خلدون

احد مقابلات حزمة: الصراع، الهجرة والهوية السورية,
Original Interview Length:
سجلت هذه المقابلة في: ألمانيا
فريق الانتاج:
المواد المتوفرة لهذه المقابلة:

يحدثنا السيد خلدون* وهو سوري من مدينة حمص، يقيم حالياً في ألمانيا، عن هويته السورية والعوامل التي أثرت بها، فيقول:

بالنسبة لما يمثل هويتي أني عربي سوري، كنت أعيش في سوريا بمجتمع ريفي متوسط الحال، كل الناس فيه تعرف بعضها، وتساعد بعضها، مثلاً: الجار يعرف جاره ويساعده، وهذا الشيء- بصراحة- افتقدته بألمانيا، فكما هو معروف هنا كل واحد بحاله، أحياناً إذا وقع لك حادث يمروا من جانبك بشكل عادي ولا كأن شيئاً قد حدث، وهذا شيء أستغربه هنا بألمانيا. أما بالنسبة للقومية العربية فأنا أفتخر بأني عربي، لكن بالنسبة لي كهوية هو الدين في الدرجة الأولى، وبعده تأتي القومية التي خلقت من مائة سنة من خلال الاستعمار باتفاقية سايكس بيكو، نحن كنا دولة واحدة سواء عرب أو مسلمين، لا فرق بين سوري أو عراقي أو لبناني أو سعودي، وللأسف نحن الآن نعاني من هذا الشيء. فبالنسبة لي ديني هو هويتي، وبالنسبة للوطن أنا برأيي وطن الشخص أي كان ومهما كانت جنسيته أو كان دينه ومعتقده ومذهبه، هو البلد الذي يشعر فيه بالأمان والحرية والكرامة، هذا هو الوطن، وليس وطنك الذي منه جنسيتك أو هويتك، لا فهذا خطأ، أنا وطني بالمكان الذي أكون فيه بكرامتي، في المكان الذي أكون فيه حر ضمن القانون والدين، فهذا هو وطني.

 ثم يتحدث السيد خلدون عن العلاقة بين الصراع في سوريا وهويته كسوري فيقول:

الثورة السورية أثرت بي كثيراً، وفتحت عيوني التي كانت مغمضة، علمتني كثيراً من الأمور كنت غافلاً عنها، أو لم أكن أعرفها بالأصل، لما خرجنا من سوريا سمعنا كثيراً: ابن البلد، أولاد بلدك، أي أن كل سوري هو ابن بلدك، وهذا الشيء أنا برأيي الشخصي غير صحيح، فمن الذي هجرني غير ابن بلدي؟ أو السوري، من الذي قتلنا؟ من الذي اعتقلنا؟ من الذي أذلنا؟ لذلك انا قلت بالنسبة لي هويتي كدرجة أولى هي ديني، وبعده تأتي القومية، فبالنسبة لي وطني السوري هو شيء ثانوي، فوطني هو المكان الذي أشعر فيه بالأمان والراحة النفسية والحرية والكرامة.

وحول فيما إذا كان لنتيجة مختلفة للصراع في سوريا تأثير مختلف على الهوية يقول السيد خلدون:

طبعا سيكون الوضع مختلف تماماً لو ما كانت هناك ثورة، لو لم يحدث الصراع كان الأمر مختلف، هذا علوي أو شيعي أو سني أو مسيحي، هذا كله عرفناه بعد الثورة وللأسف الشديد، وبالتأكيد كان النظام وأعوانه سبب هذا، لأنهم حتى يحكموا البلد فيجب أن يتم صراع داخلي، صراع طائفي مذهبي قومي حتى يتمكنوا من الحكم. أنا لدي أصدقاء كثيرين من طوائف مختلفة، أنا لست متعصباً أبداً لكن أنا حالياً أرى أن من كان مع الظالم أو أيّد الظالم، حتى لو كان أبي، فأنا لست معه ولا أسلم عليه ولا أكلمه أبداً.

وينتقل السيد خلدون للحديث عن الطقوس والعادات التي أثرت على هويته كسوري فيقول:

بداية أحب أن أقول إنه لا يوجد أي قاسم مشترك بين العادات في ألمانيا وبين العادات والتقاليد اللي كنا نعيشها بسوريا، طبعاً بشكل عام أما بالنسبة لي مثلاً أنا ما كنت أبقى بالبيت أبداً، من الصباح أخرج من البيت، طبعاً أيام العطل أو بالصيف، ولا أرجع لوقت النوم، هنا تماماً اختلف الوضع، هنا دائماً من البيت للعمل ومن العمل للبيت. وهنا يوجد شيء بصراحة أثر بي كثيراً وحز بقلبي، وهو ما جعل الدول تتقدم علينا، إنها الثقافة بشكل عام وخصوصاً القراءة، هنا كل الناس بمحطات القطار، القطارات، الطائرات، بالمطارات بأي مكان حتى بالمقاهي كل منهم يمسك كتاباً ويقرأ، تسعين بالمائة من الشعب هنا يقرأ، وهذا شيء بحياتي ما شاهدته بسوريا وللأسف، أنا كنت بسوريا مولع بالقراءة، كنت أقرأ كثيراً من الكتب، لكن بصراحة لما انتقلت لهنا لم أعد أقرأ شيء أبداً.

ختاماً يصف السيد خلدون هويته باختصار فيقول:

  أصف هويتي بالدين الذي كنا نمارسه، وبالأخلاق أو معاملتي مع الناس، والذكريات التي عشتها.

 

*تم استخدام الاسم الأول فقط، بناءً على طلب صاحب المقابلة