسليم من أجل تفعيل دورهن في أخذ القرار بصفة عامة. 

ثم تحدثنا السيدة نعيمة عن معنى المشاركة التي تمت في تنفيذ المشروع ضمن تعاون تعددي، تقول:

العمل التشاركي نص عليه دستور 2014، فقانونياً الشأن العام والعمل السياسي يدار بشكل تشاركي، بين السلطة المحلية وبين المجتمع المدني، وهذا هو ما أردنا ترسيخه في منتدى المرأة لثقافة المناصرة، التشاركية في أخذ القرار.

وتنتقل السيدة نعيمة للحديث عن انتقاء المشاركين في المشروع فتقول:

نحن في مشاريعنا تكون أولوية المشاركة للفئات الهشة، وذوي الاحتياجات الخاصة، كالمرأة الريفية، كالشباب، فيفضل أن يكون المشاركين من هذه الفئات، في منتدى المرأة لثقافة المناصرة، ولوجود اسم المرأة كان يعني أنه للنساء، ولكن كان هناك رجل واحد استفاد من المشروع هو رئيس اللجنة التشاركية وتكافؤ الفرص، وكان من الضروري أن يحضر معنا لأنه يدير لجنة التشاركية وتكافؤ الفرص، إذن كان من المستحب أن يكون معنا في المشروع، فقمنا بهذا الاستثناء ليكون معنا رجل وحيد الذي هو رئيس اللجنة التشاركية وتكافؤ الفرص في المجلس البلدي في بوسليم.

وتتحدث عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذ المشروع، فتقول:

أثناء تنفيذ المشروع  قانونياً النساء المنتخبات ينشطن في صلب مجتمعهن، مع احتراس كبير أن يمارسن أنشطتهن. هناك عادات وهناك تقاليد: هل المرأة سوف تحكم؟ كيف سوف تأخذ الكلمة وسط عشرات الرجال؟ وكيف ستحضر اجتماعات الرجال أغلبية فيها؟ وأيضاً: ماذا ستقدم الجمعية مادياً؟ هل ستهيئ منتزهاً؟ هل ستقدم مشاريع؟ في حين كان عملنا هو تنمية القدرات، وفي أول لقاء طرح مع المجتمع المدني: كيف سنستفيد من هذا المشروع؟ هل هناك مشاريع؟ هل هناك منتزهات؟ في حين أتينا لتنمية القدرات، ننمي قدرات المرأة لكي تعرف الطريق لتمرر المشاريع التي تريدها: تهيئة منتزه أو مشاريع اقتصادية. 

وعن الجهة المشاركة معهم في تنفيذ المشروع "البلدية"، تقول:

حقيقة أول  لقاء كان مع مهندسة تعمل في البلدية، طرحنا عليها المشروع فأعجبها كثيراً، وبحكم أن مدام "ألفت" هي المسؤولة عن تنفيذ الميزانية التشاركية في البلدية، فرأت أن جمعية صوت شباب الكريب سوف تساعدها في أن تتلقى أفكار مواطني بلدية بو سالم وأنها ستمررها في الميزانية التشاركية 2021، ومن هذا المنطلق مدام "ألفت" تعاونت معنا كثيراً، وهي من أقنع المشاركون في الاندماج بمشروعنا، والحقيقة كانت المعاملة معهم أكثر من رائعة. 

أما الإيجابيات والسلبيات في تنفيذ المشروع فقد كانت وفق رأيها:

لقد خرجنا بمشروع رائع جداً كان من اقتراح جمعية الجيل للأشخاص ذوي الإعاقة، وكانوا من بعد الثورة 2011 يرغبون في تهيئة منتزه لهم ملكيته، ليصبح استراحة وفرصة عمل لستة أشخاص ذوي إعاقة، لكن الولاية والوزارة لم تستجب لذلك، في مشروعها وجهنا لهم الدعوة وجلسوا، نظمنا منصة حوارية بين مستشاري البلدية والجمعية فاقترحوا المشروع والبلدية استجابت، فحل المشكل ونجحنا مع شركائنا بتجهيز منتزه عائلي يديره أشخاص من ذوي الإعاقة، فهو يوفر العمل لستة أشخاص من ذوي الإعاقة ويكون متنفس للعائلات في بوسليم، أيضاً هناك ست فتيات أعمارهن بين 18 و26 سنة كانوا ميسرين بالمشروع تكونوا في الحكم المحلي واللامركزية سيكونون سفراء الحكم المحلي سفراء اللامركزية، هم البذرة التي غرسناها في بوسالم والتي سيكون لها شأن فيما بعد المشروع، أيضاً إرساء ثقافة المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية، 500 مواطن من بوسالم شارك في الاستبيان وقدم الاقتراحات التي تقبل من البلدية، هذا يعطي الثقة والتوازن الاجتماعي ما بين بلدية بوسالم والمجتمع المدني، وتشجعوا بالانخراط في العمل البلدي وفي الحكم المحلي بصفة عامة، هذه الإيجابيات. 

وتتابع عن السلبيات فتقول:

السلبيات فهي أن الكورونا منعتنا من القيام بأنشطتنا كما ينبغي، وللحقيقة فقد كنا نقتصر على الاجتماعات عن بعد، في حين أن لقاءات الأشخاص ذوي الإعاقة والتوجه إلى الأماكن التي يتواجدون فيها، يضفي مصداقية أكثر على المشروع ويساهم بنشر أهداف المشروع أكثر من هذا.

وأخيراً تتحدث السيدة نعيمة عن مدى التغيير في آلية العمل بعد تنفيذ النشاط المشترك، فتقول: 

حقيقةً هو أول مشروع نسوي تقوم به جمعية صوت شباب الكريب، وهو التجربة الأولى للجمعية، في الماضي كنا نعمل على الشباب بصفة عامة، لكن مع هذا المشروع عملنا أكثر على المرأة فقط، أيضاً أهم فئة هم الأشخاص ذوي الإعاقة، فئة مسكوت عنها بطريقة غريبة جداً، ونحن كجمعية من 2013 نعمل على تشريك ذوي الاحتياجات الخاصة بالشأن العام، لكننا اكتشفنا في هذا المشروع أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مسكوت عنها بشكل رهيب، من مبادئ اللامركزية ومن دعائمها هو مشاركة هذه الفئة بالأشغال البلدية، وقد لاحظت أن الشخص ذوي الإعاقة حتى لو أراد من ذاته أن يشارك لن يستطيع لأن المنفذ إلى البلدية يكون صعباً، فلا يوجد له ممر من أجل مروره ليشارك بالاجتماعات، كما لا يوجد مترجم إلى لغة الإشارات لحاملي إعاقة السمع، فئة كاملة في الحكم المحلي مسكوت عنها كان لي الشرف أني تكيفت في التعامل مع هذه الفئة في هذا المشروع، وكيف سأشاركها في الشأن المحلي، وكيف أحسن قدراتها للمشاركة في الشأن المحلي. وحتى في اختيار الفندق الذي ستقام فيه الدورات التدريبية اخترناه سهل لتنقل المعاقين، خاصة المراحيض، فهي من كرامة الشخص أن يكون هناك مرحاض يتمكن ذوي الإعاقة من دخوله. ونحن عملنا في هذا المجال لحفظ كرامة المعاق، وأيضاً تسهيل مشاركته معنا في الندوات.